موسكو-سانا
اعتبر يوري ناغيرنياك المدير العام للصندوق الدولي الإنسانية والتقدم وسيادة القانون لتعزيز الثقافة والعلوم والتعليم أن الأزمة في سورية هي إحدى المسائل المفتاحية في العقيدة السياسية للخارجية الروسية مشيرا الى ان روسيا لن تتخلى عن موقفها إزاء سورية “بغض النظر عن المشاكل التي ظهرت أمام روسيا نتيجة هذه المواقف”.
وقال ناغيرنياك في مقابلة مع مراسل سانا في موسكو اليوم ” إنه من الطبيعي أن يتخذ كل من روسيا والولايات المتحدة موقفين متناقضين ومتعاكسين تماما في الموضوع السوري وينبع موقف كلا البلدين من إدراك كل منهما لمصالحه القومية حيث ان الأمريكيين لا يتمسكون بتحقيق مسائل نظرية مثل نشر الديمقراطية وغيرها من المسائل التي يتذرعون بها في تدخلهم بالشأن السوري وإنما هم يبحثون فقط عن الفوائد الجيوسياسية التي يمكنهم جنيها من ذلك”.
وأكد ناغيرنياك ان موقف روسيا أكثر شفافية وعدلا لأن روسيا لا تحاول إخفاء نوايا سرية مبيتة في حديثها عن دعمها للحكومة الشرعية في سورية وفي الحفاظ على السلام في المنطقة بينما تمارس الولايات المتحدة لعبة مزدوجة الأوجه في هذا الصدد أي أنها تحاول أن تخفي بشعارات منمقة في دفاعها عن بعض المقولات النظرية أطماعا جيوسياسية تلبي مصالحها وبذلك تقوم ليس بتدمير سورية فقط بل إنها تقود المنطقة برمتها نحو الكارثة.
وفي مقابلة مماثلة أكد آدجار كروتوف رئيس تحرير مجلة “قضايا الاستراتيجيا القومية” التي يصدرها معهد الدراسات الاستراتيجية في روسيا أن العلاقات الدولية كان لها أن تتحسن بشكل أفضل لو أن قضايا الخلاف بين الدول كانت تحل من قبل الدول صاحبة العلاقة مباشرة والتي ذاقت الأمرين من عدم حلها.
وأعرب كروتوف عن أسفه من أن منظومة العلاقات الدولية مبنية بطريقة تلعب الدور الرئيسي فيها الدول الكبرى بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية والتي تسعى ضمن هذه العلاقات نحو تحقيق مصالحها الذاتية من خلال روءيتها الخاصة حول ما يجب وما لا يجب فعله في حل القضايا العالقة.
وأضاف كروتوف ” إن الولايات المتحدة كانت في السابق ولا تزال اليوم تتخذ مواقف هدامة تعوق عقد أي حوار حول إمكانية حل النزاعات لذا فإن الصراعات الدائرة في الشرق الأوسط بشكل عام وفي سورية بشكل خاص تخدم مصالح واشنطن فهي تقوم ببيع الأسلحة لدول المنطقة وعبرها تصل هذه الأسلحة إلى التنظيمات الارهابية المتطرفة في سورية والعراق”.
وأكد كروتوف أن الولايات المتحدة تزعزع الاستقرار بالمنطقة عبر الإطاحة بالحكومات التي تدافع عن مصالحها القومية فهي لا تستفيد منها وقال “إننا نرى يد الولايات المتحدة في كل مكان تقوم بفعل ما لا يفيد دول المنطقة بل لمصلحة أهدافها الذاتية الضيقة لذلك فهي تضع العصي في عجلة الحل السلمي للأزمة في سورية وستواصل ذلك في المستقبل فهي غير مهتمة في حل الازمة سياسيا بل مهتمة باستمرار المواجهات المسلحة”.