مدير الآثار: أكدنا للمؤسسات الأوروبية أن السوريين يخوضون معركة الهوية والذاكرة بالحفاظ على تراثهم الثقافي

دمشق-سانا

أكد مدير عام الآثار والمتاحف الدكتور مأمون عبد الكريم أن المديرية لمست خلال مشاركة وفدها في ملتقيات ومؤتمرات أثرية نظمت بمدن أوروبية الشهر الجاري تأييدا للجهود التي تبذلها مديرية الآثار في حماية وصون التراث السوري من الجرائم التي ترتكبها التنظيمات الارهابية.

وذكر مدير الآثار في حوار مع سانا انه خلال مشاركة الوفد السوري بالمؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم “اليونيسكو” الذي عقد دورته الـ38 في باريس والتي انهت أعمالها أمس تم التأكيد على ان الارث الثقافي ملك السوريين وهم مسؤولون عن الدفاع عنه ضد عصابات الاجرام فضلا عن تحمل الجهات الدولية مسؤولية مكافحة تهريب الآثار عبر دول الجوار وبيعها في السوق السوداء العالمية لأن شراء هذه القطع هو دعم للإرهاب مع ضرورة الالتزام بقرار مجلس الامن رقم 2199 المتعلق بهذا الشأن.

ولفت إلى أن الرأي العام الاوروبي سجل نقاطا إيجابية إزاء الاعمال التي قامت بها مديرية الآثار في مجال حماية القطع الاثرية وانقاذ 99 بالمئة من موجودات المتاحف السورية ومشروع توثيق وحفظ القطع الاثرية الذي ينفذ بأحدث الطرق في التوثيق والتصوير والارشفة الالكترونية.

وأضاف عبد الكريم.. أكد الوفد السوري خلال اللقاءات التي عقدت مع مديرة اليونيسكو ايرينا بوكوفا والفريق المعني بالتراث الثقافي ضمن الايام الثقافية للمؤتمر العام لليونيسكو ان السوريين يخوضون معركة الهوية والذاكرة المشتركة ولمسنا تحولا ايجابيا كبيرا وحرصا دوليا على مستوى النخب الثقافية والعلمية على المساعدة في حماية التراث السوري وإدراكهم أهمية الوقوف معنا بصورة افضل من السابق.

وأشار عبد الكريم الى انه خلال اللقاءات تركز الحديث حول حالة التراث الثقافي في سورية والتدابير المتخذة من قبل مديرية الآثار لحماية التراث المنقول في المتاحف السورية والمواقع الأثرية فضلا عن قضايا تتعلق بصون مواقع التراث العالمي السورية التي وضعت على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر.

واوضح عبد الكريم أن مديرة اليونيسكو أوصت بإرسال بعثة ذات مستوى عال الى دمشق للوقوف على ارض الواقع وزيارة متحفها الوطني والتعرف على ماهية المتطلبات لحماية التراث السوري موضحا أن الوفد السوري لمس وفاء من العاملين والآثاريين الذين عملوا في تنقيب الآثار بسورية تجاه تراثنا الوطني.

كما أثنت مديرة اليونيسكو وفق عبد الكريم على جهود مديرية الآثار في وزارة الثقافة والعاملين فيها لإنقاذ التراث الثقافي السوري وأبدت استعدادها لتقديم الدعم الممكن لحماية وصون التراث الثقافي السوري في ظل الحرب على سورية وأن معركة الحفاظ على التراث السوري التي يخوضها العاملون في مديرية الاثار والمجتمع السوري نموذج يحتذى به.

وعن اختياره ضمن قائمة “أبطال التراث الثقافي” من قبل اليونيسكو قال مدير الآثار.. ان هذا التكريم جاء من قبل اللجنة المنظمة لمؤتمر لجنة التراث العالمي باليونيسكو في دورتها 93 صيف هذا العام في بون بالمانيا وهذا اعتراف بجهود وتضحيات 15 شهيدا من العاملين في المديرية وعلى رأسهم عالم الآثار الشهيد خالد الأسعد الذين ضحوا بدمائهم دفاعا عن آثار بلادهم كما يزيد حجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا لمواصلة حماية التراث السوري.

