موسكو-سانا
أكد فلاديمير ياكونين رئيس صندوق القديس أندريه صاحب المبادرة لدعوة المتفوقين من مدارس أبناء وبنات الشهداء ودور الأيتام في سورية لقضاء عطلة الصيف في معسكر الأطفال في موسكو التابع لمؤسسة الخطوط الحديدية الروسية أن استضافة هؤلاء المتفوقين تشكل تعبيرا عن الصداقة الحقيقية بين الشعبين في سورية وروسيا.
وقال ياكونين خلال زيارته معسكر الأطفال السوريين في موسكو مع أقرانهم الروس برفقة عدد من زملائه و السفير السوري في موسكو الدكتور رياض حداد “إن هذه المجموعة ليست الأكبر من الأطفال السوريين الذين يعانون اليوم من ظروف صعبة للغاية ولكننا نحن من الجيل الذي نشأ على روح الصداقة مع الشعوب العربية وندرك أن الغرب يتهم سورية بذنوب يفتعلها هو بذاته و يحاول توجيه اتهاماته غير المجدية ضد روسيا والقيادة الروسية” لافتا إلى أن العالم الذي نعيش فيه له أفق مستقبلي محدد يملي علينا أن نحمي أطفالنا ونعدهم ليعيشوا فيه رافعي الرأس.
وشدد على أن هذه المبادرة هي “تعبير واقعي عن الصداقة الحقيقية وعن العناية المخلصة بهؤلاء الأطفال كي يرتاحوا وليصحوا ولتمتلأ نفوسهم بالمشاعر الطيبة والسعادة”.
بدوره لفت الدكتور حداد إلى أن أبناء وبنات الشهداء هم أبناء أطهر من انجبته سورية التي بقيت صامدة وشامخة ومقاومة بفضل بطولات وتضحيات آبائهم الشهداء الأبرار معبرا عن اعتزاز سورية بالعلاقات الثنائية مع روسيا الاتحادية ومؤكدا السعي الدائم لتطوير هذه العلاقات في المجالات المختلفة كافة تحقيقا لرغبة الشعب السوري الذي يريد إقامة أفضل العلاقات مع الشعب الروسي الشقيق والصديق وتنفيذا لتوجيهات السيد الرئيس بشار الأسد ومنها عبر هذه الكوكبة من أبناء وبنات الشهداء التي وصلت روسيا لقضاء عطلة الصيف في معسكر خاص مع الأطفال الروس في ضواحي موسكو.
ولفت حداد إلى أن المعسكر يوفر متطلبات الراحة والاستجمام ووسائل وإمكانيات الإشراف الصحي والطبي بكل أنواعها النفسية وغيرها ومجموعة من الملاعب الرياضية.
وأشار حداد إلى أهمية مثل هذه المعسكرات المخصصة للراحة والاستجمام في تعزيز العلاقات الثنائية بين الشعبين السوري والروسي والتعويض لهؤلاء الأطفال منوها بمعاملة المربين الروس للأطفال السوريين.
من جهتها أعربت أولغا إيغوروفا مديرة معسكر الأطفال في موسكو عن إعجابها بالأطفال السوريين وقالت إننا نعمل معهم وفق برنامج مشترك فهم يقومون بالمشاركة بكل البرامج والفعاليات ويحضرون الكثير من الحلقات التعليمية والترفيهية.
وأشارت إيغوروفا إلى سرعة تأقلم الأطفال السوريين مع الوسط المحيط بهم واندماجهم الإيجابي مع أترابهم الروس الذين بدورهم يبادلونهم المعاملة ذاتها ويسعون للتفاعل معهم وقالت إنني لم أر في حياتي بقدر هذا الود والسرور بين الأطفال ونحن سعداء جدا بقدومهم إلينا وزيارتهم لنا.
بدورها أشادت الدكتورة رايما زوتوفا رئيسة المركز الطبي المشرف على صحة الأطفال السوريين في المعسكر بأبناء وبنات الشهداء ويسلوكهم الاجتماعي ونشاطهم وحيويتهم.
