حمص – سانا
تجاوزت الشابة ريتا خليل إعاقتها بكثير من الصبر والايمان والامل بان القادم من الايام سيكون الافضل لبلدها سورية فالصبية التي فقدت ساقيها جراء اعتداءات التنظيمات الارهابية على مدينة حلب لم تفقد شيئا من جمال روحها المشبعة بحب الموسيقا والحياة والاخرين ممن منحتهم عبرة عظيمة وهي تسعى على كرسي متحرك لمساعدة اسرتها على مواجهة متطلبات الحياة بها لتؤكد ان الانسان الموءمن بنفسه قادر على تجديد نمطه الحياتي في أي وقت ليتلاءم مع الاقدار القاسية مما قد يصادفه.
وفي هذا الاطار ذكرت ريتا ابنة العشرين عاما لنشرة سانا الشبابية ان احدى قذائف الحقد والغدر التي أطلقتها التنظيمات الارهابية على مدينة حلب ادت الى بتر ساقيها لكنها لم تفقدها الامل والاصرار على مواصلة الحياة والعطاء بما وهبها الله اياه من قدرات اخرى معترفة بأن استشهاد والدها في الحادث الارهابي نفسه كان اقسى على قلبها من فقدان ساقيها.
وقالت ريتا.. “بعد مرور نحو عام ونصف العام على علاجي قررت عائلتي الانتقال الى حمص والعيش فيها معتمدين على انفسنا في ظل وضع مادي صعب دفعني للتفكير بعمل منتج يساعد على تحمل اعباء الحياة ودفع تكاليف استئجار منزل صغير وهنا بدأت باستثمار مهارتي في العزف على الغيتار وهي موهبة صقلتها منذ كنت في عمر الثامنة في معاهد حلب الموسيقية”.
واشارت الى ان قرارها هذا هو ما ساعدها حقيقة على تجاوز الاحساس بالاعاقة الدائمة حيث ان القيام بعمل منتج ومساعدة الاخرين على تعلم فن راق يشبع الانسان بقيم الحب والجمال والذوق الرفيع كان وراء اكتسابها لمشاعر جديدة مشبعة بالراحة والسكينة والتفاؤل.
وأضافت/ريتا/ ان جلوسها على الكرسي المتحرك لم يكن يشكل لها عائقا في تدريس عدد من الاطفال من ابناء الجيران واعطائهم دروس الموسيقا على الة الغيتار مع النوطة بالاضافة الى تدريس عدد من التلاميذ مواد الرياضيات واللغة الانكليزية والعربية بالاضافة الى خروجها من المنزل على كرسيها واحضار الخبز والخضار وما تحتاجه والدتها التي راحت بدورها تحيك الصوف لتأمين احتياجات المنزل.
وقالت.. “انا سعيدة لانني لا اقل اهمية عن الاخرين ممن يمشون على اقدامهم ويقدمون لعائلاتهم العون في تدبير احتياجاتهم فأنا احقق دخلا ماديا معقولا اساعد من خلاله اسرتي وخاصة اختي لمواصلة مشوارها الدراسي”.
ولأن ريتا طمحت دائما الى دراسة الموسيقا اكاديميا فهي تستعد اليوم لتقديم امتحانات الشهادة الثانوية لهذا العام لتكون احدى طالبات كلية التربية الموسيقية في جامعة البعث مجددة ايمانها بالله وبان الحياة ستستمر.
يذكر ان ريتا تقوم حاليا بكتابة وتلحين اغنية تحمل عنوان /سورية يا بلدي/.
مثال جمول