بالتدريب والتعلم ..جمانة هيفة تحقق نقلة نوعية في حياة أسرتها نحو مزيد من الاستقرار

حمص-سانا

بعد سنوات من البحث عن فرصة عمل تسد احتياجاتها وتساعدها على تحقيق أهدافها تمكنت الشابة جمانة هيفة من اقتناص الفرصة الملائمة لتغيير حياتها نحو الأفضل والانتقال إلى مرحلة من الاكتفاء الذاتي بعد طول تفكير وتدبر حيث التحقت بدورة الحياكة ضمن مشروع الصناعات الريفية الذي أقامته مديرية الشؤون الاجتماعية في حمص وقت سابق بالتعاون مع الوحدة الإرشادية في ريف حمص الغربي فكانت هذه هي البوابة التي ولجت منها الشابة الطموحة إلى ضفة الاستقرار.

وفي هذا الاطار أكدت هيفة لنشرة سانا الشبابية أن “حياتها تغيرت نحو الأفضل بشكل شبه مفاجئء فهي لم تتوقع يوما أن يكون هناك سبيل لتحسين وضعها المادي نظرا لعدم حصولها على شهادة جامعية تمكنها من البحث عن فرصة عمل جيدة و بالتالي اضطرت للعيش دون وجود أدنى متطلباتها الحياتية وبقي الحال نفسه بعد أن تزوجت وأنجبت إذ كانت تعجز عن توفير احتياجات أطفالها نظرا لضيق الحال”.

وقالت.. “بعد طول تفكير ومتابعة للتجارب الناجحة من حولي قررت أن اقتدي ببعض النسوة في محيطي فانتسبت إلى إحدى دورات الحياكة التي أقيمت في الوحدة الإرشادية في قريتي و تدربت على العمل لمدة تزيد على ثلاثة لأشهر فقد كنت مصممة على امتلاك مهارة أو حرفة ما تمكنني من مساعدة زوجي في مصاريف المنزل”.

وأشارت الحرفية الشابة إلى أنها أحبت هذه الحرفة فأعطتها الوقت والانتباه الكامل خلال التدريب كما أنها وجدت فيها الكثير من المتعة والابداع في آن معا مؤكدة أنها شعرت بأن ميلا فنيا ما كان يقبع في داخلها منتظرا الفرصة ليحلق خارجا وعندما أذن الوقت انطلقت الموهبة المخبأة فإذ بها تبدع أثناء التدريب وكأنها تشتغل في هذا المجال منذ سنوات.

وتابعت انتهت الدورة سريعا وبدأت أعمل على حياكة الملابس لأطفالي فإذ بالتصاميم التي اشتغل عليها تحوز على إعجاب كل من حولي وهكذا بدأ مشواري في هذه الحرفة حيث بدأت الجارات والصديقات يطلبن مني صناعة بعض القطع لهن ورويدا رويدا ازداد الطلب على عملي حتى ضاق الوقت به لكنني لم أكل أو أمل وحاولت جهدي أن أوفق بين العمل في الحياكة و بين رعاية شؤون أطفالي وبيتي لأبدأ بعد أشهر بجني ثمار العمل المضني.

اليوم صارت هيفة قادرة حسب قولها على المشاركة في تكاليف المعيشة ومساعدة زوجها على تدبير أمور الحياة بعد أن صار لديها عمل و باب رزق فتحه الله أمامها و باتت تشعر بأن لها حضورا مختلفا بين أقرانها و في محيطها الاجتماعي كفرد منتج لا عالة على الآخرين.

ونصحت هيفة كل شابة تبحث عن عمل ألا تنتظر معجزة تهبط عليها من السماء بل أن تسارع إلى امتلاك مهارة ما حيث أن الخيارات عديدة و كل عمل يحتاج إلى فترة من التعب والانتظار قبل أن ينطلق و يوسع من آفاقه.

يذكر أن جمانة هيفا من مواليد العام 1985 وهي متزوجة ولها ولدان.

فاتن خلوف