فريق “صامدون رغم الجراح”.. مجموعة من جرحى الجيش العربي السوري يواصلون مسيرة التحدي والعطاء

حمص-سانا

أحبوا وطنهم حتى الصميم فاستبسلوا في الدفاع عنه مقدمين أغلى ما يملكون و رغم الألم والمعاناة التي مر بها جرحى الجيش العربي السوري إلا أن جراحهم لم تزدهم إلا إيماننا وتصميما على مواصلة درب المقاومة والصمود إنما بطرق وأشكال جديدة تجلى أبرزها من خلال فريق “صامدون رغم الجراح” والذي انطلق مؤخرا من مدينة حمص ليشكل عنوان تحد جديد لكل من يراهن على بأس الجندي العربي السوري وقدرته المتجددة على البذل والعطاء.2

حول هذا المشروع الشبابي الجديد أكد ياسر الشاويش رئيس الفريق لنشرة سانا الشبابية أن البداية انطلقت بمبادرة فردية مشتركة بينه وبين الجريح البطل عبد الكريم المحمد أحد مغاوير الجيش العربي السوري حيث كانت الأنشطة تتركز على زيارة الجرحى وشد أزرهم قبل أن ينضم إلينا عدد من الجنود الجرحى ما ساعد على توسع العمل و البدء بتقديم الأدوية المجانية والمستلزمات الطبية لمن هم بحاجة ملحة لها.

وقال.. بداية قمنا كأعضاء مؤسسين بتغطية ما يقارب من 35 جريحا ومساعدة عدد منهم على تركيب أطراف اصطناعية بالتعاون والتنسيق مع مركز الأطراف الاصطناعية في مدينة طرطوس وأثناء زياراتنا إلى أخوتنا الجرحى أعجب الكثير منهم بمبادرتنا فانضموا إليها لنصبح فريقا متكاملا يضطلع بإقامة العديد من النشاطات الرامية إلى ترسيخ مساهمة الجندي الجريح في خدمة المجتمع من خلال جهد تطوعي ساعد الكثير من أبناء هذه الشريحة على تجاوز آلامهم ومعاناتهم الشخصية.

من جانبه أوضح الجريح عبد الكريم المحمد أحد مؤسسي الفريق أن اسم الفريق يعبر عن برنامجه وأهدافه حيث إن التصميم والإرادة الصلبة لجرحى الجيش العربي السوري هي العنوان الأساسي لكل عمل يقوم به الأعضاء في تأكيد على قدراتهم الخلاقة لدعم الوطن خارج أرض المعركة كما كان عهدهم في ساحات القتال.

وأضاف إنه وبعد ازدياد عدد الجرحى المنضمين إلى الفريق تضاعفت مسؤوليات الأعضاء تجاه رفاق السلاح فعمدوا إلى البحث عن مورد مادي يمكن الفريق من إنجاز المزيد من المهمات الإنسانية فكانت فكرة الأشغال اليدوية حيث بدأ الفريق بمساعدة حرفيين متخصصين في هذا المجال بإنجاز مجموعة من المنتجات اليدوية وتسويقها لاستثمار المردود المادي في تغطية النفقات الطبية بمساعدة عدد من الجهات الرسمية.

وتابع.. تمكنا من تغطية النفقات وقام الفريق بتأمين عدد كبير من الأطراف الاصطناعية وإجراء العمليات الجراحية بالتعاون مع مجلس محافظة حمص كما قمنا بتقديم المساعدات الدوائية والدعم المادي للعديد من الجرحى.3

ويبين المحمد أن الأسبوع الأول من الشهر الحالي شهد انطلاقة معرض الأشغال اليدوية في المركز الثقافي بحمص على مدى ثلاثة أيام وضم نحو 200 قطعة من الأشغال اليدوية والتحف الفنية واللوحات الزيتية قام الجرحى من أعضاء الفريق باشتغالها من مواد الخشب والفخار والسيراميك منوها بأن المعرض حقق نجاحا كبيرا ما شجع على إعادة افتتاحه مرة أخرى في 13 من الشهر الحالي في جامعة البعث حيث يستمر لعشرة أيام.

