السوريون في بلاد الاغتراب يعطون للعالم درسا في الديمقراطية وحب الوطن ويوجهون صفعة موجعة لأعداء وطنهم أصابتهم بالجنون وانقلاب المواقف

دمشق-سانا

المد البشري الزاحف إلى السفارة السورية في بيروت والذي امتد لعدة كيلومترات من مقر السفارة من أجل المشاركة في اختيار رئيس للجمهورية العربية السورية أصاب الفريق الداعم للإرهاب التكفيري داخل لبنان وخارجه بالجنون لدرجة أن بعضهم لم يتذكر عندما دعا إلى طرد السوريين من لبنان بسبب هذا المشهد الصادم أنه هو ذاته قبل سنتين شارك في نصب الخيم قبل وصول المهجرين السوريين بغية قلب الحقيقة وإظهار أن الشعب السوري يفر من بلده.

1مئات آلاف السوريين وبحسب تقديرات بعض الوسائل الإعلامية توجهوا من كل المناطق اللبنانية إلى العاصمة بيروت للمشاركة في انتخابات رئاسة الجمهورية العربية السورية وأدلوا بصوتين الأول في صناديق الاقتراع عبر اختيار المرشح الذي اقتنعوا بأنه القادر على تحقيق مطالب الأمن والاستقرار والإعمار والتنمية بينما كانت وجهة الصوت الثاني إلى المراهنين على كسر إرادتهم ومضمونه أن هذا الشعب لا يمكن لأحد حجب صوته أو حرفه أو التشويش عليه.

نسبة الإقبال الكثيف على صناديق الاقتراع في السفارة السورية ببيروت كانت نسخة مشابهة لنسب الإقبال على باقي الصناديق في السفارات السورية حول العالم مع مراعاة فرق عدد الناخبين في كل دولة وهو ما أظهر تعبيرا واضحا عن إرادة الشعب السوري التي لطالما حاولت قوى العدوان إسكاتها بالإرهاب أو مصادرتها والتحدث باسمها.

2مشهد الطوفان الشعبي السوري إلى مقر السفارة السورية في بيروت وقع كالصاعقة على رؤوس قوى الرابع عشر من اذار وأصابها بنوبة من الحقد العنصري التي ترجمت بالدعوة إلى طرد السوريين من لبنان بعدما تبين لها أن الذين دعت إلى فتح الحدود لاستقبالهم وجرمت تسجيل أسمائهم وأعدادهم ليبقوا ورقة متاجرة رخيصة بيدها ليسوا إلا مواطنين سوريين هجرهم الإرهاب التكفيري الذي دعمته تلك القوى المسيرة بالمال الوهابي السعودي.

كثافة التصويت في الخارج وإقبال السوريين على الإدلاء بأصواتهم من أجل سورية المستقبل التي يطمحون لروءيتها واقعا قريبا كانت مفاجأة مدوية قلبت الطاولة على رؤوس المراهنين على كسر إرادة الشعب السوري وأيقظتهم من الرهان على وهم تبدل المزاج الشعبي السوري الذي بات يدرك اليوم وأكثر مما مضى حقيقة ما يتعرض له بلدهم من إرهاب تسلل تحت حجج وذرائع واهية.

3المشهد السوري الذي تجلى في سفارات الوطن حول العالم أثبت أن الشعب السوري هو وحده صاحب قراره وأن الدولة السورية ومؤسساتها هي رهانه وأمله الوحيد رغم البعد الجغرافي عنها وأن المراهنين على تغيير وكسر إرادته باتوا ملزمين بإعادة حساباتهم وتغيير سياساتهم على وقع هذا الصورة المشرقة التي رسمها السوريون في الخارج.

هذه الصورة التي جسدت الديمقراطية بأبهى صورها وكرست حب الوطن بأسمى معانيه يستعد ملايين السوريين على امتداد الجغرافيا السورية لإعادة رسمها في الداخل عندما يتوجهون بعد أيام إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم غير آبهين بالتهويلات الخارجية والتهديدات الإرهابية.