استيقظ باكراً بخلاف ما اعتاد عليه.. تفقد مجدداً وقبل كل شيء حاجياته التي تفقدها بالأمس مرات ومرات.. وبعد أن ارتدى جديد لباسه.. وقبل يدي أمه وأبيه اتجه الى مدرسته.. هي قصة الطفل السوري.. ليست جديدة فجميع الاطفال والتلاميذ في العالم يتبعون ذات الشيء.. قصة ليست جديدة بسردها.. إنما تفاصيلها ومضامين أن يتجه نحو 4 ملايين تلميذ الى مدارسهم هو الجديد.. جديد القصة رسائل جمة لا تغيب عنها الاسطر السياسية.. فبعد أربع سنوات من الارهاب، ومحاولات تدمير جميع مقومات البنية التعليمية مازالت سورية قوية تنبض بالحياة.. والدولة قادرة على التصدي لجميع انواع الارهاب من تدميري الى تكفيري وظلامي.. رسائل حملها كل طفل اتجه الى مدرسته أن الشعب السوري أقوى من أن تحط من عزيمته نائبات الدهر ولو اجتمعت أمم الأرض على النيل منه.
سنوات اربع من الارهاب مرت على سورية.. لكن مع كل يوم جديد مر ويمر يرتسم مشهد يخالف سابقه.. تظهر قوى جديدة.. تتبدل مواقف وتظهر رؤى.. تعلو اصوات وتخبو أخرى.. ورغم هذا وذاك ثمة مواقف صديقة تصقل أكثر وأكثر.. لتبدأ روسيا من منطلق أن الارهاب خطر عالمي، باستراتيجيتها الجديدة ازاء سورية ولتظهر مزيدا من التشدد والصلابة ضد أي خطر او عدوان قد يهدد سورية.
مع ثبات الموقف الروسي والايراني .. يواصل الغرب سياسة النحيب على السوريين.. ويبكي على ضحية قتلت بخنجره.. وبدعمه للإرهاب.. ينافق الغرب في موضوع اللاجئين السوريين.. يبكي حينا عليهم.. ويفتح حوانيت ووكالات متاجرة بمعاناتهم احياناً.. وبين هذا وذاك يحاول استغلال موجة الهجرة للضغط على الرأي العام الاوروبي وإقناعه بالدخول في الحرب ضد «داعش» الارهابي، اشتراك مع «التحالف» ظاهرة قتال الارهاب.. وباطنه بحسب الكثير من التقرارير استهداف الجيش العربي السوري وتدمير مقومات الدولة السورية.
في قراءة سريعة لمجريات الأحداث مؤخراً.. فالمشهد تغير برمته فالقوة الروسية في المتوسط وكما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن وجود السلاح والأساطيل الروسية في المتوسط ليس قعقعة سلاح, و هو وجود عملياتي جاهز للضرب بيد من حديد عند الضرورة.
مع الصلابة الروسية والايرانية.. اعترف الارهاب المنتج في الاردن بفشل مخططاته في سورية.. وخبا في ذات الوقت النعيق السعودي المراهن على الفتنة الطائفية في سورية.. وبدا الاميركي يقتنع أن لاحل في المنطقة الا مع الحكومة السورية وبأن الروسي والايراني شريكان في صناعة القرار والقوتان اللتان لا يمكن تجاهلهما مهما حدث.. ولتبقى انتصارات الجيش العربي السوري الورقة الاكثر قوة في تغيير جميع موازين القوى.. انتصارات أثبتت أن سورية الياسمين باقية كما هي.. وإسقاطها ضرب من المحال.
بقلم: منذر عيد