ريف دمشق-سانا
بمشاركة عدد من الشعراء والأدباء استضاف المركز الثقافي العربي في مدينة جرمانا أمسية ادبية أقامها فرع اتحاد الكتاب العرب لريف دمشق قدموا خلالها مواضيع مختلفة عبر القصة والشعر.
وفي قصيدته المرآة سلط الشاعر /يوسف قائد/ الضوء على بعض الترهل الاجتماعي والإنساني الذي وصل إلى حد فقدان كثير من بهاء العلاقات وألقها بأسلوب شعري اعتمد التوازن الموضوعي عبر نص قريب من المتلقي دون المساس بالمستوى الفني فاعتمد على التضاد ومحاكاة الذات حيث قال.. //أحياء رغم مصيرنا .. أحياء رغم ضميرنا .. أحياء نحن .. نخاف من موت .. سنحيا بعد أن ننساه لكنا تعود على هذا الصليب .. يقيم فوق عيوننا ..ونريد أن تبقى بحفظ الآه//.
كما ألقى الشاعر مهند كامل قصيدة بعنوان /القتل/ عبر فيها عن روءيته الحياتية وأن العيش يجب أن يكون عصارة تجارب الإنسان بأسلوب تقريري يمتلك نزق الشباب إلا أنه امتلأ بالخبرة الشعرية والانسياب الموسيقي وتماسك العبارات ليعبر عن شخصية متمردة بفنية فقال.. //كن واقعيا يا أبي حتى تعيش كما يجب كن واقعيا كي ترى بروية .. أخرى .. وجرب..ما ستكره ثم جرب ما تحب..لولا لم تقع بخطيئة
كبرى وصغرى لم تصب.. عدما هي الأشياء .. فاضحك واكتئب//.
بدورها قدمت الكاتبة ديمة الداوودي قصة قصيرة بعنوان /وللشتاء دم/ عبرت فيها عن قسوة الهجر وترك الأرض وعن تمسك الشعب الفلسطيني والعربي بالأمانة وبالتراث والانتماء والأصالة بأسلوب شائق استعارت دلالاته من البيئة الاجتماعية المحببة للمتلقي دون أن تتخلى عن عناصر القص حيث اهتمت بالحدث بصفته أهم مكونات القصة وربطته بالشخوص بعفوية تدل على وجود موهبة قادرة على الكتابة والتعبير.
وتداعت الذكريات لدى سوزان الصعبي باستخدامها القص الحديث خلال قصتها /الأرض تمطر/ لتعبر خلال ما أوردته عن شقاء الإنسان وهمومه ومعاناته ولا سيما جيل الشباب في مرحلة بائسة مليئة بالجهل والخوف إلى حد القهر وتشويه الجمال مستخدمة أنسنة الرصيف وإعطاءه القدرة الدلالية على الحضور ككائن فاعل في مسارات القصة التي غلب عليها الرمز الذي كان بدوره محسنا بديعا في السرد التعبيري للقصة.
وشارك الشاعر محمد علي محمد بعدد من القصائد المحكية التي تضمنت موقفا وطنيا في مواضيع مختلفة وأماكن متعددة تسجل اخلاص الشعب السوري لوطنه.
وعن تقييمه للنتاجات الأدبية المقدمة قال الكاتب مزيد نرش إن //الداوودي في قصتها سلسلة السرد استطاعت أن تربط الأحداث بعضها ببعض في صور فنية رائعة كما قدمت الصعبي قصا فنيا مستخدمة رمزية عالية وحوارات دافئة وحبكة شاعرية أما الشاعر محمد فاستخدم طريقة البوح من الداخل والبساطة بالإيجاز والتعبير إلا أن الشاعرين قائد وكامل قدما شعرا حديثا رقيقا استطاع أن يحرك مشاعر الحضور//.
وقال الشاعر الدكتور نزار بريك هنيدي //استطاع الشاعران كامل وقائد أن يحافظا على القصيدة العربية بحق في بناء فني محكم ولا يعتمد على المشابه العادي ويتخطى النثر التقليدي مع الحفاظ الكامل على الموسيقا والبنية الفنية//.
ورأت الكاتبة نبوغ أسعد انه رغم طغيان الأعمار الشبابية على المشاركين فإن القصة قدمت بأسلوبين مختلفين يسعيان إلى العمل على الوصول إلى احساس الإنسان ودفعه إلى حب الإنسان وذلك كان في الشعر أيضا الذي جاء بمستوى لا يقل عن القصة ويحتوي حرفية باستخدام التفعيلة ومواضيع مختلفة معتبرة أن أهمية الشعر المحكي في الأمسية لم تقل عن الأجناس الأدبية الأخرى.
وعن رأيه في الأمسية قال الشاعر والناقد رضوان هلال فلاحة //إن الأمسية التي أقيمت عبر الموءسسات الرسمية الثقافية تحمي الشباب المشاركين من آفة الفيسبوك والمنتديات غير المؤطرة معرفيا وعلى أصحاب الأقلام النقدية ألا يصادروا محاولات الابداع الأدبي للشباب بدعوة التأثر بمدرسة شعرية أو أديب ما كما حصل في الأمسية// معتبرا أن النص الأدبي رهين المرحلة العمرية والخبراتية الثقافية والمعرفية وسيصل إلى مرحلة النضج الفني الجمالي والفكري إذا تضافرت الموهبة الحقيقة مع القراءات الواعية.
الأمسية تضمنت عددا من الأجناس الأدبية المتطورة وكانت من أكثر الأمسيات أهمية في العام الجاري على منبر المنتدى الثقافي الذي يقيمه فرع كتاب ريف دمشق وثقافي جرمانا في ظاهرة إيجابية تقطع الطريق على الظواهر السلبية لاستقطاب الأدباء ولا سيما الشباب في منابر خاصة غير أن المداخلات التي قدمت بعضها لم يكن موازيا للنصوص المشاركة فثمة متداخلون مثل الاختصاصية في اللغة العربية حنان بركات وآخرون انتقدوا اللغة المستخدمة في النصوص الأدبية التي كانت باللهجة المحكية وغير ذلك.
محمد خالد الخضر وشذى حمود