باحثون سوريون: منح الشهيد الأسعد وسام الاستحقاق تكريم لكل شهداء الثقافة

دمشق-سانا

أكد عدد من الباحثين والأدباء أن منح الباحث الشهيد خالد الأسعد وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة يعبر عن تقدير سورية لباحثيها وأدبائها ومفكريها ورفضها للإرهاب التكفيري وتحديها لجرائمه.

واعتبر المدير العام للآثار والمتاحف الدكتور مأمون عبد الكريم في تصريح لـ سانا أن منح وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة لعالم الآثار الشهيد الأسعد هو تقدير لتفانيه في خدمة آثار تدمر وآثار سورية بشكل عام” الذي بلغ حد الاستشهاد دفاعا عنها”.

وقال عبد الكريم إن الشهيد الأسعد “دافع عن آثار تدمر عالميا وكان خير سفير لها في الملتقيات العالمية وقدم تدمر بأجمل صورة في المؤتمرات الدولية”.

ورأى عبد الكريم أن الشهيد الاسعد الذي قام تنظيم “داعش” بإعدامه لأنه رفض فكرهم التكفيري ودافع عن كرامة مدينته تدمر ومبادئه واختار الشهادة في مدينته التي اخلص لها كل ذلك جعله يستحق هذا الوسام بجدارة مشيرا إلى أن الاسعد “نال وساما ثانيا عندما دخل قلوب كل السوريين نتيجة مواقفه الانسانية وبطولته ووطنيته”.

وبين مدير الآثار أن وزارة الثقافة “ستقيم حفل تأبين كبيرا للأسعد في نهاية الشهر الجاري بمكتبة الأسد الوطنية بمناسبة مرور 40 يوما على استشهاده وسيتم خلاله تسليم وسام الاستحقاق السوري لعائلته”.

وأشار إلى أنه خلال حفل التابين سيتم تقديم كتاب من أعداد المديرية العامة للآثار والمتاحف عن حياة الشهيد الاسعد يتضمن سيرته الذاتية ومختارات من أعماله وشهادات زملائه وأصدقائه من مختلف أنحاء العالم والكتاب من منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب في وزارة الثقافة.

من جانبه رأى الباحث الدكتور علي القيم أن الشهيد الاسعد يستحق التقدير و “من هنا جاء هذا الوسام ليبين أن الباحث والعالم والمفكر والمثقف في مقدمة كل شئ لأنه من يثبت أن حضارة سورية عريقة كانت منذ آلاف السنين وستبقى إلى الأزل”.

وأضاف القيم أن الشهيد الأسعد كان عالما كبيرا وعلامة بارزة في تاريخ العمل الأثري وسيبقى اسمه مرتبطا بتدمر دائما تاركا أبحاثا ومؤلفاته للكثير من الاجيال مشيرا إلى أن الشهيد الأسعد نذر نفسه على مدى اكثر من ستين عاما لخدمة بلده والتعريف بآثارها مقدما معرفته وعلمه وخبرته إلى العالم أجمع.

ولفت إلى أن الشهيد الأسعد “ناضل وكافح وجاهد بكامل العطاء والمحبة والنجاح والسمو في كل ما أنجزه وعمله” وكان يدرك جيدا رسالة المؤرخ والباحث الأثري في كتاباته وأبحاثه ومراجعه في تاريخ وآثار فنون امبراطورية تدمر ومحيطها الجغرافي”.

ورأى عضو مجلس الشعب الباحث الدكتور حسين راغب أن منح وسام الاستحقاق السوري للشهيد الأسعد تكريم لكل شهداء الثقافة ووفاء لمسيرة الشهيد الأسعد ويعكس حرص القيادة على الاهتمام بالعلماء والمثقفين والباحثين وأصحاب الكفاءات العلمية هو تأكيد أنه “مهما حاولت قوى الجهل أن تنال من عزيمتنا فاننا مصرون ومستمرون في دعم وتعزيز الثقافة ولا يمكن أن يضيع دم أي مثقف أو عالم أو مفكر قضى في سبيل علمه ووطنه”.

وقالت الشاعرة عدنة خير بك إن منح وسام الاستحقاق للشهيد الأسعد دلالة على قوة العزيمة واستمرار العطاء وإن الألم لن يثني عزيمتنا وسيبقى هؤلاء في سمائنا كالنجوم يضيئون من أجل أن تبقى الحضارة ويبقى الوطن وهم اوسمة شرف تبقى على مر التاريخ.

يذكر أن تنظيم “داعش” الإرهابي قام بإعدام عالم الآثار خالد الأسعد في 18 من الشهر الماضي في ساحة المتحف الوطني بتدمر.

والباحث الأسعد من مواليد مدينة تدمر عام 1934 حاصل على إجازة بالتاريخ ودبلوم التربية من جامعة دمشق وعمل أربعين عاما مديرا لآثار تدمر وأمينا لمتحفها الوطني مكرسا أكثر من خمسين عاما من حياته في العمل بمجال الآثار كما شارك مع عدد من المؤسسات الدولية والإقليمية والعربية في مشروعات متعلقة بتدمر وبالآثار السورية.