حماة-سانا
استعرض الباحث حسن إسماعيل في محاضرته التي ألقاها بالمركز لثقافي في وادي العيون نشأة الأغنية الشعبية في سورية عامة وفي الساحل السوري خاصة .
واعتبر الباحث أن الأغاني التراثية جاءت نتيجة للواقع العربي الذي كان محيطا بها موقعة بألحان حزينة مثل مقامي الصبا والسيكا وتطورت بعد ذلك لتأخذ نغمة مقامات البيات والحجاز والرست وغيرها من المقامات التي هي أقل حزنا من الأولى التي أخذت شكل التخصص بين الحزن والطرب والوصف وغيرها شأنها شأن بحور الشعر.
وأوضح أن اللحن والموسيقا من أهم العوامل المؤثرة في حس الإنسان لذلك اعتمدت الموسيقا عبر التاريخ كمؤثر أساسي.
وأشار إسماعيل إلى أن الأغنية الشعبية كانت فرصة تعبير عن حالتين حالة الفرح في ظل القهر الذي عانى منه الشعب خلال الاحتلالين العثماني والفرنسي وحالة التعبير عن أحوال المجتمع وعلاقات الناس مع بعضهم في كل أعمالهم ومناسباتهم ولهذا سميت بالأغنية الشعبية.
وعن سبب استمرار الأغنية الشعبية قال الباحث إنها استمرت كونها كانت طقسا رئيسياً في المناسبات المختلفة موضحا الفرق بين هذا التراث من الأغاني الشعبية وبين ما سماه “الطقطوقة” التي تطالعنا اليوم على المحطات الفضائية التي يطلق عليها الأغاني الشعبية معتبرا أن هذه الأغاني لا تكاد تظهر وتعرف حتى تموت لأنها لا تلامس إحساس عامة الشعب بعكس الاغنية الشعبية التي تخرج من أفواه المطربين لتستقر في دماء وقلوب السامعين.
وعرض الباحث بعض أنواع الأغنية الشعبية ومعانيها ومدلولاتها وأصولها مثل العتابا والميجنا وأبو الزلف والهوارة وعالالا مؤكدا أن معظم أسماء هذه الأغاني الشعبية ذات معنى أصيل ومتجذر متداول بين العامة قديما حيث تم توظيفها توظيفا دقيقا بما يتعلق بالناس ويومياتهم وتفاصيل الحياة القديمة حتى أصبحت سجلا يحتفظ بعبق أيام الماضي وتاريخه .
سهاد حسن