وحول النشاطات الاخرى التي شاركت بها مديرية الآثار بين أنه تمت المشاركة في الندوة التي نظمتها المدرسة العليا في باريس في الـ9 من الشهر الجاري لتكريم الشهيد الأسعد والآثاريين السوريين الذين استشهدوا دفاعا عن التراث بحضور العديد من العلماء والأكاديميين والباحثين وعلماء الآثار الذي كانوا يعملون في سورية اضافة إلى بعض أعضاء مجلس الشيوخ الفرنسي وحشد من المهتمين والطلاب من مختلف الاختصاصات إضافة للمشاركة في المؤتمر 91 لجمعية البناء التاريخي وهي جمعية معنية بحماية الاوابد الاثرية في فرنسا خصصت فيه طاولة مستديرة سلطت الضوء على التراث الثقافي السوري.

وأضاف مدير الآثار تمت دعوتي إلى مجلس الشيوخ الفرنسي من قبل جان بيير فيال رئيس المجموعة البرلمانية الفرنسية السورية الذي كلف بمنحي وسام مجلس الشيوخ الفرنسي تكريما لجهودنا في الدفاع عن التراث الثقافي السوري ولذكرى عالم الآثار الشهيد خالد الاسعد.

وتابع عبد الكريم شاركنا في روما ايضا في الـ5 والـ6 من الشهر الجاري باجتماع من جلستين للجنة الشؤون الخارجية والثقافية في البرلمان الإيطالي التي عبرت في الجلسة الأولى عن تقديرها لجهود وزارة الثقافة في حماية الارث الحضاري السوري وعن اصرارها على تقديم الدعم بهذا الخصوص كما خصصت الجلسة الثانية للحديث عن الشهيد الأسعد والتعريف به وبشهداء مديرية الآثار.

وأشار إلى أنه ألقى محاضرة على مسرح روما في الـ8 من الشهر الجاري حضرها اكثر من 800 شخص بعنوان “الجمال والآثار” قدم عبرها عرضا للإرث الحضاري السوري وما يتعرض له من اعمال تدمير على يد الارهابيين مبينا أنه لمس ارتباط الشعب الايطالي بالإرث السوري وبمعاناته من ممارسات الإرهابيين.

وعن الفعاليات التي شارك بها وفد مديرية الاثار في لندن بين أن منظمة الصندوق العالمي للاوابد التاريخية نظمت في ملتقاها الأول الذي عقد في الجمعية الجغرافية الملكية محاضرات بعنوان “التراث والحرب.. معركة سورية في الحفاظ على الماضي” لافتا إلى أنه قدم محاضرة شرحا عن واقع التراث السوري وطبيعة وحجم الاضرار التي لحقت بها ودور المؤسسات الحكومية والخاصة والمجتمع المحلي في الدفاع عن الذاكرة والهوية.

واشار عبد الكريم الى أنه لمس خلال هذا الملتقى الذي حضره اكثر من 300 عالم اثار من مختلف انحاء العالم بعضهم تخطى الثمانين من العمر شعورهم بالحزن لما تتعرض له الاثار في سورية وحرصهم على العمل مع مديرية الآثار في تسليط الضوء على ما تتعرض له آثارنا من هجمة ارهابية شرسة.

ولفت عبد الكريم الى ان المديرية تلقت خلال هذه النشاطات دعوات للمشاركة في مؤتمرات ومبادرات دولية منها دعوة للمشاركة في المؤتمر الدولي للاثار السورية الذي تنظمه الجمعية اليابانية لآثار غرب آسيا ومديري البعثات اليابانية العاملة في سورية الذي سيقام في بيروت الشهر القادم ومبادرتين من صندوق الامير كلاوس بهولندا ومن إيطاليا لتقديم دعم المرحلتين الثانية والثالثة من ترميم قلعة الحصن.

من جهة ثانية كشف مدير الآثار عن استرجاع 6500 قطعة اثرية سورية مسروقة بأحجام مختلفة فضلا عن استرجاع 100 قطعة اثرية مهمة هربت إلى لبنان بالتعاون مع السلطات المختصة هناك لافتا إلى التعاون القائم مع منظمة اليونيسكو ومع المعاهد الاثرية في المانيا والانتربول الدولي في ملاحقة عصابات تهريب الاثار.

وطالب عبد الكريم المجتمع الدولي بالضغط على تركيا لتقديم الصور والبيانات عن القطع الاثرية الموجودة لديها والتي ما تزال ترفض ذلك مشيرا في الوقت نفسه الى إعلان السلطات الأردنية عن ضبط 300 قطعة اثرية قامت بحفظها لديها.

وأكد أن مديرية الاثار تقوم بأعمال اعادة التأهيل والترميم لعدد من المواقع الاثرية وتتابع عمليات التنقيب عبر البعثات الوطنية في عدد من المواقع ووضع خطة عمل مستمرة لمواصلة الترميم ولا سيما في معلولا وحمص القديمة وغيرها.

إيناس سفان