طرطوس-سانا
اتقن الفنان التشكيلي حسان أحمد تنسيق لوحاته الفنية التي قدمها في معرضه الفني الأول الذي يقام على صالة المركز الثقافي العربي في مدينة بانياس فجاءت موحية باتزان لمسة الشاب المهندس الذي مزج بين الفنون التشكيلية وعلوم الهندسة المدنية.
ويعبر المعرض الذي يضم 38 لوحة فنية مرسومة بالرصاص عن حالات مختلفة تأثر بها الفنان في حياته جسد من خلالها صورا لوجوه أشخاص أحبهم وتأثر بهم إضافة إلى تأثر كبير بطبيعة البيئة الريفية الجبلية والساحلية فرسم البحر والجبال.
ويوضح الفنان أحمد لسانا الثقافية ان الرسم بالنسبة له هواية قديمة صقلها من خلال قراءاته المتعددة لمختلف أنواع الفنون التشكيلية خارج إطار دراسته العلمية مؤكدا وجود قاسم مشترك بين العلوم وثقافة الإنسان وشخصيته بشكل عام.
ويبين بان الإبداع يأتي نتيجة تقاطع مجالات عمل الإنسان فالمعر ض يضم لوحة رسمها من خلال إضافة رسوم وأبعاد متعلقة بالهندسة المدنية التي تمثل دراسته الأكاديمية.
ويشير أحمد إلى انه يرسم بالألوان الزيتية وغيرها لكنه تقصد ان تكون اللوحات المقدمة في المعرض بالرصاص والألوان الخشبية بغية توحيد النموذج والحجم بشكل يعطي إحساسا وانطباعا لدى المتلقي بوجود شيء موحد ما بين اللوحات مؤكدا ان موهبة الرسم لديه مرتبطة باحاسيسه فهو لا يرسم إلا في حالات معينة.
ويعارض تحديد انتماء الفنان أو اللوحات لمدارس فنية معينة وتقيده بها حيث يفضل أن يعمل على أساس إحساسه ويطلق العنان لإبداعه تاركا صور الانتماء للمدارس الفنية في حالة اللاوعي لديه أثناء قيامه بالرسم لافتا إلى ان الرصاص يتمتع بقدرة كبيرة على منح الإحساس باللوحة من خلال الخطوط وهو قادر على التعبير عن كل ما يريد التعبير عنه باللوحة حتى انه يمنح الشعور بالألوان ويظهرها بدرجات وفوارق لونية.
وتشكل لوحة المتسلقون تجسيدا لحالة اجتماعية ينبذها الفنان تحكي قصة الوصوليين والانتهازيين على حساب فئة الشرفاء الذين لا يتطلعون إلا للعمل الشريف فيبقون في الظل ولا يحصلون على ما يريدون بينما الفئة الثانية تعلو وتنمو وتحقق كل مصالحها ومطالبها في الحياة.
ويختم بانه أراد من خلال إحدى لوحاته التعبير عن نفسه وتأثره بالأزمة التي تشهدها سورية ولكن بطريقة أقل دموية وإيذاء للمشاعر الإنسانية فرسم إحدى الشخصيات الكرتونية معلقا بحبل مشنقة في محاولة للإيحاء عن الحرب التي يتعرض لها المواطن السوري اليوم.
يشار إلى ان الفنان حسان أحمد من أبناء مدينة الدريكيش التي تشكل بطبيعتها الجميلة مناخا ملائما للفن والإبداع.
غرام محمد