دمشق -سانا
فارس وتخوم كتاب من أعداد مرهف زينو جمع فيه بعض الدراسات النقدية والشهادات والآراء التي عبرت عن حضور الشاعر توفيق أحمد على الساحة الأدبية والذي استطاع عبر موهبته الشعرية أن يجمع بين الأصالة والمعاصرة بأسلوب رشيق تميزه العفوية والخيال وفق ما كتبه النقاد وأصحاب الشهادات والرأي.
يذهب الناقد أحمد هلال إلى أكثر من وجهة نقدية يحاكي فيها الأبعاد الجمالية والشكلية للتكوين الشعري عند توفيق أحمد من الدلالة ذات الإيحاءات إلى ذروة الانفعال إلى تعدد الرؤى والإيقاع المتناغم مع دفقات الحس كما يناقش هلال اللغة الشعرية عند أحمد من حيث الغنى التعبيري والنضج الفكري الجدلي لخطاب أدبي مستشهدا بقول الشاعر في قصيدته “أشنيات المكان الغامض”..
بحاجة لأغتسل بماء المحيط .. ليس للاستجمام .. إنما من أجل تلك المرأة .. التي كلما مضيت في احتوائها .. مضت في تخريش روحي .. إذا كان النهر مسافرا دون اكتراثه بالمجرى .. ستطالبه الضفاف المحتملة بأكثر من جواز مرور.
على حين ذهب صالح هواري في قراءته التي جاءت تحت عنوان “البناء الفني في شعر توفيق أحمد شاعر المدى والندى” إلى توصيف البنية الموسيقية وتآلف الإيقاع في خيوط التفعيلات ومدى انسجام هذه التفعيلات الموسيقية مع الوجدان وتحولاته باتجاه انتهاء الحدث العاطفي للنص الشعري الذي رآه منفتحا ومتعاملا مع العصر بشكل تفوح منه نكهة الحداثة مستشهدا بقوله في مجموعة “نشيد لم يكتمل”..
دعيني أراك وراء ستار ..لأشعر أني أراك طليقة.
وفي الوقت عينه استطرد الدكتور هايل محمد الطالب في دراسته “خطابات العشق بين مكابدات العاشق والفعل السردي الأعمال الشعرية لتوفيق أحمد نموذجا” فوصل إلى مقاربة قارن خلالها بين المغامرات القائمة على القص عند عمر بن أبي ربيعة وجميل بثينة وقيس بن ذريح والشاعر أحمد دون أن يلجأ إلى تفكيك البنى التركيبية للدلالات والتعابير الموءدية إلى وجود حالة شعرية صاحبة أسلوب خاص وعفوي.
أما الدكتورة الناقدة ميادة إسبر فتناولت في دراستها “فرادة التشكيل المشهدي في قصيدة بلدتي للشاعر توفيق أحمد” الميزة الأسلوبية التصويرية كفضاء متآلف مع المكان بأبعاده المكونة لذات الشاعر المنتمي إليها والمتفاعل معها في تشكيل لغوي تعبيري ذي نسيج تصويري عكس معاني الالتحام بالأرض والتماهي معها مستشهدة بقوله..
هي شعلة من بعض هذي النار … هي بلدتي ومضافة المطر الجليل .. هي قريتي ميدان معركة الطبيعة.
وفي دراسته “الأمارات الشعرية في تجربة الشاعر توفيق أحمد” يتطرق الناقد أيمن ابراهيم معروف إلى تخطي الحالة الابداعية الشعرية عند أحمد لإشكالية الشكل الفني في معمار القصيدة مستعينة بمحمولها الثقافي المنفتح على الحداثة معتبرا أن الشاعر امتلك ذكاء لغويا تعبيريا وتقنية ذات خلفية ابداعية عفوية مستشهدا بقوله..
فكي إزار الجمر عن جسدي .. ما أنت غير منابع اللهب أو تحرقين وأنت ناهبة ..ما في حقول الصدر من حطب.
وأخذت الناقدة بهيجة مصري إدلبي في دراستها التي جاءت تحت عنوان “الشعراء حراس أحلامهم إطلالة على الأعمال الشعرية للشاعر توفيق أحمد اتجاها نفسيا حاكت فيه الحلم المتنامي في لا وعي الشاعر منذ الطفولة والمرتبط بالبيئة وما لها من تأثير مكون للحالة الشعرية بتجلياتها وتداعياتها وتحولاتها مستشهدة بقول الشاعر..
لو فتشوا دمي المرابط خلف أضلاعي ..رأوا رمانة الدار التي شهدت تعاستنا ..وتلك السنديانات العتيقة تزدهي ..قدام بيت الطين.
وعن رأيه بالكتاب قال الشاعر والناقد رضوان هلال فلاحة “تنم الدراسات النقدية والآراء والشهادات في تجربة الشاعر توفيق أحمد على تباينها وتنوعها عن شاعر تمكن من خلق مساحة حوارية أحدثتها الهالة الابداعية لكتلته الأدبية التي كتبت بلغتها التعبيرية قصائد في الذات النقدية والمتذوقة والمتلقية استخدمت مكنونات التذوق عند الشاعر وجدليات القراءة بين الأصالة والحداثة.
أما الكاتبة نبوغ أسعد فقالت إن “كتاب فارس وتخوم يجمع في صفحاته عددا من المقاربات النقدية التي حاولت فهم وتحليل واستقراء ما ذهب إليه الشاعر أحمد في مسيرته الابداعية التي اتسمت بحضور موهبة غنية بتنوع الثقافات والعلاقات الاجتماعية
ورصد بيئات مختلفة تؤدي جميعها إلى وجود قصيدة شعرية ناتجة عن حالة” معتبرة أن من هذه المقاربات ما نجح إلى حد بعيد ومنها ما وصل إلى التخوم دون أن يتعمق في المكون التعبيري لقصائد الشاعر.
يشار إلى أن الكتاب صادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب ويقع في 268 من القطع الكبير.
محمد خالد الخضر