بيروت-سانا
أكد الأمين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان فايز شكر أن الحرب العدوانية الهمجية المستمرة على قطاع غزة منذ أسبوعين والتي حصدت مئات الشهداء وآلاف الجرحى ودمرت الكثير من البيوت والبنى التحتية أظهرت من جديد حقيقة الفكر الصهيوني الإجرامي وطبيعته العنصرية الحاقدة وبينت الدور القذر للإدارة الأمريكية بدعمها ومساندتها للإرهاب الصهيوني.
وقال شكر في بيان له اليوم إن هذه الحرب العدوانية كشفت أيضا التخاذل والتآمر لبعض الأنظمة العربية وحكامها المتواطئين مع المعتدين وفضحت الجامعة العربية التي أصبحت حصان طروادة العصر في واقعنا العربي.
وأوضح شكر أن هذه الحرب العدوانية على غزة هي جزء من الحرب الكبرى على الأمة العربية المستمرة منذ إعلان الحلف الأمريكي الصهيوني عن مشروعه في إقامة منطقة الشرق الأوسط الجديد وتبنيه الفوضى الهدامة كأسلوب لتنفيذ هذا المخطط مشيرا إلى أن ما تشهده اليوم أكثرية البلاد العربية من اعتداءات عليها يدل على هذه الحقيقة التي أصبحت واضحة كوضوح الشمس.
وأضاف.. لقد اغتنم الكيان الغاصب الظروف التي يمر بها العالم العربي فطرح مشروع الدولة اليهودية كخيار أخير له ليتمكن من خلال تنفيذه من السيطرة والتمدد والهيمنة على المنطقة بأكملها وما عدوانه على سورية ودعمه للإرهابيين فيها وإعلان مساندته “للإنفصاليين في شمال العراق” وحربه المستمرة على الشعب الفلسطيني بشكل عام وعلى أهل غزة بشكل خاص إلا للتعبير عن الأهداف التي يسعى إليها هذا العدو في هذه المرحلة المصيرية من تاريخ أمتنا العربية.
بدوره أكد رئيس حزب التوحيد العربي اللبناني وئام وهاب في بيان أن النصر شبه أكيد وهو حليف المقاومة الفلسطينية التي استطاعت من خلال صمودها التاريخي ان تقلب المعادلة على الساحتين الإقليمية والدولية وأن تحقق توازن الرعب في مواجهة العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني الذي رفض التنازل عن حقه وقرر البقاء والصمود والمقاومة.
وأعرب وهاب عن استغرابه للصمت العربي إزاء العدوان المتجدد على غزة وأبنائها الذي ترتكبه إسرائيل بدم بارد دون أي اعتبارات إنسانية أو إخلاقية وهو دليل اضافي على حالة الاستسلام والوهن والضعف التي باتت تعتري الأنظمة الرجعية في المنطقة والتي تقاعست عن واجبها في الدفاع عن القضية الفلسطينية في ظل انشغالها بالصراعات الداخلية ما يشجع المحتل على الاستمرار في العدوان.
ووجه وهاب تحية اعتزاز وتقدير للمقاومة الفلسطينية التي تتصدى للعدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة وتبذل أغلى الاثمان دفاعا عن الشعب الفلسطيني في مواجهة آلة القتل الإسرائيلية مسطرة بصمودها ومقاومتها في وجه المغتصب ملحمة جديدة من ملاحم البطولة والعطاء في الصمود والتحدي والكفاح في سبيل استعادة الحقوق المسلوبة والمغتصبة لتحقيق حلم الأمة في اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وشدد وهاب على أن صمود أهلنا في غزة يؤكد مرة جديدة بأن إسرائيل كيان عاجز عندما يفشل عن تحقيق أهدافه العسكرية والأمنية وبالتالي السياسية امام إرادة المقاومة الفلسطينية التي استطاعت ان تدمر هيبة الردع الإسرائيلية وان تضيف الى انتصارات المقاومة نصرا جديدا.
