اللاذقية-سانا
جمهور غفير ملأ مدرجات مسرح دار الأسد للثقافة مساء أمس للاستمتاع بأولى حفلات الأيام الموسيقية للبيت العربي للموسيقا والفنون والتي تعتبر بمثابة احتفالية سنوية يقيمها هذا العام بالتعاون مع مديرية الثقافة في اللاذقية على مدى ثلاثة أيام يقدم في كل منها حفل فني ببرنامج مختلف ليكون التنوع وتقديم كل جديد سمة تميز أيام الاحتفالية.
وغلب الطابع الشرقي على برنامج الحفل الأول للأيام الموسيقية التي تعتبر خلاصة عام كامل من التدريب والدورات المتتابعة لمختلف الاختصاصات الفنية من عزف وغناء حيث أكد الفنان مروان دريباتي المدير الفني للبيت العربي للموسيقا ان عدد المتدربين الضخم اضافة الى التنوع الكبير في فقرات برنامج الحفل السنوي تطلبا تنفيذه على مدى عدة ايام.
ولفت الى أن مشاركة قرابة سبعين عازفا وثمانية عشر مغنيا ومغنية يصعب تنفيذ الفعالية فكان لا بد من اجراء بروفات متتالية تظهر جمالية الأصوات وامكانات العزف لهوءلاء الطلاب ولا سيما اوركسترا البيت العربي التي وصل عمرها الى خمس سنوات واستطاعت الوصول الى مراحل متقدمة في مجال الشرقيات التي ستكون عمادا لبرنامج الايام الموسيقية.
واستطاع طلاب البيت العربي واساتذته انجاح برنامج اليوم الأول بشكل ملحوظ دل عليه تفاعل الجمهور الكبير وانسجامه مع فقرات الحفل الذي شمل قرابة أربع عشرة أغنية فردية وجماعية حققت حضورا كبيرا عند اصدارها كأغنية كنا انا وانت وموسيقا ضيعة ضايعة اضافة الى اغنيات كلاسيكية مصرية ولبنانية لفيروز واسمهان ما زال لها وقعها حتى الان كأغنية أهواك وافرح يا قلبي مع ادراج بعض الاغاني الغربية بقصد التنويع بحسب حديث /بيرج قسيس/ مايسترو الحفل الذي أوضح أن مواهب الطلاب لهذا العام تصل لمستوى البرامج الاحترافية المتخصصة بالموسيقا.
وأضاف ان البيت العربي يقدمهم بأسلوب يليق بهم وبموهبتهم كما ان تنوع البرنامج ما بين القديم والحديث والتراثي والخفيف والاصيل اضافة الى وجود جانب يقارب الاوبرا أعطى ميزات اضافية للأيام التي تعتبر مهرجانا موسيقيا متكاملا يوءكد قدرة البيت العربي على تدريس العزف والغناء بشكل يعطي الطالب ثقة بالنفس تظهر شخصيته الحقيقية على المسرح.
ويرى فراس حمدان الذي قدم أغنية يا حبي اللي غاب لملحم بركات أنه استطاع التغلب على خوفه من تجربة الغناء للمرة الأولى بالاعتماد على تدريبات معينة ليكون جاهزا لأداء الاغنية التي حاول ان يترك بصمته الفنية الخاصة على حروفها أثناء الغناء أما لمى أسد فقد اختارت أغنية فايا يونان أحب يديك التي تقدم ايضا لأول مرة امام الجمهور في اللاذقية ولفتت لمى انها تحمست لهذه الاغنية كونها تليق بإمكاناتها الصوتية وتقديمها معاني وطنية يحتاج الناس سماعها في هذه الظروف.
مجموعة الأغاني المصرية التي قدمتها سحر محلا تعتبر من أصعب وصلات البرنامج نظرا لكونها من النموذج الطربي الذي يحتاج امكانات صوتية كبيرة استطاعت سحر تجسيدها بأسلوبها الخاص ولا سيما اغنيتي دارت الايام لام كلثوم وبلاش تبوسني في عنيا لمحمد عبد الوهاب حيث بينت سحر اعتمادها على اختيار مقطع مع كل اغنية من مقام النهاوند وأدتها بشكل صحيح استخدمت فيه مساحة صوتها والعرب المناسبة.
كذلك تميزت ليزا صابونجيان بأغنيتين غربيتين شكلتا ثنائية ما بين الفرح والحزن اختارتها ليزا لتقدم نفسها للجمهور بأسلوب بعيد قليلا عن الشرقيات لافتة الى انها طورت أداءها بالغناء الافرادي وطريقة وقوفها على المسرح والانسجام مع اداء الفرقة.
يذكر ان الايام الموسيقية هي الاحتفالية السنوية الثالثة عشرة للبيت العربي للموسيقا وسيقدم اليوم حفله الثاني المتخصص بالغيتارات والبيانو اضافة الى حفل ثالث مساء غد بقيادة المايسترو بيرج قسيس.