بوتين يقر استراتيجية الأمن القومي الروسي التي تحذر من محاولات الولايات المتحدة الهيمنة على العالم وترفض عقلية الكتل العسكرية

موسكو-سانا

أقر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الاستراتيجية الجديدة للأمن القومي الروسي التي تحذر في نصها من أن “الولايات المتحدة تسعى لتكريس هيمنتها على شؤون العالم” وترفض اللجوء لمنطق “الكتل العسكرية في حل قضايا دولية ما يؤثر سلبا على التعامل مع التحديات والتهديدات الجديدة التي تواجه العالم”.

ونقلت روسيا اليوم عن بوتين قوله خلال اجتماع مع مجلس الأمن الروسي “من الضرورى تحليل جميع التحديات والأخطار المحتملة لتشمل السياسية والاقتصادية والإعلامية وغيرها خلال فترة قصيرة وتعديل استراتيجية الأمن القومي الروسي بناء على نتائج هذا التحليل”.

وجاء في نص الاستراتيجية الجديدة “إن روسيا أظهرت قدرتها على صون سيادتها واستقلالها ووحدة دولتها وأراضيها وحماية حقوق مواطنيها خارج البلاد” إضافة إلى تنامي دور روسيا في حل أهم القضايا العالمية وضمان الاستقرار الاستراتيجي وسيادة القانون الدولي في العلاقات بين الدول.

وأشار نص الوثيقة إلى أن تعزيز قدرات روسيا يتم وسط “تهديدات جديدة علىأمنها القومي” معتبرا أن “ممارسة روسيا سياستها المستقلة داخليا وخارجيا تلقى مقاومة من قبل الولايات المتحدة والدول الحليفة لها الساعية إلى تكريس هيمنتها على شؤون العالم”.

وأشارت الوثيقة في هذا الصدد إلى أن “سياسة ردع روسيا تشمل ممارسة الضغط عليها اقتصاديا وسياسيا وإعلاميا” كما أوضحت أن “نشاطات الناتو تهدد الأمن القومي الروسي”.

واعتبرت الاستراتيجية الجديدة أن “ظهور تنظيم داعش الإرهابي كان نتيجة لسياسة المعايير المزدوجة التي تتبناها بعض الدول في مكافحة الإرهاب” محذرة من مخاطر “زيادة عمليات إسقاط الأنظمة السياسية الشرعية وإثارة اضطرابات ونزاعات داخلية مع تحول الأراضي التي تستعر فيها هذه النزاعات إلى قواعد لانتشار الإرهاب والنعرات القومية والطائفية وغيرها من مظاهر التطرف”.

وجاء في نص الاستراتيجية إن روسيا في تعاملها مع التهديدات على أمنها القومي تركز على تعزيز وحدتها الوطنية وضمان استقرارها الاجتماعي والوفاق بين قومياتها والتسامح الديني وإزالة الخلل في اقتصادها وتحديثه ورفع القدرات الدفاعية للبلاد.

وأضافت “إن روسيا تعتمد في الدفاع عن مصالحها القومية على سياسة مفتوحة وعقلانية وبراغماتية تستثني مواجهة مكلفة بما في ذلك سباق التسلح “وأشارت إلى أن روسيا مهتمة بتطوير تعاون تجاري واقتصادي متبادل النفع مع باقي الدول.

وفي مجال الأمن الدولي لفتت الاستراتيجية إلى أن روسيا متمسكة “باستخدام وسائل سياسية وقانونية وآليات دبلوماسية هادفة إلى حفظ السلام قبل غيرها أما استخدام القوة فليس ممكنا إلا في حال اتضح أن جميع الوسائل السلمية لم تأت بنتائج”.

وجاء في نص الاستراتيجية إن “تعزيز قدرات حلف الناتو وتكليفه بوظائف عالمية تنفذ بما يخالف القوانين الدولية” مشيرة إلى أن الحلف يكثف نشاطاته العسكرية ويوسعها ويقترب عسكريا من الحدود الروسية ما يحدث تهديدا للأمن القومي الروسي.

وأشار الرئيس بوتين إلى أن تنامي تدفق المهاجرين من أفريقيا والشرق الأوسط إلى أوروبا أثبت عجز نظام الأمن الأوروأطلسي المبني على هياكل الناتو والاتحاد الأوروبي.