من جهتها أدانت 99 منظمة من منظمات وشبكات المجتمع الأهلي وحقوق الإنسان العربية جرائم الحرب العدوانية الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وقال مركز الخيام إن هذه المنظمات وشبكات المجتمع الأهلي طالبت في بيان مشترك المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف العدوان وحماية المدنيين الفلسطينيين بعد أن واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي تصعيد عدوانها الغاشم ضد المدنيين وممتلكاتهم في غزة من خلال ارتكاب جرائم حرب وانتهاكات جسيمة واستخدام غير قانوني للقوة في غزة ما تسبب حتى تاريخه في قتل أكثر من 506 مدنيين بينهم 112 طفلا و 50 امرأة وتشريد أكثر من 100 ألف فلسطيني من بيوتهم وتدمير أكثر من ألف منزل واصابة 3150 مدنيا آخر بجروح مختلفة اغلبهم من الأطفال والنساء وكبار السن وهم من الفئات المحمية بموجب القانون الإنساني الدولي.
كما أدانت المنظمات الموقعة على البيان سياسة العدو الإسرائيلي الرامية الى ترويع المدنيين المتعمدة وإرهابهم وإلحاق أكبر الخسائر بهم وبممتلكاتهم التي كانت هدفا واضحا للهجمات الحربية الإسرائيلية المتواصلة والتي تشارك فيها مختلف الأسلحة من الطائرات الحربية والبوارج ومدفعية الميدان والدبابات مؤكدة أن تجاهل المجتمع الدولي لالتزاماته القانونية تجاه السكان المدنيين يسهم في تعزيز حالة الإفلات من العقاب عن الانتهاكات الجسيمة لقواعد القانون الدولي وهو يشجع قوات الاحتلال على ارتكاب المزيد من الجرائم طالما تشعر بالحصانة ضد الملاحقة والعقاب.
وأشارت الى ان ما ترتكبه قوات الاحتلال الإسرائيلي يرتقي إلى مستوى جرائم الحرب مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك العاجل والفاعل للوفاء بالتزاماته القانونية والأخلاقية تجاه السكان المدنيين الفلسطينيين للوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي الهمجي على غزة وتوفير الحماية للمدنيين وتفعيل الملاحقة والمساءلة لمن أمر أو نفذ جرائم الحرب التي ارتكبت بحق المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم.
وكذلك أدانت المنظمات في بيانها صمت جامعة الدول العربية وبعض الأنظمة العربية على هذا العدوان الغاشم الذي بات عاملا مشجعا لاستمرار الجرائم الإسرائيلية البشعة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والذي يشكل موقفا لا يتناغم مع روح الميثاق العربي لحقوق الإنسان ومبادئه التي تعترف بحق الشعوب في تقرير المصير وتساوي بين الصهيونية والعنصرية مطالبة المجتمع الدولي والمنظمات والهيئات الدولية بالخروج عن صمتهم وسياسة الكيل بمكيالين ومساواة الضحية بالجلاد ودعوة دولة فلسطين إلى الانضمام إلى اتفاقية روما لمحكمة الجنايات الدولية.
وشددت على وجوب قيام كافة الدول باتخاذ التدابير المناسبة لتفعيل الولاية الجنائية العالمية لمحاكمها بغية ملاحقة كل المسؤولين الإسرائيليين عن الجرائم التي ارتكبوها بحق الشعب الفلسطيني في غزة أو أمروا بها أو سكتوا عنها مطالبة مجلس حقوق الإنسان في جنيف بعقد جلسة طارئة لبحث الانتهاكات الإسرائيلية الفادحة لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة وخاصة قطاع غزة وإرسال بعثة تحقيق دولية.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها السافر على قطاع غزة منذ نحو أسبوعين مخلفة مئات الشهداء وآلاف الجرحى اضافة إلى تدمير كبير في منازل المدنيين والبنى التحتية.