الشريط الإخباري

البيت العربي للموسيقا والفنون يختتم أيامه الموسيقية الثلاثة

اللاذقية-سانا

ختام موفق لحفلات الأيام الموسيقية للبيت العربي للموسيقا والفنون ظهر في الحفل الأخير على مسرح دار الأسد في اللاذقية الذي اعتمد برنامجا جمع بين عازفي البيانو من جهة ومغنيي اللون الشرقي من جهة اخرى الذين رافقتهم أوركسترا البيت العربي بعازفيها الموهوبين من مختلف الأعمار بقيادة المايسترو بيرج قسيس.

فقرات العزف على البيانو التي كانت استهلالا للحفل الختامي ظهرت فيها حالة من انسجام العازفين الستة مع آلتهم المفضلة التي اختاروا المقطوعات الملائمة لقدراتهم لتقديمها أمام الجمهور وتنوعت ما بين الكلاسيك والحديث الذي برز فيه العازف “عز الدين مريشة” من خلال اختياره معزوفة للموسيقي ياني وتميزت بحركتها السريعة وتقديمها شيئا متطورا يلائم البيانو.

وقال مريشة “حاولت أن اضيف احساسي الى المقطوعة فأحيانا أسرع في العزف وأحيانا أخرى تلعب اصابعي بشكل ابطأ على البيانو وأطلقت العنان لشخصيتي بشكل أكبر أثناء العزف”.

وقدمت كل من العازفات زينب غزال ودعاء الخوجة وسلمى رضوان مقطوعات كلاسيكية أبرزن فيها تقنيات العزف المتقدمة لديهن لتعزف أيضا ياسمين خليل مقطوعة لولابي التي طغى عليها الايقاع البطيء والاحساس العالي لتقوم رين علي بعزف بحيرة البجع الشهيرة لتشايكوفسكي والتي جذبت انتباه الحضور وعمت حالة من الانصات في الصالة حتى النوتة الاخيرة.

مواويل شرقية وأغان لكبار المطربين العرب ميزت القسم المخصص للغناء الشرقي الذي بدأه عازفو اوركسترا البيت العربي للموسيقا بمقطوعة حجاز ظهرت فيها العازفة رفيف دالي بأدائها المنفرد على الكمان ليتتالى بعدها الفنانون على المسرح فظهر جورج تركماني بأغنية أسمر يا اسمراني ومحمد لايقة بأغنية كان عنا طاحون كما أتقنت المغنية نبال داوود أداء أغنية بتونس بيك للمطربة وردة الجزائرية.

وقالت داوود “إنها اختارت هذه الاغنية بالذات كونها قريبة من اللون الذي تتقنه ويمكنها فيه ابراز مقدراتها الصوتية” .

واختار الشاب خضر اللولو تقديم اغنية فيروز فوق هاتيك الربى التي حاول ملامستها باسلوبه الخاص معتمدا على العرب والأداء والاحساس.

واشار اللولو الى ان الكثير من الجمهور لا يعرفون هذه الاغنية بشكل كبير وصمم على ادائها كونها تقدم شيئا مختلفا عن أغنيات فيروز التي اعتاد عليها الناس بشكل عام.

أما الشابة ساندي جروج فقد تفردت بالأغنية الاصعب التي تتطلب امكانات صوتية خاصة ألا وهي حبيبي لماجدة الرومي واستطاعت ساندي التنقل بين الصوت العادي والصوت المستعار والتقاط النوتات المناسبة رغم انها اعتادت الاداء الطربي خلال مسيرتها لكن تقديم أغنية كلاسيكية رقيقة تحقق بعض التنوع في برنامج الحفل وترضي ذوق الجمهور المحب لهذا اللون الغنائي.

وحضر اللون الوطني القوي مع موال يا ابني لوديع الصافي الذي قدمه الشاب ابراهيم سعد بصوته الذي يتمتع بجزالة تناسب الموال بشكل كبير ولفت سعد الى أنه قدم ايضا اغنية عزك يا دار لتكون الرسالة الوطنية متكاملة قدر الامكان فغناء هذه المقاطع كان فرصة بالنسبة له للتعبير عن مزاج شعبي عام عبر تطويع الفن بطريقة صحيحة ومدروسة.

كذلك تألق المايسترو بيرج قسيس الى جانب قيادته المتميزة لعازفي الاوركسترا بأداء أغنية ايطالية استعرض من خلالها مهاراته الصوتية .

وبين قسيس ان الفرصة كانت مواتية ليرى الناس ماذا يتعلم الطلاب في البيت العربي للموسيقا وامكانات المدرسين المشرفين على تعليمهم منوها الى ان الاغنية التي قدمها تندرج في الاطار الأوبرا الكلاسيكية التي يبرع الايطاليون بشكل عام في ادائها.

وأضاف.. يمكن تقييم الأيام الموسيقية بأنها مهرجان فني نجح في الوصول الى الجمهور واستعراض امكانات الطلاب الفنية بشكل سليم فكل ظهور على المسرح يعتبر خبرة جديدة للطلاب يقوي من شخصيتهم ويدفعهم لإعطاء المزيد ولا يمكن ان نتجاهل تفاعل الجمهور الكبير مع برامج الايام الثلاث على اختلاف انواعها ما يدل على نجاح القائمين على الاحتفالية في ارضاء جميع الاذواق الفنية على اختلاف أنواعها.

يذكر ان حفلات الأيام الموسيقية التي انطلقت في 11 من الشهر الجاري هي احتفالية سنوية اقامها البيت العربي للموسيقا والفنون هذا العام بالتعاون مع مديرية الثقافة في اللاذقية على مدى ثلاثة أيام.

وتأسس البيت العربي للموسيقا والفنون في اللاذقية عام 2003 وهومتخصص بتعليم الموسيقى والصولفيج الغنائي ويقيم بشكل سنوي احتفالية منوعة للتعريف بالمواهب التي يزخر بها من مختلف الأعمار.