موسكو-سانا
أكد دبلوماسيون وخبراء في شؤون الشرق الأوسط أن الاحتلال الإسرائيلي اختلق حجة خطف المستوطنيين الثلاثة وحرض على قتل فتى فلسطيني ليشن عدوانه على قطاع غزة.
وقال الدبلوماسيون والخبراء خلال مؤتمر صحفي في موسكو اليوم: “إن الفلسطينيين في قطاع غزة يعانون من حالة حصار جوي وبحري وبري منذ أكثر من ثمان سنوات وجاء العدوان الإسرائيلي الأخير ليزيد من مآسيهم ومعاناتهم ليصل بهم إلى وضع كارثي حيث تقوم القوات الإسرائيلية بتدمير منازلهم وقصف البنى التحتية للقطاع ولا تستثني بعدوانها المدارس والمستشفيات وقتل المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ على مراى ومسمع المجتمع الدولي”.
وأشار المتحدثون إلى الموقف غير العادل الذي يتخذه المجتمع الدولي بمؤسساته الرسمية من العدوان على غزة والذي يساوي فيه بين المعتدي الإسرائيلي والضحية الفلسطينية ويضع الطرفين على مستوى واحد من المسؤولية بل وأحيانا يبرر الهمجية الإسرائيلية بأنها دفاع عن النفس.
وقالوا: “إن الصواريخ الفلسطينية لم تقتل مدنيا إسرائيليا واحدا في حين أزهقت القنابل والطائرات الإسرائيلية أرواح أكثر من ألف وخمسمائة فلسطيني غالبيتهم من الأطفال والنساء والعجز ولم تتوان عن قصف المدارس التي يلجأ إليها المواطنون جراء الاعتداء الوحشي عليهم”.
ولفت المشاركون إلى أن السياسة العدوانية بحق الفلسطينيين من خلال قصف المدنيين وتدمير منازلهم ومنشآتهم تماثل الممارسة الفاشية التي ترتكبها السلطات العنصرية في كييف بحق المواطنين في المناطق الشرقية من أوكرانيا مؤكدين أن سياسة العدوان لن تسكت الفلسطينيين ولن تجعلهم يتنازلون عن حقهم وأن المواجهات سوف تستمر في المستقبل ما لم يفك الحصار عن قطاع غزة وتحل مسألة الفلسطينيين حلا نهائيا بتأسيس دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية كما أكدت عليه قرارات الأمم المتحدة سابقا.
وطالبوا المنظمات الدولية ومؤسسات المجتمع الدولي ومنظمة الأمم المتحدة وهيئاتها الإنسانية بالعمل على وقف العدوان وإدانته وإنزال العقوبات الدولية بمرتكبيه لمنع وقوع الكارثة الإنسانية في بلدات وأحياء غزة التي باتت نتيجة العدوان الإسرائيلي محرومة من الماء والغذاء والدواء ودعوا لاتخاذ إجراءات وقائية جدية من شأنها أن تنقذ الأطفال العزل والنساء والمدنيين من آلة الموت الإسرائلية ومن اثارها القاتلة.
وشدد اندريه باكلانوف السفير الروسي سابقا ومستشار نائب رئيس المجلس الاتحادي الروسي في مقابلة مع مراسل سانا في موسكو اليوم على ما يجري بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني منذ فترة طويلة وصل إلى وضع لم يعد بإمكان إسرائيل حله بالقوة العسكرية وبزيادة حجم مآسي الشعب الفلسطيني مشيرا إلى ضرورة عدم الاكتفاء بإبداء المشاعر العاطفية حول ما يجري في قطاع غزة بل ينبغي التفكير بكيفية الخروج عمليا من هذه الحالة الكارثية.
وأكد الدبلوماسي الروسي أهمية توسيع العمل الإنساني المنتظر القيام به على أراضي قطاع غزة وزيادة المساعدات الإنسانية وتسهيل إيصالها إلى الفلسطينيين.
كما شدد باكلانوف على أهمية وقف العمليات العدوانية لأنها لن توصل إلى نتائج بناءة لأن جذور الصراع تكمن في الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة منذ عدوان العام 1967 ولا يمكن أن ينتهي هذا الصراع إلا بانتهاء هذا الاحتلال عبر نضال شعبي مشترك بين القوى المناهضة له.
وقال باكلانوف إن أهم عنصر في حل هذا الصراع يكون بعودة المجتمع الدولي إلى النظر في مسألة إقامة الدولة الفلسطينية واستئناف عمل المؤسسات الدولية واستغلال جميع الآليات في هذا الشأن مشيرا إلى موقف الحكومة الروسية حول استعدادها للمساهمة بإيجاد حل للقضية الفلسطينية نظرا لأن روسيا قررت التوجه نحو الشرق الذي يأتي الشرق الأوسط في مقدمته.
وفي مقابلة مماثلة قال الخبير العسكري فلاديمير يفسييف رئيس قسم القوقاز في معهد رابطة الدول المستقلة إن تطور الأحداث في غزة يدل على أن الوضع الذي ترتب هناك جرى استغلاله من قبل إسرائيل عن سابق قصد وتصميم في محاولة منها لقمع قوة المقاومة في قطاع غزة.
وأضاف ان إسرائيل غير مهتمة بوقف الحرب وأنها على علم بأنها لن تستطيع القضاء على المقاومة لذلك ستحاول توجيه أكبر ضربة ممكنة لها في حدود زمنية معينة مرتبطة بموعد انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأضاف يفسييف إن اختيار إسرائيل لتاريخ هذا العدوان لم يكن صدفة مشيرا إلى أن الضغوطات الدولية عليها سوف تزداد بالرغم من توفر الوقت الكافي لها لتصعيد إرهابها ضد السكان الفلسطينيين وسوف تستخدم هذا الوقت للوصول إلى المزيد من إضعاف قوة المقاومة الفلسطينية ما سيرفع عدد الضحايا بين المدنيين الفلسطينيين وهذا يفسر لا أخلاقية النهج الإسرائيلي المشابه لنهج الحكومة الأوكرانية في جنوب شرق البلاد.
ودعا يفسييف المجتمع الدولي للتفكير جديا بالذرائع التي تسوقها إسرائيل في عدوانها على غزة مؤكدا أن كل ذلك هو حجج واهية من أجل إنهاء حالة عدم الرضى من عمل الحكومة الإسرائيلية في الداخل الإسرائيلي والبدء بصياغة سياسة استعمارية جديدة تسهل على إسرائيل استثمار ثروات الرصيف البحري.
وحول الموقف الأمريكي من العدوان الإسرائيلي على غزة قال يفسييف: “إن الولايات المتحدة تدافع دوما عن شركائها وخصوصا إسرائيل وهي تحاول حل كل مشاكل الدنيا بمفردها وبالطريقة التي تناسبها بالقضاء على كل الأطراف وإنها حتى هذا التاريخ لم تحل أي قضية كبرى في العالم”.