اللاذقية-سانا
القاطع الغربي للجبال الساحلية وتحديدا ريف جبلة كان مسرحا لمسير الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق التي نفذت نشاطها على مدى يومين متتالين خلال الأسبوع الماضي إنطلاقا من قرية بسطوير مرورا بقرية بسنديانة ودويرة بسنديانة وانتهاء بقرية جيبول.
سبع ساعات متتالية كانت مدة المسير الذي حمل اسم أساطير الخريف واحتضنه واد صخري سحيق فيه الكثير من الجروف الصخرية القاسية والحادة تكثر فيه الشلالات الصخرية الجافة نوعا ما.
ويوضح محمد خالد تسابحجي المسؤول الاعلامي للجمعية أنها ليست المرة الأولى التي تنفذ فيها الجمعية مسيرا في هذه المنطقة لكن الفريق المشرف اعتمد تكتيكا مختلفا بخط سير معاكس لضمان نجاح عملية الانزال الجبلي الفقرة الأهم ضمن برنامج المسير المقرر لافتا الى ان عملية الانزال هذه تعتبر الأكبر منذ إدراج الجمعية لهذا النشاط ضمن فعالياتها منذ أكثر من أربع سنوات فارتفاع الجرف المخصص للانزال هذه المرة لقرابة 37 مترا يعتبر الارتفاع الأعلى الذي ينفذ فيه انزال جبلي في سورية حتى الآن.
وأضاف.. وصل عدد المشاركين في المسير إلى حدود مئة مشارك ومشاركة من مختلف المحافظات السورية ثلثهم تقريبا يخوض تجربة المسير والانزال الجبلي للمرة الأولى وكان الحماس كبيرا لخوض هذه التجربة التي شابها الخوف لدى البعض لكن جودة الأدوات واحترافية المشرف كسرت هذا الحاجز وزادت من رصيد الجمعية في انجاز هذا النشاط الذي تتفرد بإطلاقه ونشره في سورية.
ولم تسجل حوادث تذكر خلال عملية الانزال على حد تعبير تسابحجي الذي أشار إلى أن الوقت الأكبر في المسير خصص لهذا النشاط ليأخذ المشاركون وقتهم الكافي لخوض التجربة واحدا تلو الآخر مؤكدا أن فريقا طبيا متخصصا كان حاضرا ومرافقا للمجموعة لعلاج أي إصابة.
وتميز الخط الذي ينفذ فيه المسير للمرة الأولى خلال فصل الخريف بمجموعة مشاهدات طبيعية متميزة أبرزها أنواع متعددة من الشجر البري الذي أحاط بالمشاركين إضافة لأشكال الصخور الرائعة التي تحاكي بعض التجسيدات البشرية دون نسيان مرور بعض الحيوانات أثناء المبيت الليلي الذي خاضه المشاركون كالجقل وابن آوى.
ونوه تسابحجي إلى أن المبيت في العراء دون خيام يعتبر من غايات المسير ليعيش المغامرون متعة التوحد مع الطبيعة ومعايشتها في ظروف بدائية صعبة لإشاعة روح المغامرة وتعلم كيفية التصرف في هذه المواقف.
تقييم المسير من قبل الفريق القائم على تنفيذه جاء ايجابيا مع تسجيل بعض الملاحظات حول لياقة المشاركين الذين يخوضون التجربة للمرة الأولى وذكر تسابحجي ان نشر مثل هذه الثقافة لدى السوريين يحتاج وقتا وجهدا لكن ايمان الجمعية برسالتها في تنشيط السياحة الداخلية وجعل السوريين يتعرفون بشكل أكبر على طبيعة بلدهم تدفعهم للعطاء بحب وايمان بما يفعلونه.
وقال.. تميز الفريق المتخصص بالدعم اللوجستي للمسير بحرفية عالية ولا سيما عند اكتشاف نقط البداية والنهاية واختيار المكان المناسب لتنفيذ الانزال الجبلي فطبيعة بلدنا مناسبة جدا لهذا النوع من الأنشطة التي تلقى قبولا وحماسا كبيرين من السوريين وسنعمل خلال المراحل القادمة على اكتشاف المزيد منها ضمن خطوط جديدة تتيح المجال لنا لإنجاز انشطة ناجحة في عمق الطبيعة السورية تشبه وتفوق نجاح هذا المسير.
يذكر أن الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق تأسست عام 2008 وهي جمعية ذات طابع كشفي مقرها دمشق وتهدف الى استكشاف وتوثيق الطبيعة السورية وإتاحة الفرصة للشباب لاختبارها عن قرب وتعلم كيفية التأقلم معها.
ياسمين كروم