حمص-سانا
تمكنت الشابة روان يوسف من تحدي الاعاقة وتوجيه حياتها نحو مزيد من الإنجاز الإيجابي بعد أن طالتها يد الارهاب الغاشم في أحد التفجيرات الغادرة في مدينة حمص وتحديدا في 24 تشرين الأول من العام 2013 خلال عودتها من جامعة البعث وهي في أوج فرحتها بتحقيق حلمها وتسجيلها في كلية الطب البشري رغم أن الإجرام الإرهابي أودى ببصرها وأحلامها الفتية إلا أنها استطاعت التعامل مع واقعها الجديد واعادة صياغته بما يتناسب وقدراتها الحالية.
وأوضحت روان لنشرة سانا الشبابية أنها تغلبت على واقعها المستجد بعد فقدانها لبصرها بفضل الرعاية التي احاطتها بها اسرتها واهتمام ودعم بعض الجمعيات الاهلية في المحافظة ما منحها قوة كبيرة وقدرة على تجاوز الالم والمعاناة مؤكدة أنه لا مكان لليأس والقنوط في حياتها مادامت تمتلك كل القدرات العقلية والنفسية السليمة.
واضافت أنها وإيمانا منها بأهمية متابعة تحصيلها العلمي والمحافظة على تفوقها الدراسي فقد اتجهت بعد الحادث الإرهابي لدراسة اللغة الفارسية في كلية الآداب والعلوم الانسانية بجامعة البعث كونها لم تستطع متابعة دراستها في الفرع العلمي الذي طالما أحبته نظرا لأن القوانين والانظمة وقفت حائلا دون تحقيق رغبتها هذه.
وقالت ” أتمنى في ظل الظروف الاستثنائية التي تعيشها البلاد إيجاد قرارات استثنائية تسمح للطلبة الذين تعرضوا لفقدان احدى حواسهم او اجزاء من جسدهم بمتابعة تعليمهم في أي مجال يحبونه أذ أرغب بدراسة أحد الفروع العلمية في مجال هندسة الحاسوب وخاصة أن هناك اليوم برامج ناطقة تسهل هذا الأمر”.
ولم يقتصر طموح روان على الجانب الدراسي بل تعداه إلى انضمامها لأحد المعاهد الموسيقية لتنمي هوايتها في العزف على آلة الأورغ سماعيا مؤكدة أنها تمتلك احساسا موسيقيا مرهفا منذ الصغر إنما لم يسبق لها أن عزفت من قبل بسبب انشغالها بدراستها فعندما سمحت لها الظروف بارتياد معهد موسيقا عزفت مباشرة كمحترفة وأطربت سامعيها ومعلميها.
وعن مشاركاتها الموسيقية نوهت روان بانها شاركت في العديد من الفعاليات الفنية كان احدثها قبل ايام قليلة ضمن احتفالية أقيمت بمناسبة يوم السلام العالمي حيث قدمت معزوفات لاغان تراثية ومقطوعات أجنبية نالت اعجاب المستمعين.
وفي مجال تنمية المهارات والقدرات وجدت روان ضالتها في تعزيز ثقتها بنفسها وبالآخرين وشحذ حبها للحياة من خلال انتسابها لدورات التنمية البشرية التي تقيمها مؤسسة قدرات حيث حازت عدة شهادات معتمدة عن الدورات التي التحقت بها في مجالات البرمجة اللغوية العصبية وحل المشكلات ومواجهة الصعاب والتحديات وطرح ومناقشة أحدث الاساليب التربوية لتقديم الدعم النفسي والمعنوي إلى جانب شهادة من جمعية رعاية المكفوفين لمشاركتها في ورشة عمل في آلية التعامل مع المكفوفين وطريقة البرايل بإشراف رئيسة الجمعية /سمر السباعي/.
وترى والدة روان وهي مدرسة لغة انكليزية أن ابنتها عززت لدى الأسرة والمقربين منها الامل بالحياة وبمستقبل الوطن الذي يمتلك شبابا يملكون إصرارا وطموحا بمتابعة حياتهم الطبيعية وتحقيق امنياتهم بالرغم من الإرهاب الذي يهدد حياة الجميع مؤكدة أن روان وبعد فقدان البصر هي اليوم اكثر قوة وايمانا وعزيمة من قبل وتعلم الاخرين من حولها كيفية تقبل الحياة وتحدي المصاعب حيث لا مكان لديها للاستسلام والضعف والاستكانة.
يذكر أن الشابة روان غريب يوسف من قرية رام العنز مواليد 1996.
فاتن خلوف