الشريط الإخباري

“نور الكوا”.. رؤية جديدة في عالم التجريد تحتفي بنقائض الحياة واضدادها

اللاذقية-سانا

عكست الشابة نور عماد الكوا عبر اشتغالها الفني عمق نظرتها إلى الحياة التي تعج بالأضداد والمتناقضات وذلك بكثير من التوازن والطموح الذي قد يفتقده الكثير من الشباب أو يخطئ في التعبير عنه و هو ما تجلى في لوحاتها الأربع والعشرين التي شكلت معرضها الفردي الثالث تحت عنوان “للحلم بقية” محتفية بالعديد من العناصر الجديدة التي أضافتها إلى المتن التجريدي حيث تتبدى ملامح الرسالة الإبداعية التي ينقلها الفنان.

في هذا الإطار أكدت “الكوا” لنشرة سانا الشبابية أن “البحث عن الحداثة وعن كل جديد مهمة تقع على عاتق الفنان التشكيلي وغيره من بناة الحضارات خلافا للفنان الذي يبرع في عملية نقل الأسس والقواعد التي رسختها المدارس الفنية بمختلف تسمياتها إذ أن إضافة مكون جديد ما يتأتى عن غير قصد ضمن عملية عفوية فطرية تعكس عمق اندماج الفنان مع حالة اللاوعي الداخلي الذي تولده الذواكر البصرية والحسية مدمجة بالموهبة المدعومة بالثقافة ليعبر عنها في لوحة أو مقطوعة أو قصيدة” .

أما أهم العناصر التي أضافتها الكوا في لوحات المعرض الذي أقيم في صالة عامر للفنون في مدينة جبلة فهي حسب قولها مزيج من الحس اللوني المتدرج بحيث بدت اللوحات مضاءة عاكسة للنور بعد أن أحسنت توظيفه باستخدامها تقنية الاكريليك حيث أن الألوان كما الخطوط شكلت بالعموم انتماء الفنانة الشابة إلى فضاء التجريد عبر لجوئها إلى الطبيعة الصامتة والعناصر البشرية “الادميات” لنقل تناقضات الحياة التي تتوازن بأضدادها.sana-nour11

وأضافت “الجديد أيضا هنا هو ترسيخ عناصر الذاكرة للتعبير عن الأصالة والانتماء فالذاكرة بشقيها الحلو والمر لا تغيب عن الجسد في لوحة رجل من الماضي و قد امتلأت بالخطوط المنكسرة والمنحنية وهي تحتضن ذكريات المدينة واماكنها لتشكل جسد اللوحة ومفهومها”.

ويتضافر الماضي الفردي بشقيه الأنثوي والذكوري عند الكوا ليشكل عناصر تاريخية تضج بالتراث الإنساني حيث أشارت إلى أن لوحة زنوبيا توثق برمزيتها انتماء هذه الأمة إلى تاريخ عريق تشكل المرأة جزءا مهما منه يستحضره بشكل كبير عمق الانتماء والوعي من أجل مستقبل واسع الأفق.

كذلك فإن اللافت في لوحات المعرض هو استخدام الفنانة الشابة للخطوط بأشكالها حيث بينت أن “أنصاف الدوائر هي الأكثر حضورا في أعمالها كونها تدعو إلى الاستمرارية والبقاء مع ترك الباب مفتوحا على كل الاحتمالات وهو ما يؤطر نظرتها الخاصة إلى الحياة بكثير من التوازن والوعي”.

يذكر أن التشكيلية نور الكوا من مواليد دمشق العام 1990 و هي طالبة في السنة الرابعة في كلية الفنون الجميلة اختصاص عمارة داخلية وقد شاركت في العديد من الفعاليات والمعارض لتضيف في كل مرة بصمة جديدة ومميزة .

صبا العلي

انظر ايضاً

الفنانة التشكيلية نور الكوا تطلق العنان لخيالها في معرضها الفردي الرابع

تصوير: أسامة الشهابي