الاحتلال يحاصر أحياء القدس ويعزلها والحكومة الفلسطينية تؤكد أنها محاولة تهجير جديدة

القدس المحتلة-سانا

بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم بمحاصرة أحياء مدينة القدس المحتلة وعزلها عن بعضها بواسطة حواجز اسمنتية وحديدية.

وقررت حكومة الاحتلال خلال اجتماع أمني مصغر اليوم إضافة إلى عزل أحياء القدس منع الفلسطينيين من البناء فيها وهدم منازل الذين ينفذون أي عمليات لمقاومة الاحتلال ومصادرة أملاكهم وطردهم خارج الأراضي الفلسطينية.

وتشهد الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال الأسابيع الأخيرة حالة غضب شعبي عارم وتصاعد عمليات المقاومة الشعبية ردا على عمليات تهويد المسجد الأقصى والقيام بتدنيسه واقتحامه من قبل المستوطنين الاسرائيليين تحت حماية قوات الاحتلال ما أسفر عن استشهاد 30 فلسطينيا وإصابة اكثر من ألف بجروح فيما قتل سبعة مستوطنين إسرائيليين.

وحذرت الحكومة الفلسطينية من أن قرارات حكومة الاحتلال ستؤدي إلى مزيد من التصعيد وتدهور الأوضاع الأمنية مشيرة إلى أن الهدف منها هو “التضييق على المقدسيين بصورة خاصة لجعل حياتهم لا تطاق وصولا إلى تهجيرهم من المدينة”.

وأكدت الحكومة الفلسطينية في بيان لها أن هذه القرارات تشكل خرقا واضحا للقانون الدولي فيما يخص وضع الأرض الفلسطينية المحتلة ومدينة القدس مشيرة إلى أن هذه الإجراءات تأتي في سياق محاربة الهوية الفلسطينية في مدينة القدس بما ينسجم مع مخطط حكومة الاحتلال لتهويد المدينة وطمس الطابع الفلسطيني العربي الأصيل لها وتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى لتقسيمه زمانيا ومكانيا.

وجددت الحكومة الفلسطينية مطالبتها لمنظمات الأمم المتحدة بتشكيل لجنة تحقيق دولية من أجل التحقيق في الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها سلطات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني على مرأى ومسمع من العالم ودعت المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوضع حد لعدوان الاحتلال على الشعب الفلسطيني.

من جهة أخرى أصيب طالب فلسطيني بجروح خطرة من جراء إطلاق قوات الاحتلال النار على فلسطينيين تصدوا لها خلال اقتحامها بلدة بيت عوا غرب الخليل جنوب الضفة الغربية.
وأحرق مستوطنون حقول زيتون في قرية بورين جنوب نابلس واعتدوا على المزارعين ومتضامنين دوليين وأطلقوا النار عليهم ورشقوهم بالحجارة ما أسفر عن إصابة المتضامن البريطاني ديفيد هامس بحجر في رأسه.

الاحتلال يعتقل نحو 30 فلسطينيا بالقدس المحتلة والضفة الغربية

إلى ذلك شنت قوات الاحتلال فجر اليوم حملات دهمٍ واسعة النطاق لمنازل الفلسطينيين في العديد من أحياء وبلدات مدينة القدس المحتلة اعتقلت خلالها أكثر من عشرين مقدسياً من الأطفال والفتية بينهم طفلة قاصر.

وأفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية وفا بأن الاعتقالات جرت في جبل المكبر جنوب شرق القدس وفي بلدة العيسوية ومخيم شعفاط وسط القدس وحارة السعدية داخل البلدة القديمة وحي جبل الزيتون والطور وسلوان.

كما فرضت سلطات الاحتلال حصارا على الأحياء العربية في القدس وأدخلت العشرات من أفراد وحداتها الخاصة إلى حي جبل المكبر وأخضعت المقدسيين للتفتيش عند الدخول والخروج إلى أحيائهم.

وفي سياق متصل اعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلي تسعة فلسطينيين من مدينة الخليل وبلدات بني نعيم ودورا ومخيم العروب شمال الخليل كما اعتقلت شابين من مدينة طولكرم بعد مداهمة منزليهما.

وفي غزة تشهد مناطق شمال وشرق القطاع منذ ساعات صباح اليوم تعزيزات عسكرية إسرائيلية حيث أفادت مصادر محلية بوصول آليات عسكرية للاحتلال تضم دبابات وناقلات جنود إلى تلك المناطق فيما تشهد أجواء القطاع منذ ساعات الصباح تحليقاً لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية بشكل مكثف خصوصاً في الأجواء الشرقية والشمالية.

من جهة أخرى شهدت مدينة بيت لحم وبلدتا بيت جالا وبيت ساحور والقرى والمخيمات اليوم اضرابا شاملا حدادا على استشهاد الشاب معتز ابراهيم زواهرة 27 عاما من مخيم الدهيشة جنوب بيت لحم.

وكان الشاب زواهرة قد استشهد مساء أمس خلال المواجهات مع  قوات الاحتلال على المدخل الشمالي لبيت لحم بعد إصابته برصاص في الصدر.