الحسكة-سانا
تتشابه طقوس العيد في مختلف المناطق السورية وقد تختلف في بعض التفاصيل لكن تبقى فرحة الأطفال وبهجتهم في العيد والسعي الدائم لإيجادها مهما كانت الظروف القاسم المشترك لكل هذه الطقوس.
وللعيد لدى الأطفال في منطقة الجزيرة طقوس مميزة لعل العيدانية أبرزها وهو تقليد قديم معروف لدى سكانها ريفا ومدينة يتمثل بقيام الأطفال في الساعات الأولى من صباح يوم العيد سواء الفطر أو الأضحى بطرق أبواب البيوت بالقرية أو المدينة وطلب العيدانية أي السكاكر التي تقدم بشكل خاص في أيام العيد.
ويوضح الباحث في التراث اللامادي محمد السموري أن العيدانية تسمية محلية قريبة من العيدية ولكن الأخيرة هي النقود التي يأخذها الأولاد من الأهل والأقارب في العيد أما العيدانية فهي السكر الخاص بالعيد وتأخذ من البيوت في الحي الواحد وأحيانا من الأحياء المجاورة أما في الريف فينتقل الأطفال بين بيوت القرية الواحدة ثم ينتقلون إلى بيوت القرى المجاورة.
ويقول الأطفال الذين يذهبون على شكل مجموعات عند طرقهم الباب لأصحاب البيت كما يبين السموري عيدكم مبارك وتكون الإجابة من الشخص الذي يقدم لهم العيدانية وغالبا ما يكون كبير العائلة أو ربة البيت في معظم الأحيان عايشين لكل عيد وتعني تبقون أحياء لكل عيد.
ويشير السموري إلى أن السكر المقدم كعيدانية للأطفال اختلف عن أيام زمان حيث يقدم اليوم نوع من السكر الملون يسمى “المطعم” أو “الكرميلا” مع حبات الشوكولا أو الملبس بينما كان يقدم سابقا الفستق أو السكر الأحمر أو الملبس وأحيانا يقدم في بعض القرى البرتقال وقطع الكليجة وهي نوع من الحلوى خاص بالعيد فضلا عن التمر والزبيب بحسب الحالة المادية لكل بيت.
ويلفت الباحث إلى أن بعض البيوت في قرى القامشلي كانت تضع في رقبة الطفل قديما طوقا من السكر الأحمر يسمى لبة السكر يقوم أهل البيت بصناعته قبل أيام من العيد حيث تجمع حبات السكر التي تكون مدورة أو طولانية الشكل بالخيوط لتصبح على شكل طوق يصل طوله أحيانا إلى طول الطفل.
ويضيف الباحث أنه بعد انتهاء الأطفال من جولتهم بين الأحياء أو القرى لعدة ساعات يعودون وكل طفل يجمع ما كسبه من العيدانية في كيس ويقوم بفرز ما قدم إليه من فستق أو سكر ملون أو حبات البرتقال وغيرها وتخزين قسم منها تكفيه لأيام أو أسابيع بحسب الكمية التي حصل عليها.
ويلفت الباحث إلى حرص سكان منطقة الجزيرة في الحسكة والقامشلي ريفا ومدينة على الاستمرار بهذا التقليد حيث يحضرون العيدانية قبل أيام من العيد بكميات كبيرة لتكفي الأطفال القادمين.
ويشير السموري إلى أن من طقوس العيد في منطقة الجزيرة زيارة القبور في الصباح الباكر من قبل الرجال والنساء يرافقهم الأطفال أحيانا إلى جانب ذهاب الرجال إلى صلاة العيد وبعدها إلى بيوت الأقارب أو الشخص الأكبر سنا في العائلة أو بيت الجد لتقديم تهنئة العيد وذلك في المدينة.
أما في الريف كما يذكر الباحث فيكون الاجتماع في مضافة الشيخ وتقدم ضيافة العيد وبعدها يبدأ إعداد الطعام الذي يصنع من لحم الخروف أو البقرة التي ذبحت خصيصا لهذا اليوم ليتناول الطعام عدد كبير من الأشخاص في المضافة .
ويرى السموري أن طقوس العيد اليوم اختلفت عن السابق رغم أن قيمه ثابتة لا تتغير كالمحبة والألفة والتسامح ومساعدة المحتاج.
تقرير: ايناس سفان
العيدانية.. طقس خاص بالعيد ينتظره أطفال الجزيرة السورية
انظر ايضاً
الاحتلال الأمريكي يسرق حمولة عشرات الصهاريج والشاحنات من نفط وحبوب الجزيرة السورية
الحسكة-سانا واصل الاحتلال الأمريكي مخططه الممنهج في استنزاف ونهب الثروات الوطنية في المناطق التي يحتلها …