دمشق-سانا
مجموعة من النصوص الأدبية المختلفة قدمها عدد من الأدباء في أمسية بالمركز الثقافي في أبو رمانة غلب عليها الطابع الإنساني والاجتماعي وتنوعت بين الشعر والخاطرة والقصة.
وألقى الكاتب مروان مراد نصوصا نثرية ارتفعت الى مستوى الشعور الإنساني وجسدت كثيرا من الأحاسيس عبر صور وتراكيب بتوازن موضوعي مقنع لذائقة المتلقي كقوله في رذاذ العشيات:
لا تفكر بما تهديه لأحبائك في الملمات .. الورد يذبل المجوهرات تفقد بريقها مع الأيام .. اهديهم ذراعا يتوكؤون عليها لاجتياز المحن.
على حين جاءت قصيدة الأديب سامر منصور مشكلة بأنواع الورود والأشواق وما يلهمه السراب لعاشق حالم طموحه أن يكون الإنسان دائما بخير مستخدما الموسيقا الداخلية المكونة من عدد من التفعيلات كقوله في نصه “نجم الهدى”:
نجم الهدى دليل .. دجي وسحاب
طائر الخلاص وقدر ذو سهم ونشاب
آتاه العدل في بيداء الأزل لاهثا خلف السراب.
كما ألقى الشاعر الدكتور محمد سعيد العتيق قصيدة بعنوان “سهم أنا” جاءت على مجزوء الكامل متخذا حرف السين رويا لقصيدته التي أراد من خلالها أن يسقط رأيه بالشعر وكيف يجب أن يكون بالمستقبل وما هو الشعر حسب منظومته الإنسانية والشعرية فقال:
سهم أنا والحزن قوس .. وربابتي كون ونفس
وأصب غيثا مزن عيني .. فكأنني نبع وشمس
حتى أصير مجاز ضوء .. أحيي المدى والروح تأسو.
كما ألقى مجموعة من الأدباء الشباب نصوصا جاءت كمحاولات مختلفة وبمستويات متنوعة ففي خاطرة “بوح” عبرت الشابة ولاء سبتي عن مكنونات أنثى في عمر معينة ترصد تداعيات أبناء جيلها بشكل بسيط فقالت:
مسافر أنا وحقائب الذكرى تأبى مفارقتي .. وتعصف بي وجوه غريبة فلا أستكين إلا حين أخون العهد وأذكرك.
أما الشاب مختار الأنصاري فقرأ مجموعة نصوص نثرية للشاعر الكبير نزار قباني تعبر عن حالات عاطفية وانسانية مختلفة وترصد قضايا الشباب ومغامراتهم العاطفية في مرحلة عمرية معينة مثل قصيدة “الوضوء بماء العشق والياسمين” التي جاء فيها:
ينطلق صوتي هذه المرة من دمشق ينطلق من بيت أمي في الشام تتغير جغرافية جسدي تصبح كريات دمي خضراء وأبجديتي خضراء.
وقدم كل من نبال القاسم وبيان تيما محاولات أدبية واعدة إضافة إلى الشاب خالد شمس الدين الذي قدم بحثا في نقد الترجمة وتسليط الضوء على أثر الأدب الغربي في الترجمة العربية.
تعتبر القصائد والنصوص التي قدمها الكتاب الشباب في دائرة المحاولات فهي بعيدة عن المطالعة وحكم على أصحابها بالالتزام بالموضوع وجمال الإلقاء فقط دون الاهتمام بالمقومات الأدبية الأخرى ما جعل التفاوت واضحا بين ما القوه وبين ما ألقاه مراد والعتيق ومنصور.
محمد خالد الخضر-شذى حمود