بدوره أشار الجريح رامز إبراهيم مشارك في المعرض وأحد أعضاء الفريق إلى أن “الهدف من وراء الفعالية هو تسليط الضوء على الجندي الجريح والتضحيات التي قدمها ما يشكل حافزا لبقية جرحى الجيش العربي السوري لمواصلة درب التضحية والعطاء رغم الإصابة التي لا تشكل عائقا أمام متابعة النشاط الفكري والجسدي والمساهمة في تطوير المجتمع”.

ميسم الجردي أحد أعضاء الفريق وأحد الجرحى الذين تلقوا دعم الفريق مشيرا إلى أن هذا الدعم ساعده على تحسين وضعه الصحي ورفع حالته المعنوية مؤكدا ضرورة إيجاد سبل جديدة لدعم الجرحى وذويهم وتأمين مشاركتهم في المجتمع كأعضاء فاعلين.. الأمر نفسه بالنسبة للجريح محمود جمال الطرحة الذي انتسب إلى الفريق بعد الدعم الذي قدم له حيث ساعده الفريق على تركيب أطراف اصطناعية وإجراء ما يلزم لمعالجته من اصابة في السمع.

وبين المتطوع علي أحمد صبح خريج كلية التربية واحد المشرفين في الفريق أن المعرض استغرق وقتا وجهدا كبيرين ليخرج بنتائج مرضية مشيرا إلى اهتمام الجرحى بالعمل وإصرارهم على إنجاز لوحات ومجسمات وأشغال يدوية متقنة ترقى الى مستوى الاحتراف.

ولفت صبح إلى أن المتطوعين في القسم الطبي والتعلميي في فريق “صامدون رغم الجراح” يبذلون وسعهم لمساعدة الجرحى إيمانا منهم بالمسؤولية الاجتماعية الملقاة على عاتقهم تجاه من ضحى بدمه في سبيل حماية الوطن.4

في السياق نفسه ذكرت المتطوعة زينب الخضر المشرفة الإعلامية في المعرض أنها انتسبت للمكتب التربوي في الفريق منذ تأسيسه حيث يعنى المكتب بأبناء الشهداء والجرحى وإقامة الأنشطة والفعاليات التي تدعمهم نفسيا وتدخل الفرح إلى قلوبهم بالإضافة إلى عملها أيضا في توزيع الأدوية للمرضى.

وأكد كل من المتطوعين الشباب علي عيسى صالح ومحمد عمران وعمار الشاويش وعبير الضايع وروان يوسف وهم من الشباب الجامعي أهمية دعم الشباب لمثل هذه الفعاليات وخاصة عندما تكون موجهة لجرحى الجيش العربي السوري وهم الأبطال الذين عززوا منعة الوطن.

وبين أحمد المنصور المشرف على المكتب التربوي في الفريق أن الفريق يعمل بالإضافة إلى الجانب الطبي والصحي للجرحى على استقطاب أطفال الجرحى وتعليمهم من خلال فريق مختص بتقديم الدعم النفسي لافتا إلى أن الفريق بصدد دراسة مشروع لإنشاء روضة أطفال خاصة بأبناء الجرحى.

يذكر أن الفريق الذي انطلق في شهر آب العام الماضي مكون من 12 جندي جريح بالإضافة إلى 12 متطوعا في المكتب الطبي الذي يضم أطباء وممرضين ومساعدين و 22 متطوع في المكتب التربوي الذي يهتم بتعليم ورعاية أبناء الجرحى بالإضافة إلى عدد من المتطوعين في المكتب الإعلامي المسؤول عن تغطية كل نشاطات الفريق وإدارة الصفحات الالكترونية التابعة له والتنسيق مع الجهات الإعلامية.

صبا خيربك – لارا الأحمد