موسكو-سانا
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن صعود الإرهاب والتطرف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مرتبط بالتدخلات الخارجية في المنطقة إلى درجة كبيرة.
ونقل موقع روسيا اليوم عن لافروف قوله في كلمة ألقاها اليوم خلال فعاليات الدورة الـ 38 للمؤتمر العام التابع لمنظمة اليونيسكو إن “صعود الإرهاب والتطرف العميق في الشرق الأوسط وفي شمال إفريقيا يثير قلقنا البالغ” مشيرا إلى أن إرهابيي تنظيم “داعش” يرتكبون المذابح بحق السكان المسالمين ويسيئون إلى الإسلام ويشنون هجمات ضد جميع الديانات.
وأشار لافروف إلى أن جميع هذه التطورات جاءت بسبب إضعاف أو تدمير مؤسسات الدولة في العديد من البلدان وذلك بدرجة كبيرة على خلفية التدخلات الخارجية والمحاولات غير المسؤولة لتطبيق مشاريع الهندسة الجيوسياسية وفرض الوصفات الخارجية على الشعوب دون أخذ تقاليدها وتراثها التاريخي بعين الاعتبار محذرا في هذا السياق من “خروج المسيحيين بشكل جماعي من المنطقة لأن هذه الظاهرة تهدد بتدمير التوازن بين الطوائف في المنطقة”.
من جهة أخرى أعرب لافروف للصحفيين في باريس عقب لقائه إيرينا بوكوفا مدير عام منظمة اليونيسكو عن أمله بأن “ترسل منظمة اليونسكو بعد تحرير المناطق الأثرية في سورية من أيدي الإرهاب بعثة خبراء إلى هناك” لتقييم مدى تدمير الآثار نتيجة العمليات التخريبية للتنظيمات الإرهابية.
وقال وزير الخارجية الروسي “إن التراث الثقافي الذي يدمره الهمج في حلب وتدمر ومناطق عديدة أخرى بسورية وأفغانستان والعراق ثراء مشترك بالنسبة للجميع وانني واثق بأن اليونيسكو ستعمل وفق تفويضها عندما ستسمح بذلك الأوضاع الأمنية بعد طرد الهمج من تلك المناطق وسترسل بعثة خبراء لتقييم أبعاد الخسائر لكي ندرك كيف يمكننا أن نصلح هذا التراث الثقافي الذي لا يقدر بثمن”.
وكان تنظيم “داعش” الإرهابي فجر مؤخرا مقامين دينيين في مدينة تدمر الأثرية في آخر ما أعلن عن جرائمه بحق المقامات الدينية والصروح الأثرية والتي سبق أن دمر الكثير منها في سورية والعراق ضمن مخططه الرامي إلى تدمير الحضارة الانسانية وتراثها العريق.
لافروف: نتائج اللقاء الرباعي حول أوكرانيا ايجابية
في سياق آخر وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نتائج اللقاء الذي أجراه ونظراؤه الألماني والفرنسي والأوكراني في برلين لبحث الوضع في جنوب شرق أوكرانيا بالايجابي.
ونقل موقع روسيا اليوم عن لافروف قوله للصحفيين اليوم عقب لقاء رباعية النورماندي إن “وزراء خارجية الدول الأربع أجروا نقاشا مفيدا ومثمرا وأقروا بنجاح عملية سحب الأسلحة من عيار أقل من 100 ملم من خط التماس بين طرفي النزاع في اوكرانيا”.
وأشار لافروف بهذا الصدد إلى أن الوزراء الأربعة اتفقوا على تطبيق جدول سحب هذه الأسلحة أيضا على أسلحة من عيارات أكبر، وطلبوا من مجموعة الاتصال بشأن أوكرانيا وضع جدول مناسب بهذا الشأن بأسرع ما يمكن.
كما تطرق لافروف إلى مشكلة نزع الألغام بمنطقة النزاع في أوكرانيا مشيرا إلى أن هذه المشكلة تعقد كثيرا الحياة اليومية لأهالي اقليم دونباس بل وتحول دون إعادة بناء البنية التحتية للاقتصاد ووسائل النقل والخدمات الاجتماعية في المنطقة.
وفيما يخص اتفاقات مينسك بشأن تسوية النزاع في جنوب شرق أوكرانيا شدد لافروف على أن العمل على تنفيذها سيتواصل حتى إتمامه معربا عن أمله في قرب انتهاء مظاهر تصعيد التوتر الأمني التي تشهدها منطقة النزاع خلال الأيام الأخيرة.
وكانت وزارة الخارجية الألمانية أفادت قبل أيام أن هدف اللقاء هو دفع عملية تنفيذ اتفاقات مينسك بشأن التسوية في اقليم دونباس مشيرة إلى أهمية التقدم في الجانب السياسي من خطة السلام.
وكان آخر لقاء لوزراء خارجية الدول الأربع عقد في برلين في 12 أيلول الماضي في إطار إعداد قمة رباعية النورماندي التي انعقدت في باريس يوم 2 من الشهر الماضي ولعب لقاء القمة دورا حاسما في تحريك المفاوضات بين طرفي النزاع حول القضايا السياسية.