داوود أوغلو: لدينا قائمة بأسماء الانتحاريين ولكن لا نستطيع القبض عليهم طالما أنهم لم يفجروا أنفسهم

أنقرة-سانا

أثارت تصريحات متناقضة أدلى بها رئيس حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا موجة من الانتقادات في وسائل الإعلام وعلى وسائل التواصل الاجتماعي ومن بينها قوله أن لدى أجهزته الأمنية لائحة بأسماء الانتحاريين ولكن لم يفعلوا أي شيء لأن “الديمقراطية والقانون يمنعان اعتقال هؤلاء طالما أنهم لم يفعلوا أي شيء”.

وربط الكثير من السياسيين والإعلاميين والمغردين بين هذا التصريح وآخر مشابه أدلى به داوود أوغلو عقب تفجير مدينة سروج الانتحاري في تموز الماضي حيث قال “إن الانتحاري في قبضة الأمن”.

وأشار الإعلاميون والسياسيون إلى أن حكومة أوغلو تمر بظروف صعبة بسبب تزايد الأدلة على تورط المخابرات والأجهزة الأمنية العاملة بامرتها في التفجيرين الإرهابيين الانتحاريين في أنقرة من خلال تخفيف الإجراءات الأمنية والسماح لانتحاريين من داعش بالوصول إلى مكان المتظاهرين المعارضين لنظام أردوغان.

يشار إلى أن نظام أردوغان أصدر قرارا قضائيا بمنع النشر بأي شكل كان عن التفجيرين في جميع وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة بما في ذلك شبكات التواصل الاجتماعي.

وقال داوود أوغلو في مقابلة تلفزيونية الليلة الماضية “إن الفرق بين فهم حزب العدالة والتنمية للإسلام وفهم داعش هو درجة وليس 180 درجة” وهو ما دفع آلاف المغردين إلى نشر صورة للدائرة تثبت أن وجود مسافة 360 درجة بين نقطتين تعني أنهما متطابقتان وفي موقع واحد بما يعني فعلا أن داوود أوغلو صدق هذه المرة وأثبت أن داعش وحزب العدالة والتنمية في موقع واحد.

من جهة أخرى كشفت صحيفة بيركون عن أن الشخصين اللذين قيل أنهما من عناصر حزب العمال الكردستاني وتم اعتقالهما بسبب تغريداتهما على تويتر حول احتمال وقوع هجوم في اليوم الذي حصل فيه التفجيران الإرهابيان في أنقرة هما عميلان للمخابرات التركية.

بينما كشفت صحيفة جمهورييت عن وجود 10 آلاف إرهابي متطرف في تركيا مشيرة إلى أن سبب تزايد العدد هو توقف الأجهزة الأمنية عن ملاحقة المتطرفين منذ عام 2013.

وقالت الصحيفة إن “إقالة مدير أمن أنقرة ومديري فرع الاستخبارات والأمن العام من مهامهم خطوة غير كافية لمعالجة ملف الضعف والعجز الأمني والاستخباري “لافتة إلى أن آخر عملية أمنية ضد تنظيم داعش كانت في 12 آب الجاري وهو ما يثير الاستغراب طالما أن التنظيم هدد باستهداف تركيا.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التراخي في ملاحقة المتطرفين ترافق مع عمليات تسريح وإقالة وعزل وطرد لمنسوبي الأمن المعروفين
برفضهم المطلق للتطرف والإرهاب وذلك بذريعة انتسابهم إلى ما يطلق عليه أردوغان الكيان الموازي.
بدوره أكد رئيس حزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين دميرتاش أن النظام التركي يسعى للحصول على اعترافات كاذبة من بعض عناصر حزبه المعتقلين فيما يتعلق بتورطهم بعملية أنقرة الإرهابية.

وأشار دميرتاش إلى أن أردوغان وداوود أوغلو يتآمران ضد حزبه ويسعيان للانتقام منه بسبب تزايد شعبيته.

وفي سياق متصل استخدمت شرطة أردوغان الغاز المسيل للدموع لتفريق محامين أتراك تجمعوا صباح اليوم أمام قصر العدل في
مدينة آلانيا بمحافظة انطاليا لإلقاء بيان صحفي حول التفجير الإرهابي المزدوج في أنقرة.

وأفادت صحيفة سوزجو بأن قوات الأمن قامت بإخراج المحامين من مبنى قصر العدل إلى الخارج ثم استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريقهم ما أدى إلى إصابة بعضهم بالاختناق.

وكانت قوات أمن أردوغان اعتقلت 8 اشخاص أمس بينهم عضوان في حزب الشعوب الديمقراطي و3 في نقابة التعليم خلال تفريقها بالقوة مجموعة من المحامين الذين تجمعوا أمام قصر العدل في المدينة ذاتها.