عواصم-سانا
أعلن وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي أن بلاده قررت أن تجلي مؤقتا العاملين في سفارتها ومواطنيها الذين لا يزالون في ليبيا.
وذكرت ا ف ب أن الوزير البولندي كتب مساء أمس على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي.. “بالنظر إلى الوضع الخطر في ليبيا اتخذت قرارا بتعليق نشاط السفارة البولندية مؤقتا وإخلائها إضافة إلى مواطنينا”.
وأضاف أنه تم إجلاء 24 بولنديا وستة سلوفاكيين وليتوانيين اثنين من بنغازي في طائرة عسكرية.
وكانت دول عدة وكذلك ممثلية الاتحاد الأوروبي قررت في وقت سابق إخلاء ممثلياتها في طرابلس بسبب المعارك العنيفة في قلب العاصمة الليبية بينما لا تزال السلطات الليبية عاجزة عن السيطرة على عشرات الميليشيات التي تشكلت عقب عدوان حلف الناتو عام 2011.
السفير البريطاني في طرابلس يغادر ليبيا بسبب انعدام الأمن
في سياق متصل أعلن السفير البريطاني في ليبيا أمس أنه قرر مغادرة السفارة في طرابلس بسبب المواجهات المستمرة في العاصمة الليبية وانعدام الأمن.
ونقلت ا ف ب عن السفير مايكل ارون قوله على حسابه على موقع تويتر.. “قررنا بأسف مغادرة ليبيا وتعليق أنشطة السفارة بشكل مؤقت.. سنعود ما أن تسمح الظروف الأمنية بذلك”.
وأضاف إن “المعارك بلغت المنطقة التي نقيم فيها في السراج.. وخطر أن يحاصرنا تبادل إطلاق النار كبير جدا”.
وعملت أغلب الدول الأوروبية على إجلاء رعاياها بعد تدهور الأوضاع الأمنية بسبب الاشتباكات التي تشهدها طرابلس وبنغازي منذ ثلاثة أسابيع والتي أسفرت عن مقتل مئات الأشخاص في ظل انتشار الميليشيات المسلحة وعجز السلطات الحالية الحاكمة في ليبيا عن السيطرة على الأوضاع.
يونانيون عائدون من ليبيا: الوضع في ليبيا أسوأ بكثير من الوضع في عام 2011
وأكد يونانيون عائدون من ليبيا أن الوضع الحالي أسوأ بكثير من الوضع في عام 2011 في هذا البلد.
وقالت باراسكيفي اثينو التي كانت تقيم في ليبيا لوكالة الصحافة الفرنسية “عشنا الحرب من قبل ولكن ما يحصل اليوم أسوأ بكثير” مشيرة إلى أن هناك فوضى عارمة والحكومة غير موجودة والحصول على الطعام والبنزين صعب جدا والكهرباء والماء في انقطاع دائم”.
وأضافت أثينو التي عادت الى اليونان ضمن مجموعة من 186 شخصا تم إجلاؤهم من طرابلس على متن فرقاطة وصلت إلى مرفأ بيرايوس صباح اليوم “ان العاصمة طرابلس في حالة حرب والمدنيون عالقون بين نيران الأطراف المتنازعة”.
من جهته قال أسامة منصور الذي يعمل مع منظمة غير حكومية في طرابلس “إن كثيرين ضحوا بحياتهم من أجل حياة أفضل في ليبيا ولكننا اليوم نعيش حربا أهلية ونقتل بعضنا بعضا”.
بدوره قال علي الغرياني وهو ليبي متزوج من يونانية “إن الوضع الحالي بات أسوأ من عام 2011 وحينها كنا تحت نيران قصف الحلف الأطلسي ولكن اليوم يقصفنا الليبيون وهذا يجعلنا حقيقة نشعر بالعار”.
ونقلت فرقاطة البحرية اليونانية 77 يونانيا و78صينيا و10بريطانيين و12 قبرصيا و7 بلجيكيين وألبانيا وروسيا.
