موسكو – سانا
أكد عدد من النواب والساسة والاعلاميين والمحللين السياسيين الروس والاوروبيين ان دول الغرب تتحمل بالأساس تبعات قضية المهجرين الى اوروبا لأنها تواطأت مع تركيا والسعودية وقطر لتمويل وتسليح وتدريب الإرهابيين في سورية بايعاز من الولايات المتحدة التي خلقت تنظيم “داعش ” الإرهابي.
وقال المشاركون في برنامج “مساء الأحد” التحليلي الذي بثته قناة روسيا التلفزيونية وكان مخصصا لسورية وإلقاء الاضواء على قضية المهجرين الى اوروبا: إنه “لولا الرعاية الغربية والخليجية للإرهاب لما كانت هناك حرب ارهابية في سورية وأن الرئيس بشار الأسد يتمتع بتأييد غالبية الشعب السوري بمختلف شرائحه” لافتين إلى الدعم الذي تقدمه روسيا والصين الى سورية في مواجهة الارهاب ومواقفهما المبدئية في مجلس الأمن الدولي وأن روسيا لا تساعد سوى من يدافع عن نفسه وقضيته العادلة.
وأعرب المشاركون في البرنامج عن رأيهم بأن الولايات المتحدة تسعى إلى اضعاف اوروبا وروسيا معا عن طريق زيادة حدة قضية المهجرين الى اوروبا وتصعيد الوضع في اوكرانيا مع الإشارة الى ازدياد عدد الناس الذين يفكرون بصورة واقعية في اوروبا ويعتبرون تنظيم “داعش” الارهابي وغيره من التنظيمات الإرهابية في سورية اعداء لأوروبا وروسيا معا ويدعون الى رفع العقوبات عن روسيا والكف عن السير في ركاب السياسة الامريكية المعادية لسورية وروسيا معا.
وشدد مدير المركز الإعلامي السوري في موسكو الدكتور فهد كم نقش في مداخلاته اثناء النقاش على ان القضية الرئيسية تنحصر في وجود تنظيمات ارهابية يرعاها الغرب وحلفاؤه الخليجيون والأتراك في سورية داعيا الى تدقيق المصطلحات واستخدام مصطلح “اللاجئين” الذي يتضمن أحكاما قانونية بموجب مبادئ الأمم المتحدة والقانون الدولي ومعاهدة جنيف لعام 1959.
وحول أسباب تدفق اللاجئين إلى أوروبا قال كم نقش إن “هؤلاء الناس لا يذهبون إلى هناك للسياحة والاستمتاع بجمال المدن الأوروبية بل لان تنظيم “داعش” الارهابي يقتلهم ويقطع رؤوسهم ويحرقهم ويغرقهم في المياه أحياء وهذا بالذات ما تكلم عنه قبل ايام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وهذا ما لا يجب نسيانه أبدا”.
وأشار كم نقش الى الخلافات والمشاكل الناشبة حاليا بين بلدان الاتحاد الاوروبي بسبب قضية اللاجئين لافتا الى ما أعلنه رئيس وزراء سلوفاكيا روبرت فيتسو من ان بلاده لم تقصف ليبيا ولذا يجب على تلك البلدان الأوروبية التي قصفت ليبيا ان تدفع الان ثمن أعمالها تلك وتأخذ على عاتقها استقبال اللاجئين وعدم إلقاء المسوءولية على الدول الأوروبية الاخرى التي لا تشارك في تصعيد الوضع في الشرق الأوسط.
ولفت كم نقش الى تصريحات وزير خارجية لوكسمبورغ جان ايسلبورن خلال اجتماع وزراء خارجية بلدان الاتحاد الاوروبي في الخامس من ايلول الجاري بان الاتحاد الاوروبي يقوم على ثلاثة أسس هي القيم الأوروبية والقانون الدولي والإنسانية متسائلا أين هي هذه المبادئ ولماذا لا نرى تطبيقها في الواقع العملي حاليا مضيفا : إن “المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل وافقت على استقبال 800 ألف لاجئ من سورية في بلادها فهل هذا من باب تأنيب الضمير ام ان القيم الأوروبية قد استيقظت فجأة ” مؤكدا ان ما يكمن وراء ذلك هي حسابات باردة ودقيقة تماما وتهدف الى استخدام اللاجئين لضخ دماء جديدة في اقتصاد ألمانيا التي تعاني من شيخوخة المجتمع ونقصان اليد العاملة حيث تشير الإحصاءات الى ان عدد سكان ألمانيا حاليا/80/ مليون نسمة وسيتراجع هذا العدد الى 76 مليونا في العام 2020″.
وأضاف كم نقش : إن “كثيرين كانوا يتوقعون انهيار سورية في غضون أسبوعين او شهرين من بدء الاحداث فيها على غرار ما جرى في غيرها من البلدان التي أصيبت بعدوى ما يسمى “الربيع العربي” ولكن سورية ما زالت صامدة للسنة الخامسة على التوالي لان الشعب السوري ملتف حول قيادته ومؤسسات الدولة تؤدي واجبها بكل دقة”.
وأكد كم نقش أنه إذا لم يتم اجتثاث الإرهاب من سورية فلن يتم حل القضية بل ستتفاقم اكثر فاكثر مشددا على ضرورة الاصغاء الى اقتراحات روسيا والرئيس بوتين لحل الازمة في سورية لأننا نرى أن الولايات المتحدة بتحالفها المزعوم ضد الارهاب وضرباتها الجوية لمواقع تنظيم “داعش” الارهابي لا تسفر عن اي نتائج فعلية في حين يجب التعاون مع الحكومة السورية في مكافحة الارهاب وتقديم المساعدة الاقتصادية والمشاركة في إعادة إعمار البنى التحتية التي دمرها الإرهابيون.
شارك في البرنامج رئيس الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي فلاديمير جيرينوفسكي والمخرج السينمائي رئيس مؤسسة “موس فيلم” كارين شيخنازاروف ومدير معهد الشرق الاوسط يفغيني ساتانوفسكي والمحلل السياسي سيرغي ميخييف والنائبة في البرلمان الاوروبي عن إستونيا يانا توم والنائب عن البرلمان الاوروبي عن لاتفيا أندريه ماميكين والصحفي من اصل مصري تيمور دويدار وتولى تقديم البرنامج الإعلامي الروسي المعروف فلاديمير سولوفيوف.