حمص-سانا
أقامت جامعة البعث بالتعاون مع لجنة التراث بفرع نقابة المهندسين بحمص ندوة علمية بعنوان “تدمر تستحق منا الاهتمام” ومعرضا تراثيا في مبنى كلية العمارة ضم نحو 100 لوحة وصورة جسدت تاريخ تدمر وآثارها بكل مكوناته.
واشار المهندس عبد الحميد الأسعد شقيق الشهيد خالد الأسعد في مداخلة خلال الندوة إلى أن الراحل الأسعد أمضى نصف قرن في خدمة معشوقته تدمر التي طالما تغنى باسمها الأعجوبة المعجزة وافتتن بملكتها الأسطورية زنوبيا فكان جزاؤه القتل مبينا أن الراحل رفض وبإصرار أن يغادر مدينته ويتخلى عن ذكرياته فيها خوفا من أن يرحل عن الدنيا دون رؤيتها مرة ثانية فاختار البقاء ليقضي شهيدا على أحد أعمدتها منتصبا كنخيلها الذي لا يموت إلا واقفا رافضا خيانة مبادئه والانحناء والركوع غير آبه بالموت.
وأوضح الأسعد أن الراحل كان ضميرا لحقائق العلم والمعرفة والأب الروحي لآثار تدمر وحضارتها مبينا أنه إذا كانت تدمر العظيمة هي هبة الدنيا فإن الشهيد هو هبة تدمر إلى الثقافة والحضارة.
من جانبه لفت أمين فرع جامعة البعث لحزب البعث العربي الاشتراكي الدكتور محمد عيسى إلى أهمية الندوة التي تؤكد انأتدمر موجودة في قلوب السوريين وأنه بهمة أبطال جيشهم الوطني سيعيدونها إلى حضن الوطن.
وأوضح رئيس جامعة البعث الدكتور أحمد صبح أن الندوة هي تحية لعظمة مملكة لا تزال تشهد على أعوام غابرة من الحضارة والرقي في المجتمع السوري مؤكدا أنه عار على المجتمع الدولي البقاء صامتا تجاه جرائم الإرهابيين بحق حضارة تدمر بشكل خاص والحضارة السورية بشكل عام.
بدوره قال رئيس فرع نقابة المهندسين بحمص خليل جديد أن الندوة العلمية التي تستمر ليومين بمشاركة باحثين وأساتذة جامعة تضم العديد من المحاضرات وورش العمل التي تناقش وتستعرض اهمية هذه المدينة والاقتراحات للمحافظة عليها اضافة إلى المعرض الذي يوثق أهم حضارات وآثار سورية.
وأشارت الدكتورة صبا فارس من جامعة نانسي بفرنسا في مداخلتها إلى أن تدمر تستحق الاهتمام باعتبارها بوابة الشرق منوهة بتاريخها الطويل وخلودها عبر الزمن.
واستعرض الدكتور علي صقر أحمد من جامعة البعث الموروث الكتابي والثقافي في تدمر القديمة والبعد الحضاري والروح الإبداعية والانفتاح الثقافي خلال العصور التاريخية القديمة للمدن السورية مبينا أن مدينة تدمر كانت الرحم الحضاري للمجموعات القادمة من الجزيرة العربية وأن جميع النقوش المكتشفة عكست عظمة التدمريين وقيم المواطنة الحقة.
من جهته أعرب المهندس نهاد سمعان من لجنة التراث في فرع نقابة المهندسين عن استغرابه من قلة الأبحاث عن النقود التدمرية القديمة رغم كون تدمر مدينة تجارية بامتياز.
وأشار المهندس عامر السباعي رئيس لجنة التراث في فرع نقابة المهندسين بحمص إلى الجهود المبذولة من قبل المديرية العامة للآثار والمتاحف ودائرة آثار تدمر في إعادة 500 عمود وإعادة بناء المسرح التدمري بعناصره القديمة مطالبا بالعمل على توثيق الآثار التدمرية لضمان حماية التراث المعماري من الكوارث والنزاعات والحفاظ على أصالة المباني الأثرية وإحداث مركز للوثائق الوطنية والتحضير لإعادة الإعمار بمشاركة وطنية واسعة إضافة إلى إصدار تشريعات تخص إعادة الإعمار وفق أسس علمية وعالمية.
وأكد مدير عام الآثار والمتاحف الدكتور مأمون عبد الكريم في مداخلته حول تدمر أثريا وتاريخيا التي ألقاها نيابة عنه محمد نظير محمد عوض مدير المباني والمواقع الأثرية في المديرية العامة للآثار والمتاحف إنه لا يمكن اختزال التاريخ العريق لتدمر في دقائق أو كلمات معربا عن أسفه للخسائر التي تعرض لها التراث السوري الحضاري نتيجة اعتداءات إرهابيي “داعش” التي هدمت الآثار وقتلت الشهيد خالد الأسعد أحد أعمدة تدمر الخالدة.
وتخلل الندوة عرض أفلام وثائقية عن تدمر عروس الصحراء وكيف عاث الإرهاب بها فسادا وفيلم بعنوان “تحية إلى شهداء الوطن” وفيلم عن مدينة حمص وأهم معالمها.
وتتضمن فعاليات يوم غد محاضرات حول الاهتمام العالمي والعربي بتدمر والتشكيل المعماري فيها والأثر الشرقي في الفن والعمارة التدمرية والطقوس والعبادات فيها.
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).