السويداء- سانا
شامخاً شموخ جبل الريان ناشراً عبق قصائده حبا وورداً عاد الشاعر معتصم حمزة من بلاد الاغتراب لوطنه الأم بعد ثلاثين عاماً حاملاً على كتفيه مجداً تغنى به لقصائد تصدرت صفحات الصحف والمجلات في المغترب تشربت بعشق الوطن والحنين إليه فمثل بلاده خير تمثيل وكان مثالاً للرفعة والكبرياء وفارساً للإنسانية حيث دأب على مساعدة ونصرة الضعفاء فحصد ثلاث شهادات دكتوراه فخرية من ثلاث دول هي أميركا وماليزيا وبريطانيا ونصب سفيرا للأمل والنوايا الحسنة من اليونيسيف.
امتاز شعره بطابع كلاسيكي جميل في الوزن والإيقاع الغنائي واتسمت قصائده بفيض من العذوبة والبساطة والوضوح وقوة العبارة الشعرية وحسن السبك وببلاغة فكرية حاذقة فلمع اسمه كصحفي متخصص في الشعر العربي والنبطي في دولة الإمارات العربية التي يقيم فيها منذ نحو ثلاثين عاماً وتراقصت كلماته الشعرية على
ألحان كبار الملحنين والمطربين العرب أمثال الموسيقار الراحل رضوان رجب والمطرب وليد توفيق.
وفي حديث لسانا الثقافية بين حمزة أن على الشاعر أن يكون ملتزماً بحبه لوطنه وبقضاياه وهمومه فالكلمة هي سلاح الشاعر الخالد في وجه الأعداء وقد استاثرت قضايا وهموم الوطن على الكثير من قصائده مجسداً فيها عشقه لمنبت البطولة والياسمين دمشق حيث قال في قصيدة بعنوان صبراً دمشق
صبرا دمشق على الجراح فإنما من زاد بأسا يا دمشق تحمل…بوابة التاريخ أنت
ومجده .. بسناك ذلكم .. الزمان تكلل…. من ذا يشق الياسمين
بخنجر أو يقصف الأطيار حتى تجفل…. صبراً دمشق فرب ظلم زائل
ولرب غيم إثر شمس قد جلا.
وعشقه لجبل العرب الأشم وحنينه الى أرضه وترابه وأهل وأحبة لم يفارق مخيلة الشاعر وروحه برغم المسافات والأزمنة الفاصلة بينهما حيث خط حمزة كلمات وأبيات شعرية دافئة ملأتها اللوعة والحسرة منها أقاسي كلما فكرت أني …أموت ودونى الوطن
الحبيب…فلا الجبل الاشم أمام عينى…ولا الوديان والسهل
الخصيب…ولا نظرات أو منديل أمى ولا تلك المنازل والدروب.
وكان الحب فى حياة الشاعر أمنيات رافقت أيام عمره طويلاً وامتدادات عانقت روحه ووجدانه وأحلامه املاً أن يسمو الحب في الكون فوق كل شيء ويحتكم له كل شيء مصوراً أمنياته بباقات شعرية عذبة كقوله..
إن كل الامنيات…أن يصير الحب فى الكون
الرسولا…أن يصير الحب أنهارا وفجرا وسماء…أن يصير الحب
ريحا وشهورا وفصولا…أن يصير الحب ليلاً…أن يصير الحب بحراً.
ويرى حمزة أن قيمة الانسان بجميل صنعه وفعله وأن العنفوان والكبرياء شيم راسخة يتحلى بها كل أبي عزيز النفس يرفض الذل والهوان فسكب فى جملة من قصائده حكمة وإباء كل سوري أصيل كما فى هذه الابيات حيث يقول:
“لاتهن فى درب عمر…كن عزيز النفس
ترق…لاتكن عبدا لكنز راضيا أن تسترق…كن قوياً وأبياً
يصعق الإذلال صعقاً…وامض فى الارض كبيراً…رافعاً رأساً
وعنقاً فقوام المرء يبلى…وصنيع المرء يبقى”.