الشريط الإخباري

“مجد القاسم” يتحدى الإعاقة ويواصل حياته وفنه بكثير من الطموح والإصرار

حمص-سانا

رغم بتر ساقه وأجزاء من يده جراء قذائف الغدر التي أطلقتها التنظمات الإرهابية المسلحة على مدينة حمص إلا أن الشاب مجد القاسم أصر على مواصلة مسيرة حياته والعمل بقلب يملؤه الإيمان وروح مترعة بالأمل والتفاؤل آملا بأن يحمل إليه الغد ما هو أفضل وأكثر ثقة له وللوطن الذي يراه مقبلا على نصر مؤزر بفضل بطولات الجيش العربي السوري في مواجهة الإرهاب الظلامي.

وقال القاسم في حديث لنشرة سانا الشبابية “إن إرادة الحياة أقوى من الموت الذي لم يعد يخافه السوريون لأنهم مؤمنون بانفراج قريب تنتهي معه صور المأساة السورية التي صاغها الإرهاب الحاقد ولذلك فهم يعملون بكل ما أوتوا من عزيمة وتحد على متابعة حياتهم”.

وأضاف “بعد أن أنهيت دراستي في المعهد التجاري افتتحت محلا لبيع وتنسيق الزهور كوني أحب هذه المهنة الإبداعية وكل ما يتصل بها من فنون جميلة وعلى رأسها الرسم الذي اشتغل به منذ الصغر وبالفعل كان لي ما أردت إلا أنني ولدى عودتي من عملي لتناول طعام الغداء في المنزل ظهيرة أحد الأيام تعرضت لإصابة أدت إلى بتر قدمي وفقدان بعض أصابع يدي اليسرى جراء قذيفة أطلقها إرهابيون سقطت على بعد أمتار مني”.

وأشار إلى أنه خضع للكثير من العلاج والتأهيل إثر الإصابة التي لم تتمكن رغم شدتها من التأثير على روحه المعنوية العالية وثقته بنفسه بل زادته قوة وإصرارا على مواصلة طريق الحياة وسط رعاية فائقة من محيطه العائلي والاجتماعي حيث أمضى فترة النقاهة محاولا الرسم باستخدام يده اليمنى وما تبقى من اليسرى رغم الصعوبة الفائقة في هذا العمل والتي ذللها بكثير من المحاولات والدعم الأسري والإيمان بقضاء الله وقدره.

وأضاف القاسم أنه وبعد أكثر من عامين على إصابته قرر العودة إلى العمل كي لا يشعر بأنه أصبح عبء على عائلته طالبا من والده تحويل محل بيع الزهور إلى سوبر ماركت صغير لأن تنسيق الأزهار يحتاج للوقوف واستخدام اليدين أما بيع المواد الغذائية والمنظفات وبعض المواد الأخرى فيتطلب عناء أقل.

بعد أشهر من ممارسة عمله الجديد بدأ القاسم كما ذكر يشعر بأنه إنسان طبيعي يمارس حياته وعمله دون الشعور بشيء من العجز والإعاقة فقد تصالح مع نفسه حسب تعبيره وقبل بحيثيات واقعه الجديد موضحا أنه يسعى لإدخار المال الذي يحصل عليه في المحل لتركيب طرف سفلي يسهل حركته وحياته العملية.

وأشار مجد إلى أنه قام خلال الفترة الماضية بانجاز العديد من اللوحات الفنية ذات الموضوعات والمضامين المختلفة باستخدام الألوان الزيتية التي يفضلها وهو يسعى حاليا الى إقامة معرض لأعماله التي ستحمل عنوان “سورية لنا” وقد توجه إلى المعنيين في الشأن الثقافي والفني لمساعدته على إقامة هذا المعرض فلاقى تجاوبا ودعما وترحابا مؤكدا أن الشباب السوري لا يعرفون الهزيمة وهم بناة هذا الوطن إلى جانب أبطال الجيش العربي السوري الذي يحقق الانتصار في مواجهة الإرهاب التكفيري.

واختتم بالقول أنا مؤمن ومدرك بأن سورية ستتعافى وأننا كشباب سيكون لنا دور فعال في عملية البناء والإعمار من خلال توظيف طاقاتنا ومهاراتنا وإبداعاتنا لخدمة هذا الوطن العزيز والذي قدم لنا الكثير فجاء الدور علينا اليوم لرد جزء من الجميل له.

مثال جمول