الشريط الإخباري

السكوت على جرائم الاحتلال موقف غيرأخلاقي-الوطن العمانية

يبدو أن كيان الاحتلال الإسرائيلي عازم على بث الفوضى في أوساط الشعب الفلسطيني وإعمال الإبادة الجماعية والإعدام اليومي والدمار ضده، والاستمرار في نهب ما تبقى من أرض فلسطين المحتلة، وتدنيس المقدسات الإسلامية وانتهاك حرماتها وفي مقدمتها المسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة، ليحقق من خلال ذلك مشروعه الاستعماري الاحتلالي باغتصاب فلسطين كاملة، وتكون القدس الطاهرة ـ وفق أحلامه التلمودية ـ العاصمة الأبدية لأقذر وأنجس احتلال عرفته البشرية في تاريخها.

ومنذ تفجر المواجهات بداية الشهر الجاري وحتى كتابة هذه السطور، روى أكثر من 29 شهيدا و1450 مصابا أرض فلسطين المحتلة بدماء شعبها جراء استمرار الإرهاب الإسرائيلي في جز رؤوس المناضلين الفلسطينيين وبقر بطونهم بدم بارد وسط مرأى ومسمع العالم الذي يدعي الحرية. فالغضب المستعر على الجانب الفلسطيني ضد آلات القتل والدمار والاستيطان والاعتقال الإسرائيلية، ليس بسبب رفاهية سياسية أو رفاهية العيش ورغده، وإنما هو أقل تعبير وأضعف موقف يجب أن يقوم به هؤلاء المناضلون الفلسطينيون دفاعا عن أنفسهم، وأعراضهم وكرامتهم وأرضهم ومقدساتهم، حيث تدفعهم جرائم الحرب الإسرائيلية هذه، إلى ابتكار وسائل تقيهم شرور الإرهاب الإسرائيلي المنفلت من عقاله والمؤيد والمدعوم أميركيّا وغربيّا. وما انضمام السكين إلى الحجارة إلا إحدى الوسائل الجديدة ـ وإن كانت لا توازي المدفع الرشاش والدبابات والطائرات الحربية المستخدمة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل في الدور والنتيجة ـ لكنها مع ذلك تحمل رسائل واضحة للمحتل الإسرائيلي المتغطرس ولمن يدعمه سرّا وجهرا من الغرب وغيره، أن الحق أبقى والنضال من رقي إلى أرقى ولن تقتله رصاصة غادرة ولا قنبلة ولا صاروخ غادر، هذا في أدبيات النضال وثقافة المقاومة، وشريعة التمسك بالحقوق والاستماتة من أجلها.

وكالعادة وعلى الفور يواصل الإعلام الصهيوني وتابعه تسليط الأضواء على حوادث الطعن، بينما انقاد إلى توصيف جيش الاحتلال الإسرائيلي وحكومته لاغتيال الفلسطينيين الذين عددهم آخذ في الارتفاع على أنه يأتي ضمن مطاردة “الإرهابيين” الفلسطينيين. وهذا السلوك الإرهابي الإسرائيلي يعني أن سلطات الاحتلال إنما تريد أن تؤكد أنها غدت في حل من أي التزام يتعلق بعملية السلام وبالمفاوضات.

إن السكوت الطويل على جرائم كيان الاحتلال الإسرائيلي واستفزازاته وعدم إدانتها وتجريمها من قبل المجتمع الدولي هو الذي أدى إلى هذه النتيجة، وضاعف الجرائم الإسرائيلي وفاقم المآسي على الشعب الفلسطيني، وبات واجبا أخلاقيّا وإنسانيّا وشرعيّا الصدع بكلمة الحق في وجه هذا الضلال والظلم والجرائم غير المسبوقة، ولهذا جاءت إدانة السلطنة أمس لكافة الإجراءات الاستفزازية التي يقوم بها كيان الاحتلال الإسرائيلي بشأن القدس المحتلة، وكذلك كافة الإجراءات التي يتخذها بخصوص الضفة الغربية وقطاع غزة وفي المنطقة الخضراء، وذلك في الكلمة التي ألقاها سعادة السفير الشيخ خليفة بن علي الحارثي سفير السلطنة المعتمد لدى مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية أمام الاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين، حيث أكدت الكلمة على وقوف السلطنة بجانب الشعب الفلسطيني الشقيق، ووقوفها أيضا بجانب كافة الإجراءات التي ترى السلطة الفلسطينية اتخاذها في هذا الخصوص، مطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته في إنصاف الشعب الفلسطيني ودعم حقوقه وفقا للشرعية الدولية وقراراتها في هذا الشأن.

رأي الوطن

انظر ايضاً

الوطن العمانية: عودة سورية إلى الجامعة العربية تعيد الدور العربي لمكانته الصحيحة

مسقط-سانا أكدت صحيفة الوطن العمانية في افتتاحيتها اليوم أن العودة السورية إلى الجامعة العربية تمثل …