واعتبرت الاستراتيجية الجديدة أن الدعم الأمريكي والأوروبي للانقلاب على الدستور في أوكرانيا أحدث انشقاقا عميقا داخل المجتمع الأوكراني وأدى لنشوب نزاع مسلح في البلاد موضحة أن “تغذية الأيديولوجيا القومية المتطرفة في أوكرانيا وإظهار صورة روسيا على أنها العدو في عقول المواطنين الأوكرانيين والتوجه الصارخ إلى حل المشكلات التي تعاني منها البلاد بالقوة بالإضافة إلى الأزمة الاجتماعية والاقتصادية العميقة التي تشهدها أوكرانيا كل ذلك يجعلها بؤرة طويلة الأمد لزعزعة الاستقرار في أوروبا وبالقرب من حدود روسيا مباشرة”.

وسبق لبوتين أن دعا في تموز الماضي إلى تعديل استراتيجية الأمن القومي الروسي لتتناسب مع التحديات والأخطار التي تواجه البلاد.

يشار إلى أن الاستراتيجية الروسية للأمن القومي حتى عام 2020 التي أقرت عام 2009 نصت على ضرورة التحول إلى سيناريو التنمية القائم على الابتكارات وتحديث الجيش والاستخبارات ورفع مستوى التعليم وإطالة متوسط عمر المواطنين.

من جانب آخر آكد بوتين أن الجيش الروسي يلعب دورا مهما في مكافحة الارهاب الدولي.

ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية عن بوتين قوله اليوم بمناسبة عيد رأس السنة الميلادية “أود خاصة أن أهنئ جنودنا الذين يقاتلون ضد الإرهاب الدولي ويدافعون عن مصالح روسيا الوطنية في الخارج ويبدون إرادتهم وعزمهم وقوتهم وهي الخصائص التي نحتاجها في أي مكان وزمان وفي أي عمل” مضيفا “إن نجاح بلدنا يعتمد على العمل الفعال وإنجازات كل منا”.

وتابع الرئيس بوتين “كما جرت العادة لدى الروس فهم يحتفلون مع أسرهم وأصدقائهم المقربين.. لكن بالطبع لن يتمكن الجميع من الاحتفال بالسنة الجديدة مع أسرهم فلا بد من العمل في المشافي والمعامل وأداء الخدمة الحكومية والعسكرية لحماية الحدود وضمان أمننا في البر والبحر والجو ونحن ممتنون لمن يؤدون واجبهم ليلا ونهارا طوال أيام الأسبوع وأيام العطل”.

يذكر أن روسيا تنفذ منذ أيلول الماضي عمليات عسكرية ضد الإرهاب في سورية بناء على طلب رسمي من الحكومة السورية.

الخارجية الروسية: تبني الصين قانونا لمكافحة الإرهاب سيعزز التعاون بين البلدين بشكل وثيق

من جهة أخرى رحبت موسكو بتبني الصين قانونا لمكافحة الإرهاب معتبرة أنه سيعزز التعاون بين البلدين بشكل وثيق في مجال مكافحة الإرهاب.

وأكدت الخارجية الروسية في بيان اليوم أن روسيا والصين تقيمان بصورة موضوعية الوضع الصعب الحالي في العالم في ظل النشاط الإرهابي المكثف وتبديان استعدادهما لاتخاذ تدابير مشتركة لتسوية الوضع الراهن.

وأشارت الخارجية الروسية إلى إجماع موسكو وبكين على ضرورة الحفاظ على الدور القيادي للأمم المتحدة في تنسيق الجهود العالمية دون تسييس وشروط مسبقة للتصدي للإرهاب.

وتؤيد موسكو وبكين فكرة إنشاء تحالف موسع ضد الإرهاب لمكافحة تنظيم “داعش” واتخاذ إجراءات شاملة للحيلولة دون تجنيد مقاتلين أجانب ولا سيما من منطقة آسيا الوسطى.

يذكر أن السلطات الصينية أصدرت قبل عدة أيام قانونا لمحاربة الإرهاب يعتبر الأول في تاريخ البلاد وينص على تكثيف تبادل المعلومات بين المؤسسات الحكومية والعسكرية والشرطة وتشديد الإجراءات الأمنية التي يقصد منها توفير الأمن في البلاد وتجفيف منابع تمويل الإرهاب.

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA)