الشريط الإخباري

الأديب سامر منصور: قدرة المسرح على التأثير رهن بثقافة وحرفية من يزاوله

دمشق-سانا

الأديب سامر منصور كتب في مختلف الأجناس وكان الإنسان أهم مواضيعه إلا أنه تميز بالكتابة في فن المسرح فكانت أسس نصوصه متماسكة وتتحلى بالعاطفة والدلالات.

وعرف منصور المسرح في حديث لـ سانا الثقافية بأنه أبو الفنون كلها لأنه يحتوي فن الموسيقا والديكور والإضاءة والتمثيل وفنون الأزياء والرسم والنحت والتصوير أما اليوم فهو لم يعد أباً للفنون فالسينما باتت تحتوي كل هذه الفنون وأكثر لكن المسرح يبقى فناً ريادياً قادراً على أن يكون مرآة تظهر آمال وآلام الانسان والمجتمع.5

ورأى أن قدرة هذا الفن على أن يكون أداة تأثير وتغيير على صعيد الفرد أو المجتمع رهن بثقافة وحرفية من يزاوله موضحا أن هناك الكثير من المسرحيات التي عرضت في هذه المرحلة العصيبة لكنها كانت قاصرة عن تقديم شيء يساهم في تغيير إيجابي في واقع المجتمعات العربية ذلك انها كانت أسيرة خندق ايديولوجيا ما تبقى أصغر من الواقع بينما الفن الهادف يلعب دوراً تقدمياً حقيقياً لا يقوم على استغباء المتلقي وتغييب جزءٍ من الواقع.

وفي معرض رده حول ما إذا كان هناك تشابه في البنية الادبية بين المسرح والاجناس الادبية الاخرى اوضح منصور ان الفكرة والطريقة الأجدى لمعالجتها هي لتي تحدد الجنس الأدبي الذي على الكاتب اللجوء إليه فالنص المسرحي يقوم على الحدث والحوار ومن خلالهما تنكشف تركيبة الشخصية والتغيرات التي تطرأ على عوالمها الداخلية في حين أن الكثير من القصص والروايات تركز على وصف الاشياء والاماكن والشخصيات واحوالها وسلوكياتها بينما لا نجد ذلك في النص المسرحي الا نادرا.

واعتبر صاحب مسرحية أجراس خرساء أنه في حال كتب الأديب نصا مسرحياً بغية تحويلهِ إلى عرضٍ مسرحي محلي فهذا قد يقيد خيال الكاتب بإمكانيات الكوادر المسرحية المتوافرة في بلاده وهنا قد لا يطلق الكاتب العنان لمخيلته كما يفعل القاص او الروائي فيبقى خياله ضمن ضوابط هدفها الحفاظ على امكانية التطبيق على خشبة المسرح.

وحول من هو اكثر حضورا على الساحة السورية المسرح ام القصة قال منصور:القصة هي الاكثر من حيث الكم والانتشار كنصوص ادبية لكنها سجينة نسخ محدودة من المجلات والكتب ما يجعل المسرح أكثر حضوراً لأنه يجد شريحة اوسع من الجماهير الراغبة بتلقي هذا الفن خاصة أن المؤسسات الرسمية المعنية والتي تنتج معظم العروض السورية داخل البلاد مهتمة بكم الحضور وبالتالي معظم الخريجين المتعاملين معها يقدمون عروضا مسرحية سهلة الفهم وترفيهية.

وفي سياق آخر يتعلق بالحداثة التي تسود معظم الكتابات الأدبية ولا سيما الشعر قال: “يهيمن على الشعر العربي اليوم نوعان من القصائد منها الكلاسيكية التي لا تتمتع بالوحدة العضوية او بالرسالة والتي لا يخدم فيها التشظي خصوصية الفكرة المطروحة والثاني النصوص المبهمة التي لا تعدو هلوسات أنصاف مثقفين يدعون الحداثة ويتسببون بتشويه للاصالة والحداثة في آن واحد”.

وأضاف.. “نجد الحداثة تؤتي ثمارها في القصة والقصة القصيرة أكثر من الشعر والرواية أما بالنسبة للمسرح العربي فالمشكلة أن الفنانين الحقيقيين نادرون جداً والغالب لدينا هو المؤدي والفارق بين المؤدي والفنان هو أن الأخير صاحب فكر ورؤية ورسالة أما المؤدي فهو كأي انسان عادي يعمل ليعيش ويؤدي ما يطلب منه في سبيل ذلك”.

عن الكتاب المسرحيين السوريين والأجانب الذين تأثر بهم بين أن منهم جبران خليل جبران وسوفوكليس ودانتي وشكسبير وهنريك ابسن وغيرهم الكثير.. ومن المسرحيين السوريين بين ان ما يكتبه عبد الفتاح قلعجي يثير انتباهه وسحرته نصوص محمد الماغوط من حيث جرأتها ومهارته في توجيه النقد اللاذع في إطارٍ كوميدي.

يذكر أن الأديب سامر منصور عضو اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين مدير الملتقى الشهري الدائم في اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين وعضو مؤسس في عددٍ من المنتديات الثقافية الدمشقية والمسؤول الثقافي لمهرجان شذى الياسمين في دمشق.. له مسرحية مطبوعة بعنوان “أجراس خرساء” كما نشرت له عدة أبحاث ودراسات ونصوص أدبية في عدد من الدوريات الصادرة عن اتحاد الكتاب ووزارة الثقافة وجامعة دمشق وشارك في العديد من الأمسيات والندوات في المراكز والمنتديات الثقافية.

انظر ايضاً

محاضرة نقدية عن كتاب ثلاث مسرحيات (محاكمة بروميثويس) للأديب سامر منصور في ثقافي المزة

دمشق-سانا أقام المركز الثقافي العربي في المزة محاضرة نقدية عن كتاب ثلاث مسرحيات