الشريط الإخباري

ندوة نقدية عن كتاب درب حلب للدكتور نضال الصالح في ملتقى يا مال الشام

دمشق-سانا

أقام ملتقى يا مال الشام ندوة نقدية عن كتاب “درب حلب” للدكتور “نضال الصالح” شارك فيها عدد من النقاد قدموا قراءات نقدية منهجية إضافة إلى شهادات في مسيرة الدكتور الصالح الأدبية والإنسانية.

وألقى الدكتور نضال الصالح بعض النصوص من كتاب درب حلب الذي كان معبرا عن حياته الإنسانية والاجتماعية بأسلوب أدبي يحمل كثيرا من المشاعر والرؤى الفلسفية وصولا إلى تماسك في البنية التعبيرية والشكل الفني الذي ذهب إلى ابداع جديد جمع المقالة الأدبية والنصوص الفلسفية التي تخللها القص الشائق والمتضمن آلام الإنسان وهمومه.

في الكتاب حب كبير للوطن ظهر عبر مشاعر الصالح لمدينة حلب مسقط رأسه ومرابع طفولته وملتقى شبابه وأمان ذكرياته ومرتكز موهبته وثقافته التي شملت كثيرا من المعارف وخاصة الأدبية والنقدية منها مستخدما دلالات ظهرت فيها النزعة الصوفية والإنسانية والوطنية ومنها قوله في نص باب المقام.. “أمسك الجليل بي متلبسا بحنين فادح إلى المدينة القديمة إلى أبوابها وحارتها وأزقتها وقلعتها وحجارة طرقاتها الضيقة وباحات بيوتها وريحان تلك البيوت وكبادها ونارنجها وعسلياتها وجوريها وختمياتها وياسمينها وما كدت أغمض عيني كما أشار حتى وجدتني أمضي معه من باب إلى باب ومن حارة إلى حارة”.

وكثيرا ما كانت ترتفع الدلالة في نصوص الأديب والناقد الصالح لتصل إلى حالة تحتاج كثيرا من التأمل والبحث حتى تفك معطياتها المرتبطة بمكونات عاطفية متدفقة سببها الموهبة الظاهرة في كل النصوص.

وبينت الناقدة الدكتورة ميادة إسبر في رؤيتها أن مجموعة النصوص التي تتألف منها مجموعة درب حلب للأديب الصالح تنهض على سرد يتجاوز فضاء الأدب معبرا خلاله عن ذلك الحيز الثقافي الضخم الجمعي في آلية تظهر خلالها الذات الكاتبة بملامح تفردها وإبداعها الخاص مقدمة عملا تخيليا يلتقط طرائف الإرث الثقافي وينهل من واقع الحياة.

وأوضحت إسبر إن ما يأتي به الصالح ممزوج بآلامه وآماله التي يرتقي بها إلى إبداع يخلق فضاء ثقافيا منوعا فيه الكثير مما تريده ذاته لبناء الإنسان لافتة إلى أن مجموعة النصوص في درب حلب تؤكد على الهوية الثقافية وتجديدها من خلال قيم الحب والتسامح التي ترسخ مذهبا في الحياة يتيح لها الخروج من مأزقها الثقافي والوجودي.

وذهبت إسبر إلى أن تبويب النصوص وفق معانيها ومرتكزاتها وتفكيك تشكيلاتها الفنية جعل الرابط بينها وبين المتلقي واضحا بعد أن توغلت في مكنونات الكاتب المليئة بوجعه وثقافاته.

وفي شهادته التي قرأها بالإنابة عنه مدير الملتقى أحمد كنعان كتب صهيب عنجريني عن السلوك الثقافي والأدبي الذي كان يسلكه الصالح خلال مسيرة حياته التعليمية والأدبية في حلب معتبرا أنه ناقد متفرد وأستاذ جامعي محبب إلى تلاميذه زرع فيهم كثيرا من القيم الأخلاقية والاجتماعية النبيلة وترك أثرا لا يمكن أن يزول باعتباره أديبا ومربيا وناقدا في الطليعة والريادة.

كما رأى نذير جعفر أن الدكتور الصالح منذ قصصه الأولى حتى اليوم يتحلى بجرأة على قول الحق مهما كان الثمن غاليا إضافة إلى أنه قدم على المستوى الإبداعي أعمالا متميزة أغنت الوسط الثقافي والأدبي بكثير من جديدها ومضامينها كما كان الصالح من أكثر المناضلين الذين تنبهوا لما ستتعرض له سورية من إرهاب وحاول أن يتصدى له ويسلط الضوء على أسبابه.

يذكر أن الدكتور نضال الصالح رئيس اتحاد الكتاب العرب وأستاذ النقد الأدبي الحديث في جامعة دمشق شغل العديد من الأماكن الثقافية والأدبية من مؤلفاته في القصة “مكابدات يقظان البصيري” و”الأفعال الناقصة” و”طائر الجهات المخاتلة” وفي الرواية “جمر الموتى” وفي النقد “النزوع الأسطوري في الرواية العربية المعاصرة” و”معراج النص..دراسات في السرد الروائي” وغيرها.

محمد خالد الخضر