طرطوس-سانا
قبل أكثر من عامين كانت مها خليل من قرية عين الدهب في ريف دريكيش بمحافظة طرطوس تعيش على نفقة إخوتها مستسلمة لاعاقتها المتمثلة بخلع ولادي في الورك ليتم اختيارها بعد ذلك لتكون من اوائل المستفيدين من القروض التي يقدمها برنامج /مشروعي/ في القرية.
وتبين خليل لـ سانا أنها حصلت على قرض بقيمة 40 الف ليرة واستدانت مالا اضافيا ما مكنها من شراء ماكينة خياطة مستعملة الى جانب بعض المواد الغذائية فأصبحت غرفتها الوحيدة التي تعيش فيها تضم بقالية صغيرة ومساحة لإصلاح الملابس مشيرة الى انه رغم الربح المتفاوت الذي تحققه يوميا الا انه وفر حالة من الاستقرار لها حيث تسدد ديونها بشكل منتظم وتستطيع شراء ادوية مرض السكري من مالها الخاص دون الاستعانة بأحد.
كما حصلت خلود محيا حسن من قرية /بشمعة/ بمنطقة الشيخ بدرعام 2012 على قرض لتوسيع عمل صالونها التجميلي الصغير /درج الياسمين/ ليصبح محلا متكاملا لتجهيز العرائس وينال شهرة جذبت إليه فتيات القرية وجوارها.
وتشير خلود لـ سانا إلى بدايات عملها عندما لم تتمكن من متابعة دراستها الجامعية لصعوبات مادية فاختارت مجال التجميل الذي تحبه واتبعت دورات تخصصية فيه حتى افتتحت صالونها الصغير قبل 12عاما بالاعتماد على مدخراتها وبمساعدة زوجها موضحة ان اللجنة الاهلية المسوءولة عن تنفيذ برنامج /مشروعي/ في القرية اختارتها للحصول على قرض قدره /50/ الف ليرة ما مكنها من الانتقال الى محل اكبر وسط القرية وشراء المزيد من أثواب السهرة والأعراس لتأجيرها اضافة الى معدات بسيطة لإصلاح الاثواب ومستحضرات التجميل والبياضات من محال الجملة لبيعها في المحل.
وتوضح خلود الأم لولدين أن الاستقلال المادي الذي حققته هو من أهم نتائج مشروعها حيث باتت قادرة على توفير جميع مستلزمات عملها ومصروف بيتها من كسبها الشخصي ومن عمل تحبه وذلك بعد معاناة مادية وقلق من بعض الاراء الاجتماعية التي لا توءمن بقدرة شخص على شق طريقه وتأمين مستقبله ما لم يكمل دراسته.
ومشروع خلود واحد من /3000/ تم تمويلها في قرى طرطوس في اطار برنامج /مشروعي/ الممول من الامانة السورية للتنمية، حيث تفاوتت درجات نجاح المشاريع حسب ما يوضح رئيس دائرة التنمية المحلية والمكلف تنفيذ البرنامج في المحافظة سمير ديوب لافتا الى ان الانطلاقة كانت عام 2012 من قرى بشمعة وعين بالوج وعين الدليمة وخربة السنديانة وبيت جاش وبلغ عدد القرى التي شملها المشروع حتى الآن /74/ بانتظار استلام التمويل ل/8/ قرى أخرى.
ويوءكد ديوب ان /مشروعي/ استطاع كسب ثقة الاهالي بسرعة قياسية نظرا لاختصاره الاجراءات الروتينية المتبعة للحصول على القروض فضلا عن ان البرنامج لا يتضمن فوائد ويحرص على النزاهة في جميع خطوات العمل الامر الذي انعكس ايجابا على العديد من المشاريع التي اثبت اصحابها كفاءة غير متوقعة بالنسبة لسكان القرى الفقيرة وساهم بتوفير مدخول لكثير من الاسر في ظل الازمة الراهنة.
رزان عمران