طرابلس-سانا
أعلنت الحكومة الليبية المؤقتة اليوم مقتل 22 شخصا وإصابة 72 آخرين وتشريد مئات العائلات داخل ليبيا وخارجها جراء استمرار الاشتباكات المسلحة في العاصمة طرابلس.
وأوضحت الحكومة في بيان لها اليوم نقلته وكالة الأنباء الليبية أنه تم تشكيل لجنة وزارية خاصة بالأزمة مهمتها مساعدة الأسر النازحة والمتضررة وتوفير المستلزمات الضرورية لها للانتقال إلى مناطق آمنة ومدها بالوقود والمواد الغذائية.
وأشارت الحكومة في بيانها إلى أنها تتابع بشكل مستمر ومكثف جهود الوساطة التي تبذلها اللجان المكلفة والوسطاء من أجل إيقاف هذه الاعتداءات والعمل على إعادة الحياة الطبيعية إلى المدينة كاشفة عن وجود عقبات تواجه هذه الجهود نتيجة تعنت المجموعات المعتدية على المدينة وعدم استجابتها للنداءات المتكررة من أجل مراعاة الظروف التي يمر بها سكان العاصمة والتي ستزداد سوءا في حال عدم توقفها بأسرع وقت ممكن.
في سياق متصل أعلن مسؤول قسم التنسيق والتعاون باللجنة الدولية للصليب الأحمر رابح الفقيه أن عدد النازحين جراء أعمال العنف في طرابلس يقدر بين 2000 و2500 أسرة علما أن البعثة الدولية للصليب الأحمر في ليبيا لا تملك إحصاء دقيقا لعددهم.
وأكد الفقيه في تصريحات صحفية نقلتها صحيفة الوسط الليبية اليوم أن أعداد النازحين في تغير مستمر.
إلى ذلك غطت مدينة طرابلس اليوم سحابة من الدخان الأسود الكثيف نتيجة اشتعال النيران في خزانات النفط الواقعة على طريق المطار جراء استمرار الاشتباكات المسلحة بمنطقة قصر بن غشير ومطار طرابلس والمناطق المحيطة بها.
وأوضحت المؤسسة الوطنية الليبية للنفط في بيان نشرته على موقعها الالكتروني اليوم أن النيران تشتعل بثمانية خزانات بما فيها الخزانات التي تم إطفاؤها خلال الأيام الماضية بالحظيرتين الأولى والثانية نتيجة إصابات نارية مباشرة واشتعال النار بمضخات أذرع التعبئة للوقود.
وأشارت المؤسسة إلى أن سبعة من الخزانات المشتعلة مخصصة لتخزين مادة البنزين بينما يخصص الثامن لتخزين مادة كيروسين المنازل موضحة أن جميع خزانات البنزين تشتعل حاليا في الوقت الذي يحاول فيه رجال الإطفاء الدخول إلى المستودع لإطفائه والحد من انتقاله إلى الخزانات الأخرى وخزانات غاز الطهي.
وحذرت المؤسسة من خطورة استمرار الحريق لما يسببه من كوارث بيئية وإنسانية واحتمال انفجار خزانات الغاز.
في سياق متصل أكد مصدر أمني في مدينة بنغازي الليبية اليوم أن مسلحين ارهابيين فجروا مبنى مديرية أمن بنغازي الواقعة بمنطقة الهواري إحدى ضواحي المدينة.
ونقلت وكالة الانباء الليبية عن المصدر قوله “إن مجموعة تابعة لمجلس ما يسمى “شورى ثوار بنغازي” المكون من تنظيم /أنصار الشريعة/ و/درع ليبيا/ و/كتيبة راف الله السحاتي/ قامت بتفجير مبنى مديرية الأمن ببنغازي وتسويته بالأرض”.
وأضاف المصدر أن المبنى كان خاليا من عناصر الشرطة مشيرا إلى أنه استهدف بالحرق أولا ثم قامت المجموعة بتفجيره بالكامل بعد أن قامت الجماعات المسلحة بسرقة مخازن المديرية بينما وجدت مجموعة كبيرة من سيارات الشرطة محترقة بالكامل.
وبينما تستمر المواجهات بين وحدات من القوات التابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر وما يسمى تنظيم “أنصار الشريعة” والمجموعات المتحالفة معه في بنغازي أكد آمر سلاح الجو العميد صقر الجروشي أن طائرات مقاتلة نفذت طلعات استطلاعية فوق مدينة بنغازي وضواحيها مبينا أن العمليات العسكرية لم تنته بعد وستحدد أهدافا من قبل طياري سلاح الجو الليبي.
وأوضح أن كل التجمعات والأرتال العسكرية ومخازن الأسلحة والذخيرة غير التابعة للمؤسسة العسكرية والجيش الليبي ستكون هدفا مشروعا لسلاح الجو الليبي.
وتشهد ليبيا منذ عدوان حلف شمال الاطلسي الناتو في 2011 وضعا أمنيا غير مستقر بفعل انتشار السلاح والمسلحين وتفاقم هذا الوضع مؤخرا إثر المواجهات الدائرة بين ميليشيات متناحرة في محيط مطار طرابلس منذ 13 تموز الجاري إضافة إلى القتال في بنغازي منذ انطلاق عملية “الكرامة” بقيادة اللواء المتقاعد
خليفه حفتر في 16 ايار الماضي ضد الميليشيات المسلحة.
وتدور معارك طاحنة في العاصمة طرابلس للأسبوع الثالث بين مجموعات مسلحة من خارج مدينة طرابلس استعملت فيها مختلف انواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة بهدف السيطرة على المدينة خاصة مطار طرابلس الدولي وعدد من المقار العسكرية والأمنية.
وادت المعارك الى مقتل الكثير من المواطنين المدنيين وتدميرمطار طرابلس الدولي بشكل شبه كامل واحتراق أكثر من 19 طائرة كانت رابضة في باحته ومغادرة الشركات والمؤسسات الدبلوماسية الدولية الى خارج ليبيا إضافة الى تشريد الآلاف من العائلات والأسر الى مناطق مجاورة ودول أخرى.