كما أعربت نيللي المشرفة الروسية على الأطفال السوريين عن سعادتها بقدوم الأطفال السوريين إلى روسيا منوهة باخلاقهم وسلوكهم متوقعة أن يحب هؤلاء الأطفال روسيا وأن يعودوا إليها لإكمال دراستهم في المعاهد والجامعات الروسية ليعودوا فيما بعد ويبنوا وطنهم سورية.
من جهتها قالت أنجيلا غانم المشرفة العامة على مدرسة البنين لأبناء الشهداء في سورية إن “الأنشطة والفعاليات القائمة في إطار المعسكر اكتملت بحيوية أكبر ما جعل أطفالنا في مدارس أبناء الشهداء المعروفين بالدقة والالتزام بالأوقات يمارسون هذه الأنشطة على مدى نهار كامل حيث أشار المشرفون الروس إلى روح المسؤولية والإلتزام لدى أطفالنا وترتيبهم وأناقتهم المميزين والروح الوطنية التي تربوا عليها”.
وحيت مريانا الجمال مديرة دار الحضانة في مدارس أبناء الشهداء روسيا التي قدمت للأطفال نشاطات مختلفة وجعلتهم يلمسون صدق صداقة الشعب الروسي وصداقة أبنائه مشددة على أن السوريين هم أيضا أصدقاء للشعب الروسي.
من جانبهم نوه المتفوقون من مدارس أبناء وبنات الشهداء ودور الأيتام في سورية بحسن الضيافة التي تلقوها في المعسكر من قبل الإدارة والمشرفين و علاقات الصداقة والأخوة التي بنوها مع زملائهم من الأطفال الروس والتي اتاحت استمتاعهم بقضاء عطلة الصيف.
وأشاروا في مقابلات مع مراسل سانا في موسكو اليوم إلى جودة وتنوع البرامج الثقافية والرياضية والتعليمية التي أعدتها إدارة المعسكر لهم والفعاليات الترفيهية التي تجلب إلى قلوبهم الفرح والسعادة وتنقلهم إلى عالم الأطفال في بلد صديق لسورية لافتين إلى أنهم يقومون ايضا بتعريف الأطفال الروس على الإرث الثقافي والحضاري الذي تميزت به سورية خلال تاريخها وعلى الحرب الإرهابية المفروضة عليها.
وأعربوا عن شكرهم للسيد الرئيس بشار الأسد الذي كرمهم وأرسلهم في هذه الرحلة الممتعة ووجهوا الشكر ايضا إلى روسيا التي تقدم لهم كل وسائل الراحة.
وقال كل من الأطفال والطلبة دانيال عمار وأسامة ليث ومصطفى الصالح ومحمد بسام زراق وأسامة جبال من مدارس أبناء الشهداء “إننا نقوم بكل الأنشطة ونشارك في كل الفعاليات ونحاول تعلم اللغة الروسية ونبني صداقات مع زملائنا الروس وإننا نشكر الصديقة روسيا على استضافتها الجميلة والرائعة التي أتاحت لنا تعلم الكثير من الأنشطة والرياضات” مشيرين إلى تأقلمهم مع الواقع في المعسكر واختلاطهم مع زملائهم الروس والتعرف عليهم ومشاركتهم في نشاطات متبادلة.
وقدم الأطفال السوريون بعض الفقرات الفنية والغنائية والدبكات الشعبية السورية كما قدمت غانم شارة ودرع الهيئة لـ فلاديمير ياكونين رئيس صندوق القديس أندريه.
وكان غبطة البطريرك كيريل بطريرك موسكو وسائر روسيا نوه خلال ترحيبه بالأطفال السوريين بشجاعة الشعب السوري خلال الأزمة ومن ضمنهم “الأطفال الذين يعتبرون ضمانة صمود بلادهم أمام كل الامتحانات ونهوضها لتصبح معقلا للسلام الراسخ في الشرق الأوسط”.
وتتألف المجموعة من مئة طفل وصلوا إلى موسكو يوم الثامن والعشرين من الشهر الماضي وتضم أبناء الشهداء من مدارس دمشق وطفلات من ملجأ دير القديسة تقلا في معلولا الذي تعرض لاعتداءات المجموعات الإرهابية المسلحة.