بيروت-سانا
واصلت الشخصيات والأحزاب والقوى الوطنية والقومية اللبنانية والفلسطينة إدانتها للعدوان الصهيوني على قطاع غزة وما يخلفه من مجازر وجرائم يندى لها جبين الإنسانية بحق الفلسطينيين مؤكدين أن المجزرة التي ارتكبها العدو الصهيوني في حي الشجاعية بحق الأطفال اليوم هي دليل على وحشية هذا العدو.
ودعت الأحزاب الوطنية اللبنانية في بيان بعد اجتماع المؤسسات الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة إلى تحمل مسؤولياتها والعمل سريعا من أجل وقف “المذبحة” التي يتعرض لها أبناء غزة كما دعوا الرأي العام العالمي إلى التحرك وممارسة الضغط من أجل وقف هذا العدوان.
واستنكر البيان السبات الذي تغط فيه الأنظمة العربية وشددوا على ضرورة أن تهب الشعوب العربية بقواها الحية لنصرة فلسطين وقضيتها التي ستبقى القضية المركزية التي تستحق كل النضالات والعطاءات والتضحيات.
بدورها دانت قيادات الفصائل والقوى الفلسطينية في لبنان العدوان الصهيوني المتواصل على الفلسطينيين في قطاع غزة محملين حكومة العدو الصهيوني المسؤولية الكاملة عن المجازر والجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال.
وأكدت قيادات الفصائل في بيان لها اليوم أن الجرائم الصهيونية وآخرها في الشجاعية ورفح وعموم قطاع غزة لن ترهب الفلسطينيين بل ستزيدهم اصرارا على مواصلة طريق المقاومة حتى التحرير والعودة والاستقلال.
وشدد البيان على ضرورة التمسك بالوحدة الوطنية الفلسطينية لأنها السلاح الاقوى في وجه الكيان الغاصب.
بدوره أكد الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد ثقته بقدرة المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني على تحقيق الانتصار على العدوان الصهيوني مدينا جرائم الحرب الصهيونية ضد المدنيين ومنددا بانحياز الغرب لإسرائيل وتبرير جرائمها.
ولفت سعد في بيان إلى أن “صمود غزة وبطولة مقاوميها أعادا تسليط الضوء على القضية الفلسطينية بصفتها قضية تحرر وطني في مواجهة استعمار استيطاني عنصري وأعاد الاعتبار لها بصفتها قضية العرب الأولى” مشيرا إلى أن الحرب الصهيونية على غزة فضحت زيف ادعاء القوى الظلامية الإرهابية بالعداء للصهيونية فهي لم تطلق طلقة واحدة ضد اسرائيل.
بدوره دان لقاء الجمعيات والشخصيات الإسلامية في لبنان المجزرة الوحشية التي قام بها جنود العدو الصهيوني في حي الشجاعية شمال قطاع غزة كما اللقاء الصمت العربي والإسلامي الرسمي وكذلك المنظمات والهيئات الدولية داعيا الشعوب العربية والإسلامية إلى وقفة تضامنية وتقديم كل أشكال الدعم للمقاومين على أرض فلسطين.
من جهته جدد حزب التوحيد العربي في لبنان دعمه للمقاومة والشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال والعدوان الاسرائيلي على غزة داعيا إلى الوقوف صفا واحدا بمساندة الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها جراء هذا العدوان الإسرائيلي الغاشم الذي هو استكمال لحرب الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين.
إلى ذلك استنكر رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين وقال “نحن اليوم أمام مجزرة جديدة يرتكبها العدو الصهيوني بحق أشقائنا الفلسطينيين في غزة فلم يسبق للبشرية أن شهدت في الأزمنة الحديثة وحشية كهذه الوحشية”.
ودعا أرسلان في مؤتمر صحفي اليوم الى رص الصفوف الفلسطينية وتوحيد الموقف الفلسطيني بوجه الإجرام الصهيوني الذي تجاوز بمراحل كل قواعد وقوانين الحروب.
بدوره اعتبر عضو هيئة الرئاسة لحركة (أمل) خليل حمدان أن “ما يجري في غزة جريمة بحق الانسانية وعملية إبادة جماعية بحق المدنيين وخصوصا الأطفال والنساء والشيوخ وهذا الاسلوب مارسه العدو الصهيوني على أرض الجنوب وفي البقاع وبيروت وفي مجزرة صبرا وشاتيلا والنبطية الفوقا”.
وأوضح حمدان أنه “بقدر ما ندين الاجرام الصهيوني المسلح بآلة الموت والدمار الصهيونيةفإن المتجاهلين لهذه المجازر والساكتين عن ممارسات العدو الصهيوني البشعة والذين يروجون للاحباط هم أيضا مدانون لأنهم بتخاذلهم يهدرون دم الشعب الفلسطيني”.
من جانبه حمل عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب اللبناني نواف الموسوي قوى دولية وعربية مسؤولية المجزرة الوحشية التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في حي الشجاعية في غزة أمس لافتا إلى أن الشعب الفلسطيني يحقق الانتصارات وبوسعه أن يحقق نصرا موصوفا رغم الجرائم النكراء التي ارتكبها العدو الاسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني خلال عدوانه على قطاع غزة.
وقال الموسوي في كلمة له في بلدة حاريص في الجنوب اللبناني “إن المجزرة التي ارتكبها العدو الصهيوني في حي الشجاعية والتي بلغ ضحاياها حتى الآن ما يزيد على 60 شهيدا و250 جريحا ارتكبت بدعم من قوى دولية وعربية “مشيرا إلى “إن الدعاية الغربية وبعض الدعاية العربية لن تستطيع ان تقلب الحقيقة وتقول ان سبب المجزرة هي المقاومة”.
وبين الموسوي أن “جرائم العدو الاسرائيلي في لبنان عرفها اللبنانيون والكثير من الشعوب العربية فالخلاصة التي يجب ان نضعها أمام أعيننا هي ان العدو الصهيوني لا تنفع معه الدعاوى الإنسانية وفي حال المواجهة معه لن يكون لنا من غطاء يحمينا من مواجهة إجرامه إلا القدرات القتالية التي يجب أن نعمل على الدوام لزيادتها”.
ولفت الموسوي الى أن الشهداء الذين يقدمهم حزب الله يسقطون دفاعا عن لبنان بأسره بجميع مكوناته وطوائفه واحزابه لأن الخطر التكفيري لا يميز بين أحد وآخر مشيرا إلى أننا نشهد اليوم تهجيرا جماعيا للمسيحيين من الموصل ومن قبل تم استهداف العديد من العائلات في سورية فكل من لم يقف مع الفكر التكفيري كان مصيره الموت أو التهجير.
وشدد الموسوي على ان المقاومة في لبنان تدافع و تعمل للحفاظ على بقاء لبنان وتعدديته و العيش المشترك فيه وقال إننا “نقف هذه الوقفة لأجل الدفاع عن المقاومة ولو استبق غيرنا التطورات واتخذ الموقف نفسه لحمى العراق من الجرائم التي ألمت به” وبين الموسوى أن المئات يجري قتلهم بدم بارد في حين عندما نقدم شهداءنا فإننا نكسب هذا الوطن والأمة حصانة في وجه هذا السم.
وكان عدد ضحايا المجزرة التى ارتكبتها قوات الاحتلال الاسرائيلى فى حى الشجاعية بقطاع غزة امس ارتفع الى 74 شهيدا بينهم عدد كبير من الاطفال والنساء و350 مصابا.