دمشق -سانا
انطلقت صباح اليوم فعاليات الندوة الدولية الفكرية التي تقيمها مديرية ثقافة دمشق بعنوان “سورية تنتصر” في قاعة المحاضرات بمكتبة الأسد الوطنية بمشاركة باحثين من إيران وتركيا وفلسطين والعراق وسورية.
وقال وزير الثقافة عصام خليل في كلمة ألقاها خلال افتتاح الندوة أن “انتصار سورية حقيقة محسومة مؤسسة على وعي الواقع ومعطياته لأن النصر في سورية فعل حضاري متواصل يبدأ منذ وعي الإنسان لذاته على هذه الأرض المقدسة مرورا بالاف التحديات المصيرية والمجابهات الصعبة وصولا الى المنجز الابهى للحضارة الانسانية في مراكمتها للإبداع الذى كان العرب السوريون وما زالوا عنوانه وتاجه الاعلى”.
واعتبر وزير الثقافة أن “التاريخ لم يعرف حربا سوداء كالحرب التي شنت على سورية ولم يعرف البشر محنة ظالمة كالمحنة التي مرت على السوريين” مؤكدا في الوقت ذاته أن “روح السوريين راسخة في الحياة كجذور السنديان تستعصى على الذبول واليأس”.
وقال خليل “نحن صناع الحياة وسكانها لم ننصب خياما لاستقبال اخوتنا العرب القادمين الينا من اهوال مصائبهم.. فتحنا قلوبنا وبيوتنا لهم وشاركنا في ترميم أحلامهم وكتابة مستقبلهم” متسائلا “لماذا يتاجرون اليوم بالامنا في قوارب الموت والاسلاك الشائكة على الحدود ومخيمات الايواء ولماذا يتاجر الغرب بمصائر السوريين وهو المسوءول عن تهجيرهم بعد أن حاصر خبزهم ودفع الارهابيين الى ذبح ابنائهم وتدمير منشاتهم”.
وأكد وزير الثقافة أن “صناع الحياة لا تهزمهم المحن لذلك سورية تنتصر بحضارتها.. بجذورها.. بخصوبة ابداعها وبجيشها العربي السوري وبأبنائها وبوحدتهم.. بالحوار المسوءول وبالانتماء العميق وبالتفافهم حول رمز العنفوان العربي السيد الرئيس بشار الأسد”.
كما القى الدكتور جواد الزيدي من العراق كلمة المشاركين في الندوة أكد فيها أن سورية تواجه عصابات الاعراب وانحرافات العالم والته الاعلامية التي تضخ أكاذيبها من أجل تصوير الارهاب الذى تتعرض له سورية على أنه “ثورة” خدمة للصهيونية وأهدافها في تمزيق المنطقة وتفتيتها معتبرا أن دور النخب الثقافية المشاركة في الندوة موءازرة سورية وفضح مخططات التآمر التي حيكت ضدها وكشف أسباب الصمود السورى بوجه هذه الحرب العدوانية.
وتضمنت فعاليات اليوم الأول من الندوة التي ترأس جلساتها توفيق الإمام معاون وزير الثقافة مناقشة ثلاثة محاور حيث بين عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام الدكتور خلف المفتاح من محور /حكمة القيادة في إدارة الأزمة والروءية الوطنية للحل/ أن القيادة في سورية تعاملت مع الأحداث التي شهدتها البلاد منذ آذار 2011 بحكمة وعقلانية عبر مستويين الأول /قوة الحكمة/ تجلت في الاستجابة للمطالب الشعبية وإصدار جملة من التشريعات والقوانين المتعلقة بها والثاني /حكمة القوة/ في التصدي لاعتداءات التنظيمات التكفيرية عندما كشف الإرهاب عن وجهه وبدأ بشن مخططه الإجرامي بحق الشعب العربي السوري وموءسسات الدولة.