وتشهد ليبيا منذ عدوان حلف شمال الأطلسي “الناتو” عليها عام 2011 وضعا أمنيا غير مستقر بفعل انتشار السلاح والمسلحين وتفاقم هذا الوضع مؤخرا اثر المواجهات الدائرة بين ميليشيات متناحرة فى محيط مطار طرابلس منذ 13تموز الماضي اضافة الى القتال في مدينة بنغازي شرق البلاد منذ انطلاق عملية الكرامة بقيادة اللواء المتقاعد خليفه حفتر في 16 أيار الماضي بهدف تطهير البلاد من الإرهابيين والمتطرفين وقد اجلت أغلب الدول الأوروبية رعاياها بعد تدهور الأوضاع الأمنية في ليبيا.
نشوب حريق بمستودعات النفط على طريق المطار بسبب الاشتباكات بين الميليشيات
في غضون ذلك نشب حريق اليوم في مستودعات نفط على طريق المطار في العاصمة الليبية طرابلس بسبب الاشتباكات المتواصلة منذ عدة اسابيع في محيط مطار طرابلس الدولي بين ميليشيات مسلحة.
ونقلت وكالة الأنباء الليبية عن محمد الحراري المتحدث باسم المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا قوله “إن الحريق نشب في خزان بالحظيرة الثانية في مستودعات النفط بعد إصابته بصواريخ” مشيرا إلى تصاعد أعمدة الدخان الأسود من الصهاريج التي تخزن بها احتياجات العاصمة من الوقود والتي تقع بالقرب من مطار طرابلس الدولي.
وأكد الحراري أن القتال الدائر في المنطقة منع رجال الإطفاء من مكافحة الحريق ما أجبر فرق الإطفاء على مغادرة موقع الحريق.
وكان القصف المدفعي والصاروخي على مطار طرابلس الدولي ومحيطه أجبر فرق الإطفاء في 31 من الشهر الماضي على إيقاف محاولات إخماد الحريق بخزانات الوقود التابعة لشركة البريقة النفطية.
إلى ذلك تواصل القتال اليوم بين الميليشيات الليبية المتناحرة رغم النداءات المتكررة والمبادرات والمساعي المحلية والقبلية والاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الوطنية من أجل إيقاف إطلاق النار حيث سمع دوي القذائف والصواريخ والأسلحة الأوتوماتيكية اليوم في محيط مطار طرابلس.
من جهة أخرى أعلنت رومانيا اليوم أنها لم تقفل سفارتها في ليبيا لكنها دعت رعاياها إلى مغادرة هذا البلد على الفور نظرا لتدهور الأوضاع الأمنية في البلاد.
وقالت وزارة الخارجية الرومانية في بيان أوردته وكالة الأنباء الليبية إنها “تواصل تحليل الوضع الأمني في ليبيا عن كثب وان سفارة رومانيا في طرابلس تواصل حتى الآن عملها وتحرص على تقديم المساعدة والحماية للرعايا الرومان الذين ما زالوا على الأراضي الليبية” داعية إلى تجنب السفر إلى ليبيا كما دعت الرعايا الموجودين فيها الى مغادرة هذا البلد على الفور.
بدورها حثت الحكومة الفلبينية اليوم العمال الفلبينيين في ليبيا على المغادرة “على الفور” بسبب تدهور الأوضاع الأمنية.
وقالت وزارة الشؤون الخارجية الفلبينية في بيان نقلته وسائل إعلام ليبية إن هناك “نحو 800 عامل فقط من إجمالي 13 ألفا من العمال خرجوا من ليبيا حتى الآن خلال الأسابيع القليلة الماضية” لافتة إلى وجود نحو 200 عامل حاليا في السفارة الفلبينية بطرابلس يقومون بإجراءات العودة إلى الوطن.
وكان وزير الشؤون الخارجية الفلبيني البرت ديل روساريو توجه إلى تونس للإشراف بشكل شخصي على عمليات العودة إلى الوطن كما تدفق آلاف الليبيين والأجانب الى تونس هربا من الفوضى التي تعيشها ليبيا .