الشاعر محمد الزينو السلوم: أمزج ثلاثة أنواع من الشعر في قصيدة واحدة

دمشق-سانا

يعتبر الشاعر محمد الزينو السلوم أن الشعر ينبت كالبذرة في الإنسان منذ الولادة فهو موهبة فطرية تحتاج إلى رعاية وسقاية لتزيدها التجربة نضوجاً في الشكل والمضمون مع التفريق بينه وبين النظم الذي برأيه يشبه الوردة الاصطناعية التي لا تحمل عطراً.

وعن كتابته للشعر يقول السلوم في حديث لـ سانا “أوجدت نوعاً جديداً من الشعر هو خليط من الأنواع الثلاثة التفعيلة والنثر والومضة وأسميته السمفونية ثلاثية الإيقاع أو الألوان” لافتا إلى أن “قصيدته هي التي تكتبه وليس العكس”.

ويوضح السلوم أنه لا يقرر سلفا باي نوع سيكتب من أنواع الشعر مبينا أن الحالة الشعرية تتلبسه في أي مكان فيأخذ بتدوين ما جاء في خلده وقد يكمل القصيدة أو يتركها ليعود لها في وقت آخر مشيرا إلى أن التنويع في غزل الشعر تزيده التجربة نضوجا.

السلوم الذي يعتبر نفسه من أبناء مدرسة سماها “أسمعني شعراً من أي نوع تحب” يحرص على كتابة الشعر المختلط الذي يتألف من مقاطع وكل مقطع من نوع شعري مختلف مع المحافظة على وحدة الموضوع في الأنواع الثلاثة وعلى الفنية من حيث الصورة والخيال والتخييل أو التكثيف بحيث يعطي النوع الشعري حقه كاملاً ولكل مقطع عنوانه الخاص.

ويفضل الشاعر السلوم من أغراض الشعر بالمرتبة الأولى الوجداني يليه الشعر الوطني ثم الرثاء ويقول..غزلت الشعر في المرحلة الابتدائية وساعدتني الطبيعة في قريتي النيرب في حلب المشهورة بالخضرة والورد والجمال ففيها غردت أولى قصائدي وصولا إلى اليوم بعد مخاض يزيد على نصف قرن واعترف لأول مرة أن قصائدي تجاوزت الألف قصيدة تضمنتها 22 مجموعة شعرية حتى الآن وهناك أكثر من مجموعة ما زالت مخطوطات وقد أجد الوقت المناسب لطباعتها.

وكتب السلوم روايتين الأولى بعنوان “الشمس وصهيل المرايا” التي تعتبر اقرب إلى السيرة أما الثانية فهي بعنوان “يبدين زينتهن” وعن ارتباطهما بتجربته الشعرية يقول..أمر كتابتي للرواية لا يتعلق بكتابتي للشعر مطلقاً، فلكل جنس منهما فنيته وأسلوبه فالشاعر غير الروائي.

شارك السلوم في حربي حزيران عام 1967 وتشرين التحريرية عام 1973 حيث يستذكر مشاركته في تحرير قمة تل الفرس في القطاع الجنوبي من الجبهة السورية الذي يعتبر المرصد الثاني بعد مرصد جبل الشيخ فنال وسام الشجاعة من القائد الخالد حافظ الأسد.

وعن هذه المرحلة من حياته يقول السلوم.. كتبت العديد من القصائد الوطنية في أرض المعركة خلال الحربين وحتى الآن فمشاركتي في الأعمال القتالية زادت من نضج تجربتي الشعرية وموهبتي في الشعر الوطني الذي حمل أمنية مقاتل بالشهادة في أرض المعركة.

ومن بين إصدارته العديدة التي تجاوزت الخمسين إصداراً حتى الآن ما بين الأدب والدراسات الأدبية والفكرية فإن السلوم يعتز بالكتب التي ألفها في مجالات الدراسات الاستراتيجية وهي بعنوان “تاريخ الحرب والاستراتيجية وملامحهما العربية” والثاني بعنوان “فلسطين في ظل الصراعات الاستراتيجية” والثالث بعنوان “الطريق إلى قمة تل الفرس”.

وعن كتابه الأول في الاستراتيجية يقول السلوم انطلقت من منهج موضوعي وتاريخي معاً فهو يتحدث عن الحربين العالمية الأولى والثانية وإدارة الحروب وغيرها مبينا أن الكتاب الثاني جاء من خلفية تاريخية وقومية بما يشير إلى أن فلسطين كانت وستكون في فضاءات استراتيجيةعالمية.

ويؤكد السلوم رفضه مغادرة حلب رغم كل الصعوبات الموجودة وعن ذلك يقول في ختام حديثه.. “لن أغادر مدينتي رغم الحصار والحرب والمخاطر فقد ولدت فيها وسأموت فيها وهذه المدينة صامدة بفضل أهلها وجيشنا الباسل” مؤكدا أن “الحرب زادت من نشاطه ونتاجه الأدبي والفكري”.

والشاعر محمد الزينو السلوم من مواليد قرية النيرب في حلب عام 1946 انتسب إلى الكلية الحربية عام 1965 وتخرج منها برتبة ملازم اختصاص مدرعات وشارك في حروب حزيران عام 1967 وتشرين التحريرية والاستنزاف عامي 1973 و1974 له الكثير من الإصدارات الشعرية ولديه كتب عديدة منشورة متنوعة وشارك بالعديد من الأمسيات الشعرية في عدد من المحافظات وحصل على وسام التقدير من نادي أبي قير في الاسكندرية عام 2005.

محمد الخضر وسمير طحان