دمشق-سانا
من حنجرتها يخرج صوتها دفاقا ليهدر في حب الوطن وتذوب أحاسيسها كأنثى تغني لبلدها الذي هو في نظرها الحبيب والصديق الذي لا يدانيه أحد لتكون المطربة السورية ميسون منير أحد الأصوات التي صمدت مع وطنها بوجه الأزمة والتي عبرت بأغانيها عن افتخارها به ومحبتها له.
وخلال لقاء خاص مع سانا أكدت منير تأثرها الشديد بالطبيعة السورية التي تتميز بجمالها بما تحتويه من وديان وسهول وأنهار وجبال والذي انعكس بهاء وجمالا على مشاعرها وأحاسيسها فكانت سورية بهذا التكوين الجميل لا تفارقها أبدا ما جعل عواطفها تدفعها لتغني للوطن ولمن وقف إلى جانبه ولمن أراد له أن يبقى
عزيزا كريما.
وقالت منير من أهم أغنياتي التي أعتز بها أغنية بعنوان نادي باسمك يا بشار جينالك من دار لدار وهي من كلمات وألحان الفنان بسام حسن وحرصنا على تناغم هذه الأغنية بمكوناتها الموسيقية واللغوية والمعنوية عبر تمثيلها للرابط الحقيقي بين القائد وشعبه ووطنه وهم يخوضون معركة الشرف والبقاء.
وأضافت.. لأنني أحب طبيعة الجبل ومكوناته وما يرمز له من قوة وكبرياء بدأت تظهر مفردات هذا المكون الجميل بغنائي ما انعكس على الكثير من أعمالي كما كان للون الطربي حضورا في روحي الفنية وفي ذاكرتي التي أحرص على أصالتها.
وقالت.. إن الشباب هم كنز ثمين في الوطن وهم البنية التحتية الحقيقية لبقائه وللحفاظ على كرامته لأن سواعدهم القوية وعقولهم الوثابة هي القوة العليا للدفاع عنه لذلك قمت بالغناء لأولئك الشباب وكانت أغنية جني كلمات الدكتور نبيل الشيخ وألحان الفنان سمير النوري وهي موجهة بالدرجة الأولى للشباب وهذا ما اكتسبته خلال خبرتي وعبر دراستي في كلية التربية وعلم النفس.
وإن انتقاء الفنان لأدواته الفنية كما رأت منير يجب ألا يكون بمحض الصدفة أو عبر دخول معيار تجاري بل من المفترض أن ينتقي الفنان كل ما يخص فنه ليصل إلى نتاج يحقق أكبر قدر من المقومات التي تؤثر بالمتلقي وتبعث فيه الجديد المفيد والذي يعتبر عملا إبداعيا جديدا في مجال الفن والثقافة.
وأوضحت منير أن الغناء الجماعي أو المسمى ديو عبر اشتراك فنانين بأغنية واحدة يؤدي دورا فنيا واجتماعيا ناجحا عندما يتحقق عبر انتقاء سليم وكلمات وألحان توصف حالة معينة لذلك كان آخر أغانيها ديو مع الفنان سمير النوري من نظمه وتقول
حبك نبض قلبي.. شريان حسك
روحين بجسد واحد .. لا تصدق أنسى
يا عشقي وهيامي .. ولهفة غرامي
وقالت الفنانة منير إن الأغنية التي تتمكن من الوصول إلى المجتمع تحقق وقعا في ذاكرته ما يوفر لهذه الأغنية فرصا غير متوقعة تأتي بشكل عفوي وتحقق انتشارا آخر يدفع الفنان إلى البحث عن نجاح جديد يجعله يتفوق بشكل مستمر ويقدم الأفضل وهذا ما حققته خلال مشاركاتي في معظم الأغاني التي شاركت فيها في مهرجان الأغنية السورية بحلب منها أغنية يا ساكني التي تقول فيها..
ياساكني ما أجملك .. يحلو الهوى لو قبلك
قلبي الذي أهملته .. يا هاجري لن يخذلك
وتابعت.. شاركت بدورة أخرى من المهرجان بأغنية عاطفية كلمات مضر شغالة وألحان خالد حيدر حملت عنوان من ديرة لديرة وكان لمشاركاتي وقع جميل وهذا ما دفع المهرجان لدعوتي أكثر من مرة.
واعتبرت الفنانة منير أن الإذاعة السورية وسيلة إعلامية مشرفة يمكن للفنان أن يقوم من خلالها بتأدية واجباته وتحقيق طموحاته لأنها منبر عريق حقق مكاسب كثيرة لمعظم الفنانين السوريين فأعطتها بعض أغانيها مثل أغنية ساكن بعيوني التي لحنها لها الموسيقار الراحل سعيد قطب.
وعن تجربة الأغنية الفصيحة ومقارنتها بالعامية قالت الفنانة منير إن الأغنية الفصيحة لا شك أنها صاحبة عراقة وحضور تاريخي وحضاري ولا يمكن أن ينكرها احد فهي تقوم بأداء دور شامل كما أن الأغنية التي نوءديها باللهجة العامية إذا امتلكت المقومات الموسيقية لا يقل دورها عن الأغنية الفصيحة.
وتمنت الفنانة منير على وسائل الإعلام أن تتوقف كثيرا عند المواهب الحقيقية وتساهم بتسليط الضوء عليها ورعايتها ولا سيما المواهب التي تنتمي إلى وطنها وتملك مقومات الفن والطرب.
محمد الخضر