وأشار المفتاح إلى أن السيد الرئيس بشار الأسد التقى في الفترة الواقعة من آذار 2011 إلى تموز من العام نفسه مع حوالي 600 وفد شعبي وأهلي من مختلف أرجاء سورية للوقوف على مطالب مختلف الفئات مستعرضا الإجراءات التي اتخذتها القيادة خلال عام واحد منها إلغاء قانون الطوارئء وتشريع التظاهر السلمي وإصدار قوانين جديدة لتنظيم عمل الأحزاب وللإعلام ثم صياغة وإعداد دستور جديد والاستفتاء عليه.
ولفت عضو القيادة القطرية إلى أن سورية كانت منفتحة على كل دعوات الحل السلمي للأزمة السورية بدءا من استقبالها وتعاونها مع بعثة مراقبي الجامعة العربية ثم مبعوثي الأمم المتحدة موءكدا أن روح المسوءولية الوطنية كانت الأساس في التعامل السوري مع هذه المبادرات بالرغم من أن الهدف الخفي لها استنزاف الدماء السورية واللعب على الزمن بغية انتظار متغيرات تحدث في الميدان تستخدم للحل السياسي.
وتطرق المفتاح إلى البرنامج السياسي لحل الازمة في سورية الذي أطلقه الرئيس الأسد في مطلع 2013 كروءية سورية للحل السياسي للأحداث التي تشهدها البلاد وترسم ملامح سورية المتجددة معتبرا أن هذا البرنامج هو المبادرة الوحيدة الصالحة اليوم للتطبيق في سورية والتي تعبر عن روءية الشعب السوري وتستجيب لمختلف التطلعات وتحافظ على الوحدة والاستقلال والسيادة الوطنيين.
وفي محور /دور المتغيرات الإقليمية والدولية في الأزمة السورية/ تحدث الاعلامي والباحث /بركات قار/ من تركيا عن دور المتغيرات الاقليمية والدولية في الازمة السورية موضحا ان القوى الامبريالية احتوت هذه التطورات التي حدثت في المنطقة والتي تمثلت بمطالب شعبية لتوظفها باتجاه مصالحها ولصالح الصهيونية في المنطقة معتبرا أن هذا التوجه الغربي يستهدف الحركات التحررية الديمقراطية خاصة المقاومة الفلسطينية والمقاومة اللبنانية.
واوضح قار ان “النظام التركي المتمثل بحكومة اردوغان دخل على الخط بالتعاون والاتفاق مع السعودية وقطر ودول عربية اخرى لصالح المشروع الكبير الذي يستهدف كل شعوب المنطقة بكل تنوعه واطيافه ويعمل على بث الفتنة والتخريب والدمار وزرع الارهاب في المنطقة خدمة لأحلامه في قيام دولة عثمانية جديدة”.
واشار قار الى ان اردوغان الذي يدعم الارهاب ضد سورية لم يوجه أي ضربة لتنظيم “داعش” الارهابي على الحدود مع سورية وأن القوى الداخلية في تركيا تعلم حقيقة توجهاته لذلك عارضت سياساته التي تسببت بنزف الدماء في مصر وليبيا وسورية وفي تحويله تركيا ممرا لكل انواع الاسلحة والمعدات التي يستخدمها الإرهابيون موءكدا أن احلام اردوغان تحطمت على صخرة صمود الشعب السوري.
وفي محور /دور القوى القومية والتقدمية والوطنية العربية في الازمات التي تعصف بالمنطقة/ بين الدكتور جواد الزيدي من العراق أن الصراع في المنطقة حاليا ذو طابع ثقافي بين ما هو ثقافي حقيقي وثقافي انساني وبين ثقافة الظلام التي يعيشها هوءلاء الارهابيون ومن يمولهم ويدعهم من خلال الاعلام والمال.
ورأى ان القوى القومية والتقدمية وان كانت تختلف سابقا مع بعضها البعض انما هي الان تجتمع على مشروع عربي قومي هدفه توحيد الصف العربي والقضاء على قوى الارهاب التي تدعهما بعض الدول العربية والاجنبية.
وتختتم الندوة أعمالها يوم غد بمناقشة محاور /العقيدة والخبرة والثبات.. سمات الجيش العربي السوري/ و/سورية والمقاومة.. علاقة مصير/ و/انتصار سورية انتصار لفلسطين/.