إمعان العدوان وإدمان الإرهاب هوية وطبيعة إسرائيلية رسمًا وختما، ذلك أن هذه الطبيعة العدوانية الإرهابية هي من أهم عوامل بقاء هذا الكيان الاحتلالي الغاصب، وفي سبيل ذلك من الطبيعي أن يسوق المحتل الإسرائيلي مبررات وذرائع يبرر بها جريمته، وليضفي عليها شيئًا من الشرعية وفق معزوفة الأسطوانة المشروخة “حق “إسرائيل” في الدفاع عن نفسها” التي ألَّفتها القوى الغربية المتحالفة معه استراتيجيًّا وخاصة الولايات المتحدة، وليكمل هذه المعزوفة بمعزوفته النشاز بأنه “مستهدف، وأن الأعداء يحيطون به من كل حدب وصوب”.
وتحت تأثير هذه المعزوفات وإدمان الولايات المتحدة والقوى الغربية على سماعها وترديدها، أحلَّ الإسرائيليون لأنفسهم استباحة الدم الفلسطيني والدم العربي، ورتبوا المشهد مع حلفائهم الاستراتيجيين الأميركيين والذين معهم على أن كل ما يُقْدِم عليه مجرمو الحرب الإسرائيليون بصورة فردية أو جماعية هو حق وواجب، وما عداه بأن يقوم المواطن الفلسطيني أو العربي بالدفاع عن نفسه أو مقاومة الاحتلال وصد الإرهاب الإسرائيلي عنه، فهو محرم في شريعة الغاب الصهيو ـ أميركية، بل هو سلوك مدان ومجرم ويجب معاقبة من يقوم به.
وبناء عليه، فإن استهداف قيادات المقاومة ورموز النضال الوطني في فلسطين والوطن العربي من قبل آلة الحرب الإسرائيلية أو من قبل الموساد الإسرائيلي أو أجهزة الاستخبارات الحليفة له يأتي في إطار ذريعة “الدفاع عن النفس”، كما هو الحال مع جريمة الاغتيال الإرهابية الإسرائيلية ضد الأسير المحرر سمير القنطار، وبالتالي أي رد اعتبار أو ردع المجرم الإسرائيلي وصد عدوانه مرفوض جملةً وتفصيلًا وفق شريعة الغاب الصهيو ـ أميركية.
هذا الاستخفاف بالدم الفلسطيني والعربي، واستمراء القتل والعدوان والإرهاب والتلذذ بدماء الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ الفلسطينيين وقيادات المقاومة، بدا واضحا بين فكي المتطرف ومجرم الحرب بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال، وهو يطلق توعده من بين أنيابه التي تقطر دمًا بما أسماه “الرد الحازم” على أي هجوم يستهدف كيان الاحتلال الإسرائيلي، وذلك فيما يبدو رد غير مباشر على تصريحات حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله الذي أكد حق الرد والقصاص من قتلة سمير القنطار، وأنه سيكون بالطريقة المناسبة والتي ترتقي إلى قدر ومكانة سمير القنطار.
وفي موازين التجارب السابقة، وتوازن الردع الذي نجحت المقاومة الإسلامية في تحقيقه، يعلم نتنياهو يقينًا أن أي رد أحمق غير محسوب، ليس في وسع كيان الاحتلال تحمله وتحمل تبعاته، كما أن توعد نتنياهو بقدر ما يثير السخرية بقدر ما يعبِّر عن حالة الهلع والفزع من ردٍّ قاسٍ قادم.
رأي الوطن
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA)