لن تضيف معركة غزة الراهنة -توقفت اليوم أم توقفت غداً- جديداً بمعنى الجديد، سوى تأكيد حقيقة ارتباط القضية بالدم الفلسطيني والمقاومة، وهذا ليس بجديد. طبعاً هناك تطور حقيقي في مقدرة المقاومة وأدواتها واسلوب قتالها،
لكن ليس إلى الدرجة التي يخولها لخوض معركة مفاوضات دون سلاح ! أعني كل التنامي الهام في مقدرة المقاومة لن يقنع اسرائيل – حتى الآن – بالسلام ! ولن يقنع أميركا أن تغير في مواقفها بما يكفي لرؤية بشر آخرين في المنطقة غير اسرائيل. وليس لكم والله إلا الصمود والصبر الجميل وبالله المستعان.
في مقابل تنامي قدرة المقاومة الفلسطينية، هي تواجه عوامل إضعاف سياسية وعسكرية عديدة، معظمها ناجمة عن أخطاء قيادات سياسية لها، مارست التدخل المسلح في الشؤون الداخلية لبلدان عربية تستضيفها وتحميها وأيضاً ناجمة عن انشغال جبهة مساندة المقاومة بهذا الحجم أو ذاك عنها.
انشغال جبهة دعم المقاومة بهذا الحجم أو ذاك، وتراجع مستوى التلاحم بين ما عرف غالباً بجبهة الممانعة، ترك المقاومة أضعف في جبهة القتال، أو على مستوى العمل السياسي المسؤول المؤمن. هذا ما ظهر واضحاً في شكل واسلوب المداورات والمداولات، سعياً لوقف القتال، رغم أن هذا المسعى تنشط بعض الشيء مع ازدياد خسائر العدو الصهيوني في المعركة. لكن… هي مساع يقودها ويديرها ظلاّم القضية والمقاومة… أصدقاء اسرائيل فقط.. سواء صداقة واضحة أم في الظل الذي لا يخفيها، كصداقة قطر مثلاً والعبقري الاسلامي الكذاب أردوغان.
كلهم بهمهم العالية واستعانوا بالساحر الأميركي ودجال جامعة الخزي العربية وتنبل الأمم المتحدة… كلهم وصلوا إلى ما لا يرضي المقاومة ولا يقدم نتيجة تذكر للدم الفلسطيني المراق في غزة والنصر النسبي الفعلي الذي حققه الفلسطينيون.
اعترضت حماس مدعومة بقطر العظمى فجاء اعتراضها أشبه بالتظلم أمام الظلاّم !!! وجاءها الوعد… ؟ أن مصر ستسعى لتعديلات على الاتفاق المعد كما ترى وتريد أميركا وتابعوها، ولاسيما أن خالد مشعل سيهبط من عليائه في قطر العظمى حامية القضية “… أي قضية هذه التي تحميها دولة كقطر ؟ “ إلى القاهرة لتقبل قيادة حماس ما لا يقبله المقاوم الفلسطيني في أرض المعركة.
على وقع الظلم والتظلم ثمة ما يدعو للخيبة إذ قيادات المقاومة تدعو للاحتفال بالنصر المؤزر. ولا يكون الاحتفال خارج موعده ومنطقه إلا غطاء للخيبة. نرجوكم هذه المرة مرورها دون احتفالات، كفانا الظلم والتظلمات.
بقلم: أسعد عبود