دمشق-سانا
لم تكتف المغنية سناء بركات بتخصصها بالعزف على آلة القانون في المعهد العالي للموسيقا فأخذت تطور موهبة الغناء عبر تدريبات
مع الموسيقية آراكس تشيكيجيان وتبنت مشروع نشر الأغنية السريانية بعد أخراجها من قالب الترتيل الديني لتكون أغنية شعبية تتردد في كل الأوقات.
عن مشروعها الفني الغنائي تقول المغنية بركات في حديث لـ سانا “أركز على تقديم مستوى راق من الفن يليق بدراستي وشهادة معهد الموسيقا وفي هذا الصدد بدأت هذا العام بتقديم مختارات من الغناء السرياني بهدف تعريف الناس بشكل عام على هذا النوع من التراث المعروف للناس بشكل ترتيل ديني أكثر مما هو كأغان وموسيقا شعبية”.
وتتابع بركات “هدفي من المشروع ابراز هذا الفن بشكل مختلف وتعريف الناس عليه بشكل أكبر وكانت الأمسية التي أقمتها في دار الأوبرا هي الأولى من نوعها كتقديم أغان من التراث السرياني في حفل كامل كله بالسريانية إلى جانب تقديم أغان خاصة” مبينة أنها قدمت أغنية خاصة مؤخرا بعنوان هالوردة من كلمات وألحان نسيم ديب وتوزيع شعلان الحموي.
وتوضح المغنية بركات أنها تسعى لتكون الأغاني التي تقدمها على مستوى راق من الكلمات والموسيقا والتوزيع الموسيقي رغم أنها تعمل على مشروعها الغنائي بشكل فردي دون أي دعم من أي جهة أو شركة إنتاج فني لافتة إلى الحاجة الماسة لوجود شركات إنتاج فنية تدعم الأغنية والموسيقا في سورية.
وتشير بركات إلى أن لوسائل التواصل الاجتماعي الفضل الأكبر في تسويق الأعمال الفنية لأغلب الفنانين الشباب ولكن لا يمكن الاعتماد عليها بشكل كامل إنما هي مساعدة في الوصول للناس وعلى نطاق واسع بشكل أسهل وأقل تكلفة.
وتلفت خريجة المعهد العالي للموسيقا إلى أن هناك الكثير من أسماء الكتاب والملحنين السوريين الذين يمتلكون مستوى عال جدا من الاحتراف والمقدرة الفنية واستطاعوا تقديم أعمال مهمة سواء داخل سورية أو خارجها.
وعن تأثير الأزمة على النشاط والمشاريع الغنائية والموسيقية في سورية تقول بركات “أثرت الحرب على سورية بشكل كبير على مشروع كل فنان سوري بطرق عدة كما تأثر مشروعي الفني بشكل كبير بسفر عدد من أصدقائي الموسيقيين للخارج ولكني مؤمنة بضرورة الاستمرار بالعمل وتطوير المشاريع الفنية بالامكانات المتاحة وبمن بقي مؤمنا بقيمة ما يقدمه للناس والوطن”.
وتتابع بركات “أحاول تحويل كل الأذى الذي يتعرض له وطننا إلى أصرار أكبر على متابعة مشروعي الفني رغم جميع العوائق واعتبر أن فرصتي أفضل من غيري ممن يبدأ الآن مشواره الفني ربما لأني عشت خبرة أطول مع الخبراء الموسيقيين الأجانب” معتبرة أن بقاء اسماء مهمة من الموسيقيين في البلد يعطي أملا أكبر باستمرار الفن الراقي وضرورة العمل على تطوير الفن الموسيقي السوري.
وترى بركات أن هناك نشاطا ملحوظا من قبل أغلب الفنانين والموسيقيين السوريين الغيورين على مستوى وتطور الموسيقا في وطنهم بعد أن شهدت الساحة الموسيقية نوعا من الركود مع بداية الأزمة ما يبشر بوضع أفضل في المستقبل مؤكدة ضرورة استمرار روح الغيرة على ما نملك من تراث فني موسيقي والعمل على المحافظة عليه وتطويره واستمراره مع ضرورة وجود شركات للدعم والتسويق.
وتجد بركات الحاصلة على إجازة في الفلسفة أن برامج المواهب الغنائية في الفضائيات العربية فرصة كبيرة لقطع شوط طويل أمام الفنان للوصول إلى أكبر قدر من المشاهدة الجماهيرية العربية والتعريف عن نفسه وإمكاناته الفنية ولكنها لم تخص هذه التجربة من قبل وليس لديها أي رغبة في ذلك.
المغنية سناء بركات من مواليد حمص وحاصلة على إجازة من المعهد العالي للموسيقا اختصاص العزف على آلة القانون وعلى إجازة في الفلسفة من جامعة دمشق تلقت دروس الغناء مع مغنية الأوبرا آراكس تشيكيجيان وهي عضو في كورال الحجرة التابع للمعهد العالي للموسيقا وفي الفرقة الوطنية للموسيقا العربية حيث شاركت معهما في العديد من الحفلات داخل سورية وخارجها كما شاركت في حفلات مع فرقة تشيلي باند اضافة الى كورال القوقويو مع المؤلف السوري السرياني نوري اسكندر.
وكان لها مشاركة بالترتيل السرياني في روما عام 2014 وبدأت مشروع الغناء السرياني باقامة حفلة صولو في دار الأوبرا عبارة عن مختارات من الغناء السرياني عام 2015 وتعمل حاليا على اكمال هذا المشروع.
محمد سمير طحان