واشنطن-سانا
تراجع الرئيس الأميركي باراك أوباما عن وعده بسحب القوات الأمريكية من أفغانستان متذرعا بان القوات الأفغانية ليست قوية بما يكفي لضمان الأمن في البلاد حسب قوله.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن أوباما برر قراره الإبقاء على آلاف الجنود الأميركيين في هذا البلد بعد العام 2016 وقال إنه “مقتنع بأن هذا التغيير في البرنامج الزمني لانسحاب القوات الأميركية من أفغانستان قادر على أن يحدث فرقا حقيقيا” متعهدا في الوقت نفسه بأن لا يترك أفغانستان تصبح “ملاذا للإرهابيين”.
يشار إلى أن أمريكا سبق وإن حنثت بوعدها الانسحاب من العراق وعادت إليه عبر التذرع بمحاربة الإرهاب الذي خلقته ورعته منذ ثمانينات القرن الماضي عبر رعايتها للرعيل الأول من الإرهابيين الذين سمتهم آنذاك “المجاهدين الأفغان والعرب” قبل ان ينقلبوا عليها ويقوموا بتفجير برجي التجارة العالمية.
بدوره وكما هو متوقع رحب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ بقرار الرئيس الأميركي باراك أوباما الابقاء على مزيد من القوات الأميركية في أفغانستان بعد العام 2016 بزعم أهمية ذلك في دعم القوات الأفغانية.
وكشف ستولتنبرغ في بيان خلفية هذا القرار عندما قال إن “هذا القرار المهم يمهد الطريق أمام تواجد طويل لحلفاء حلف شمال الأطلسي وشركائنا في أفغانستان” مضيفا إنه “في الأسابيع المقبلة سيتخذ الحلف قرارات أساسية حول مستقبل العملية القائمة حاليا في افغانستان حيث تنتشر قوة قوامها 12500 جندي معظمهم من الأميركيين”.
وقال ستولتنبرغ “إن المساهمة المهمة من الولايات المتحدة ستكون عاملا مهما في قرارنا” زاعما أنه “في بيئة مليئة بالتحديات من الأهمية بمكان الاستمرار في دعم القوات الأفغانية المسؤولة عن الأمن على المستوى العملي وعلى الصعيد المالي من أجل الحفاظ على المكاسب التي حققناها في أفغانستان من خلال الجهود المشتركة على مر السنين”.
يشار إلى أنه كان من المفروض أن تسحب أمريكا قواتها من أفغانستان في نهاية 2016 بعد احتلال لهذا البلد دام 14 عاما بذريعة مكافحة الإرهاب.
وكانت أمريكا وحلف شمال الأطلسي وبعض دول الخليج دعمت ومولت مجموعات القاعدة وطالبان في أفغانستان تحت زعم محاربة القوات السوفياتية آنذاك مؤسسين بذلك أول مجموعات الإرهاب في القرن العشرين.