الشريط الإخباري

جداريات تحمل ابعادا بيئية وجمالية تتصدر ابداعات الشباب في اللاذقية

اللاذقية-سانا

مرحلة بعد اخرى يحتل البعد البيئي حيزا متزايدا في الأعمال الفنية ذات الطابع التشكيلي ومرد هذا الأمر إلى وعي الشباب بأهمية الحفاظ على البيئة وطرق استثمار مخلفاتها المتنوعة لتكريس مجموعة من المفاهيم والمقولات السامية في هذا المجال بالإضافة الى ما تكتنزه في الوقت نفسه من اساليب ابداعية ورؤى فنية تعكس القدرات الخلاقة لجيل واسع من الشباب وهكذا بات من المعتاد حديثا أن تسير في شوارع اللاذقية فترى بين منطقة وأخرى جداريات فنية تزنر شوارع المدينة وقد انجز الكثير منها بمواد خام واخرى مدورة.

في هذا السياق ذكرت الفنانة الشابة ابتهال مصطفى لنشرة سانا الشبابية أن الاهتمام بالجانب البيئي بدأ يتخذ صورا متنوعة تتجاوز المفهوم الضيق إلى فضاءات تتشبع بالابداع وهنا يمكن القول أن الاهتمام بالبيئة اخذ يتحول الى انجاز ثنائي الجانب ينطوي على جانب تقني من جهة وآخر فني وبهذا فإن كلا من الأعمال ذات الصلة بهذا الأسلوب هي أعمال ذات قيمة مضافة يتوقع أن تتحول في مرحلة لاحقة إلى مدرسة جديدة لها مريدون متخصصون.

وكانت مصطفى شاركت في وقت سابق مع مجموعة فنانين تشكيليين بإنجاز جدارية فنية حملت اسم الفنان الراحل عيسى بعجانو الملقب بهيشون وسعى المشاركون من خلالها إلى تجميل وتلوين جدران مدينة اللاذقية انطلاقا من الحي الذي يحتضن مرسم الفنان حيث أوضحت مصطفى أن هذه التجربة هي الأولى من نوعها في مدينة اللاذقية كما ان النوع المختار لتلوين الجدارية يحمل أبعادا متعددة أهمها البعد البيئي والثقافي اضافة الى البعد التجميلي.

وذكرت أن المواد المستعملة في أعمال من هذا النوع تتعدد لتشمل العديد من المخلفات والعناصر المعدة للاتلاف فالهدف هو إعادة تدوير هذه المواد من قبل الشباب المبدع والاستفادة منها بالدرجة القصوى بعد معالجة بعضها مشيرة إلى أن أهم المواد المستخدمة في الأعمال الجدارية هي بقايا معامل السيراميك والعاب الأطفال البلاستيكية التالفة وعلب المشروبات الغازية وأغطية عبوات المياه المعدنية وبقايا قطع خزفية مكسرة وأصداف وأحجار ومواد أخرى.

وبينت /مصطفى/ أن هذه المواد هي الخيار التقني الأفضل أمام الطبيعة المناخية الساحلية لمدينة اللاذقية بأمطارها الغزيرة ورطوبتها العالية حيث انها تمنح العمل صفة الديمومة لوقت طويل فتتحول جداريات من هذا النوع الى جزء من معالم المدينة ما يسهم في تعميق خصوصيتها واضفاء طابع متفرد للحي أو الشارع أو المنطقة المستهدفة.

واختتمت مصطفى بالتأكيد على ان الجداريات التي ينحى الشباب واليافعون اليوم الى تنفيذها على شكل حملات بيئية وفنية زرعت لدى الجمهور ثقافة اكتشاف القيم الجمالية المحيطة من خلال لفت نظر العابرين والمشاهدين للاعمال المحيطة بهم أثناء تجوالهم ما يعزز الثقافة الفنية والجمالية والتشكيلية في المجتمع دون نسيان دور مثل هذه المشاريع في تعميق ثقافة التطوع الحقيقي وخاصة ان هذه الجداريات غالبا ما تنفذ بامكانات متواضعة تعكس تصميم منفذيها على تعميق الرسالة الفكرية والسلوكية والجمالية من ورائها.
ياسمين كروم

انظر ايضاً

غادروا أرصفة أوروبا الباردة عائدين إلى الوطن… شباب سوري يميط اللثام عن أحلام الغربة وأوهام اللجوء

دمشق-سانا في الوقت الذي قرر فيه الكثير من الشباب السوري السفر والبحث عن العمل والحياة …