الجندي السوري يحفظ حدود سورية في فيلم الخارطة

اللاذقية-سانا

يطرح الفيلم السينمائي الخارطة من تأليف وإخراج وليم عبد الله فكرة إعادة إعمار سورية بعد الحرب الإرهابية عليها من خلال الإضاءة على الشريحة المتنورة القادرة على رسم خارطة البلاد والتي تقابلها فئة أخرى عاجزة عن ذلك.

ويسلط العمل الضوء على شريحة بعيدة كل البعد عن الثقافة تحاول رسم خارطة سورية دون أن تعرف تاريخها وجغرافيتها وحضارتها وأهميتها فيفشلون في محاولتهم ليتابعوا بعدها حياتهم الفارغة من أي هدف.

وتظهر في هذا العمل السينمائي عدة شخصيات شبابية تحاول إعادة بناء ما هدمه الفكر الظلامي الإرهابي على مدى سنوات ومنها الطبيبة في مخبرها والمسرحي على خشبة المسرح والباحث في مكتبه إلى جانب الموسيقي والمصور الفوتوغرافي ويأتي دور هذه المجموعة لترسم خارطة سورية فيضع كل منهم خطا لنصل بالنهاية إلى رسم يشكل خارطة متقطعة لسورية.

يبحث الجميع عن الخلل الموجود في حدود الخارطة وهنا يبرز دور الجندي السوري الذي يصل الخطوط المتقطعة ببعضها لنحصل على خارطة سورية الكاملة التي نعرفها.2

ويوضح كاتب ومخرج الفيلم عبد الله أن هذا الفيلم أتى من حاجة ملحة لتحديد خارطة سورية في الجغرافيا الدولية وتأكيدا على أن أبناءها هم من سيقومون بهذه المهمة ويمكن اعتباره أشبه بمبادرة فنية مبينا أن كادره يعتمد على مخرجين وكتاب ومصورين جسدوا أدوارا تمثيلية في العمل وهذا ما ساعد في إنجاح هذا المشروع الصغير وإعطائه ميزة الفيلم الذي جمع الكل في واحد.

وأضاف عبد الله.. إن اندفاع أصدقائي ودعمهم لي لإنجاز الفيلم كان الدافع الأكبر لمتابعة العمل رغم كثرة الصعوبات التي كانت تواجهني ولعل ابرزها وجودي حاليا في صفوف الجيش العربي السوري مبينا أن حصوله على إجازة قصيرة لم تكن كافية لإنجاز العمل لذلك نسق مع أصدقائه لاستكماله وطلب منهم تحضير ما يلزم فمنهم من جهز أماكن التصوير ومنهم من جهز المعدات إلى جانب تدريب المشاركين على أدوارهم التي حددها لهم.

وتم تصوير بعض مشاهد الفيلم في مدينة جبلة والبعض الآخر في جامعة تشرين ولفت المخرج إلى أن تفاصيل العمل لم تكتمل بعد، فلا تزال هناك مشاهد بحاجة للتصوير والفريق محكوم الآن بالوقت لافتا إلى أن عدم وجود جهة داعمة للفيلم لم يمنع الفريق من متابعة العمل والسير قدما فيه املا ان تصل الرسالة التي يريدها إلى الجمهور مراهنا على إخلاص أصدقائه وتعاونهم معه لاستكمال العمل الذي سيقوم بتحديد أماكن عرضه فور الانتهاء من التصوير والمونتاج وباقي العمليات الفنية.

بدورها بينت الممثلة ندى القيم أنها تجسد في الفيلم شخصية الطبيبة الشابة التي تعتبر حالة شبابية قادرة على بناء سورية والنهوض بها واعمارها بالعلم وكل المجالات مؤكدة أن خارطة سورية سيرسمها شبابها من جديد تحت دافع مقدس هو حب سورية والايمان بجيشها الذي يزرع الامن والامان أينما وطأت قدمه.

وأضافت القيم.. خرجت هذه التجربة من ايماننا بعملنا التطوعي كفريق شبابي يريد اثبات قدرته على صناعة السينما بأصعب الظروف فمن يصنع سينما يصنع حياة.

بشرى سليمان-نعمى علي