اللاذقية-سانا
أكد قداسة البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية في العالم أن الشعب السوري الذي صنع الحضارة وصدرها إلى العالم سيفشل كل المحاولات الخارجية لإثارة التفرقة بين مكوناته على أسس طائفية وعرقية ودينية.
وقال البطريرك أفرام الثاني في كلمته خلال استقبال شعبي ورسمي له في كنيسة القديس اندراوس للروم الأرثوذكس باللاذقية “إن سورية معروفة عبر تاريخها بفسيفسائها التي يعيشها جميع أبنائها بامن وسلام.. وأن محاولات استهداف هذه الحالة من العيش المشترك والتنوع ستفشل جميعها وما نراه اليوم من تسويات في إطار المصالحة الوطنية في الوعر بحمص وغيرها من المناطق خير دليل على ذلك”.
وأوضح أن طبيعة الشعب السوري المسالم والمحب للآخر ستبقي سورية بخير ولاسيما أن الجميع متفق على محبة الوطن والدفاع عنه.
ودعا البطريرك أفرام الثاني أبناء سورية وخاصة من غادرها الى الخارج للعمل معا لأجل إعادة بناء بلدهم مشيرا إلى أن سورية تحتاج كل أبنائها وجهودهم وهي تتسع لهم جميعا وأن إعادة إعمارها لا ترتبط بالبناء والحجر فقط وإنما تحتاج إعادة بناء الإنسان من النواحي الوطنية والروحية.
ونوه البطريرك بجهود أصدقاء سورية الذين يسهمون معها في مواجهة الإرهاب كروسيا وإيران وجميع القوى التي تقف إلى جانب الجيش العربي السوري.
ووجه غبطته التحية لكل شهداء سورية وقال “ونحن نستذكر الشهداء الذين يسقطون في الدفاع عن سورية ونصلي من أجل المصابين والجرحى نستذكر المذابح الأرمنية التي سقط فيها الملايين من الأرمن والسريان واليونان على أيدي العثمانيين”.
وأشار إلى أن وجود السريان في سورية يعود لآلاف السنين وهو ليس جديدا وإنما متجدد بسبب الحرب على سورية التي أجبرت بعض الأهالي على ترك مناطق سكنها في الجزيرة وحلب وحمص إلى اللاذقية هربا من جرائم التنظيمات الإرهابية وهم مهتمون اليوم بتوفير أماكن للصلاة والقيام بالواجبات الدينية في هذه المحافظة التي برهن أهلها خلال هذه الحرب على أنهم وطنيون محبون لبلدهم سورية ويدافعون عنها في كل المحافظات مشيرا إلى وضع حجر الأساس لكنيسة السريان فيها.
وأوضح البطريرك أن الكنيسة في اللاذقية جزء من أبرشية حلب التي تعيش آلام سورية وآمالها بشكل مضاعف من خلال ما تمر به من ظروف قاسية وحصار جائر واضطهاد واعتداءات من قبل إرهابيين لا يؤمنون بالإنسان إضافة إلى تغييب واختطاف راعييها الجليلين المطرانين بولس اليازجي ويوحنا ابراهيم.
ونوه البطريرك أفرام الثاني بالاستقبال الشعبي له منذ وصوله إلى اللاذقية مؤكدا أن هذا الترحيب ليس شخصيا بل يمثل كل السوريين المحبين لوطنهم والمستعدين للدفاع عنه والذين يؤمنون بالعيش المشترك بين كل المكونات في سورية.
بدوره رحب محافظ اللاذقية ابراهيم خضر السالم بزيارة البطريرك أفرام الثاني إلى اللاذقية ولفت إلى أن المحافظة تفتح أبوابها لكل أبناء سورية الذين قصدوها هربا من جرائم التنظيمات الإرهابية وتقدم لهم الأمن والأمان وتتقاسم معهم أفراحهم وآمالهم وفي الوقت نفسه يبذل أبناؤها الغالي والنفيس للدفاع عن كامل تراب سورية.
من جهته أكد أمين فرع اللاذقية لحزب البعث العربي الاشتراكي الدكتور محمد شريتح أن سورية ومنها محافظة اللاذقية ستبقى مهد الحضارات الإنسانية وموطئ الخير والمحبة والسلام والأمان والعيش المشترك والوحدة الوطنية عبر مساجدها وكنائسها وعلماء الدين ورجالاته الذين يدعون للمحبة والألفة.
حضر الاستقبال مطران حمص وحماة وتوابعها بطرس النعمة ومطران جبل لبنان جورج صليبا والسكرتير البطريركي متى الخوري ومدير الاكلريليكية مارجرجوس كورية وقائد شرطة المحافظة وعدد من أعضاء قيادة فرع الحزب ومديرو عدد من المؤسسات والجهات العامة.
وفي السياق نفسه زار غبطة البطريرك أفرام الثاني مطرانية الروم الأرثوذكس في مدينة اللاذقية والتقى مطران اللاذقية يوحنا منصور.
يشار إلى أن زيارة البطريرك أفرام الثاني إلى اللاذقية هي الأولى لبطريرك سرياني إلى المحافظة منذ نحو 700 عام وجرى له استقبال رسمي وشعبي عند وصوله إلى مدخل مدينة اللاذقية الجنوبي.
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).