حماة-سانا
تمحورت الأصبوحة الشعرية التي أقيمت اليوم بدار الأسد للثقافة بحماة تحت عنوان “صباح الياسمين” لكل من الشاعرين سمر تغلبي ويحيى كربج حول موضوعات الوطن والمجتمع وهموم المواطن السوري ولا سيما جراء الأزمة الحالية والتغني بعراقة دمشق وأصالتها وحماة ونهرها.
وتنوعت قصائد الشاعر كربج بين الوطنية والغزلية فحملت قصيدته بعنوان “جارة العاصي” مشاعر الحب حيث تغنى من خلالها بمدينة حماة ونهر العاصي بدأها بمطلع تقليدي حيث اتسم أسلوبه بالسلاسة مع غلبة للجمل الإنشائية فقال ..
أنا اتجهت إليك الركب يسبقني
هل أنت بوصلتي سارت بأفلاك
يا جنة يعشق العاصي مفاتنها
عصى لأجلك انهارا وأرضاك.
كما ألقى قصيدة غزلية بعنوان “العقد” امتازت ببساطتها وبعدها عن التعقيد على الرغم من اعتماده على بعض الصور البلاغية كالاستعارة والتشبيه فيقول..
أراد العقد أن يختار جيدا
يضيف لحسنه ألقا جديدا
وفتش جاهدا كل الحنايا
فكنت خياره الفرد الوحيدا.
وغلب على قصائد الشاعرة تغلبي الإحساس العالي بالوطن فجاءت قصيدتها بعنوان “هنا دمشق” محملة بمشاعر الحزن وبثت فيها الشكوى والألم من الحرب الإرهابية على سورية كما بدا حرصها على إظهار الطابع التقليدي التاريخي الخاص بمدينة دمشق وما يحمله ياسمينها الأبيض من دلالة على السلام والألفة والخير ومحاولة العابثين طمس هذه السمة الخاصة بدمشق فقالت..
هنا دمشق…كيف استفاق الياسمين …على صراخ للثكالى …يملأ
الأفق المبين ….كيف استحال بياضه ….بسواد حقد قلوبهم
…أشلاء حمراء الجبين.
وألقت تغلبي قصيدة بعنوان “أحبك واقفة” وهي أيضا موجهة إلى دمشق وقاسيونها حاولت من خلالها التعبير عن صمودها في وجه كل الغزاة فقالت ..
وتربعي في العرش تاجا من نسور
وابقي بسفح الأسمر العالي الجسور.
ورأى الشاعر شحود اليازجي ان قصائد كلا الشاعرين مستوحاة من عمق الواقع الحالي وليست خارجة عن المألوف المحيط بالسوريين معتبرا أنها صرخات ورسائل ذاتية تحمل وجدان الشاعرين بالوطن.
وقال المهندس مجد حجازي “من المهم الإضاءة على المشكلة الرئيسية والأزمة التي يعيشها السوريون لمحاولة الخروج منها عن طريق تكثيف هذه اللقاءات الأدبية التي تزيد من الحس الوطني وتبعث على الإحساس بالمسوءولية تجاه الوطن وتشكل حافزا لتعزيز وحدة السوريين”.
سهاد حسن