الشريط الإخباري

دار فلستينا للنشر تركز في إصداراتها على مقاومة المشروع الصهيوني بالمنطقة

دمشق-سانا

مقاومة المشروع الصهيوني في المنطقة والدور المحوري للإدارات الأمريكية المتعاقبة في دعم هذا المشروع فضلا عن التدخل التركي في المنطقة هي أهم القضايا التي تركز عليها دار فلستينا للنشر في الكتب التي تصدرها لمؤلفين عرب وأجانب.

ومن أهم هذه الإصدارات كتاب الخطيئة الأصلية لإسرائيل تأليف دومينيك فيدال وترجمة عماد موعد الذي يشكل أول عرض شامل موثق لظاهرة المؤرخين الجدد الذين اضطلعوا بمهمة كشف أكاذيب الصهاينة في فلسطين.

وبرغم معارضة المترجم موعد لمؤلف الكتاب ببعض توجهاته إلا أنه يرى أن الكتاب أضاف شيئاً إلى السجال السياسي وضرورة مراقبة التطورات الفكرية والنتاجات التاريخية لنخبة من الأكاديميين حول العدو الصهيوني إلا أنه يرى دائماً وفق ما طرحه في تقديمه للكتاب أن البحث الأكثر شمولية واجب على العرب بالدرجة الأولى حتى نبقى في يقظة تامة أمام أخطر كيان على وجه الأرض.

أما صلاح طوقان فترجم مذكرات مناحيم بيغن التي جاءت بعنوان “سلام بيغن” قصة الأرغون” كاشفاً الأحلام التي كانت تراود بيغن مذ كان فتى في بولندا وبعد هجرته في مرحلة الشباب إلى فلسطين وتتلمذه على يد الصهيوني المتطرف فلاديمير جابوتنسكي والذي كان يخطط لإقامة دولة يهودية تشمل الأردن وصحراء سورية ثم يوضح الكتاب الجرائم الإرهابية التي نفذها بيغن بحق الشعب الفلسطيني خاصة خلال ترؤسه لعصابة الأرغون التي نفذت مذبحة دير ياسين.sana-00000

هذا الكتاب اتجه إلى المنهج التطبيقي في تناول فكر الإرهابي بيغن والتحليل الأخلاقي الذي يكشف الستارة عنه وعن أساتذته من الإرهابيين ودورهم فيما تعرض له العرب والمنطقة دون إهمال الوثائق الدامغة الدالة على دقة الكتاب وطرائق تناوله .

وأصدرت الدار كتاباً للباحث محمد يوسف الكبرا بعنوان “التوحيد في مواجهة الأمركة والتهويد” والذي يعتبر دعوة إنسانية للتصدي للأمركة العالمية عبر نشر احترام حرية العقيدة والتفكير واحترام الآخر والاعتراف به وتشجيع حوار الأديان والثقافات على المستوى العالمي ليصبح العالم وطناً آمناً مزدهراً تسوده العدالة والمحبة والسلام.

يعتمد الكتاب على التحليل الفكري والاتجاه المنطقي إلى البنى الفنية السلسة والتي ابتعدت عن التعقيد في صياغة التراكيب مما يسهل تلقيها بسهولة والتعامل معها بشكل مثير للعواطف وشائق في طرحه المعلومة.

على حين بين كتاب سقوط أمريكا للمفكر العراقي ودود فوزي شمس الدين أن غزو واحتلال أرض الرافدين كان عملاً جرمياً مخالفاً لميثاق
الأمم المتحدة وانتهاكاً للقوانين والأعراف الدولية حدث دون محاسبة لأن من قام بالعدوان هما دولتان دائمتا العضوية في مجلس الأمن الولايات
المتحدة والمملكة المتحدة وبالتالي من غير الممكن محاكمتهما على المدى القريب عن الجرائم التي ارتكبوها في العراق.

وكتب شمس الدين “إن انقاذ العدالة الدولية يجب أن تكون سواء على كل الدول مهما كانت مكانتها الدولية وإلا تصبح هذه العدالة مجرد أداة قمع أخرى بيد دول دائمة العضوية ولها أهدافها الاستعمارية فلا بد من محاكمة عتاة المجرمين أمثال بوش وبلير وأزنار وبرلسكوني وغيرهم”.

الكتاب يعتمد على التحليل الاستنتاجي الذي ارتكز على المنهج والقراءة والتطبيق ثم وصل إلى نتيجة حتمية بضرورة التصدي لمحاولة استهداف كرامة الإنسان العربي وتركه خادماً وتابعاً للغرب والكيان الصهيوني والحد من سلطة الغطرسة الأمريكية الخادمة للصهيونية وبالتالي
تفتيتها.

وجاء من منشورات الدار “تركيا والحرب على العراق” للدكتور عبد الكريم علي الذي بين موقف تركيا من الحرب الأمريكية على العراق
عام 2003 بحيث تناول جانباً مهماً في تاريخ العلاقات التركية العراقية ومواقف الأحزاب السياسية والمؤسسة العسكرية التركية من العدوان الأمريكي لكشف البنية الأخلاقية لدولة لا يمكن أن تثبت على اتجاة.

ويكشف الكتاب عن سعي الحكومات التركية لإثارة التوترات الحادة في العلاقات مع العراق كلما تعرض الأخير لمخاطر محدقة مما يدل على عدم احترام الطرف التركي لأي موقف وذلك في البحث نحو معرفة حقيقية للدور الذي تمارسه تركيا في المنطقة عبر التاريخ.

يحاول الباحث علي أن يعتمد المنهج التطبيقي والحيادي قدر استطاعته دون أن ينحاز إلى أساس أو مرتكز بحثي فيصطدم بأسباب أخرى تأخذه إلى عدم استقرار والتزام الجانب التركي بعلاقاته الخارجية وابتعاده عن أخلاقية الانتماء.

وعن الدوافع التي تجعل دار فلستينا للنشر تختار عناوين تتعلق بالصراع في المنطقة قالت المدير العام لدار فلستينا مي أحمد شهابي “التصدي لكل من يحاول النيل من ثقافتنا العربية ومن انتمائنا الأصيل جزء أساسي من عمل الدار انطلاقا من قناعة راسخة أن لا أخطر على العرب من الكيان الصهيوني الذي تدير مخابراته القرار السياسي الأمريكي لنشر الفوضى والدمار في منطقتنا”.

وأضافت شهابي “تعتزم الدار زيادة هذه العناوين وإعادة طباعتها من أجل اثبات رؤى الكتاب ومواقفهم في استقرائهم لحاضر نعيشه في الحرب الإرهابية على سورية لأنها كانت منذ استقلالها الداعم الأول للقضية الفلسطينية” معربة عن حرص الدار على طباعة الكتب المنهجية الموثقة.

وأوضحت شهابي أن اسم دار النشر فلستينا يعني واحدا من أسماء فلسطين في العهد الآشوري فاختارت هذا الاسم ليكون أكثر شمولاً على مستوى الوطن العربي والعالم بعد أن كان اسمها دار الشجرة.

وعن رأيه في المنشورات أشار لؤي يحيى زهر الدين المشرف العام على عشاق سورية “حملة سورية لنا” إلى ضرورة توحيد مواقف الكتاب
العرب لمواجهة الفكر الصهيوني الذي يهدد هويتنا وحدودنا ومستقبل أهلنا بتشكيل منظومة ثقافية واعية وناضجة تتبنى المواجهة التصادمية مع كيان الاحتلال وكل من يحاول النيل من تراب بلادنا.

محمد خالد الخضر