سلال الريحان تراث يتجدد في الريف السوري

اللاذقية-سانا
يعبق الريف السوري بمنتجات ومصنوعات وجدت طريقها للحياة بأنامل نساء ريفيات صغن منتوجاتهن المنزلية من البيئة الطبيعية وبأيدي فلاحين شقوا الأرض بمجاريفهم وتعد سلال الريحان تحفة ريفية يدوية عادت لتزين بيوت السكان في الريف وتحتضن منتجاتهم.
يصطحب العم أبو سعيد طفليه الى تلال قرية بسنديانة لقضاء ساعات بحثا عن نبات الريحان الذي ينتج ثمر الحنبلاس اللذيذ ليقطعوا بعضا من عيدانه الخضراء التي تتصف بالمرونة وقوة التحمل والرائحة العطرة.
ويقول أبو سعيد لنشرة سانا سياحة ومجتمع إنه يشارك طفليه في رحلة البحث عن عيدان الريحان وكذلك خلال القيام بصنعها لتبقى حية في ذاكرتهم كونها يمكن ان تشكل مصدر رزق لهما في المستقبل كما أنها إرث شعبي ينبغي الحفاظ عليه كي لا يغدو منسيا مع تقادم الأيام.
وحول طريقة صنعها يشرح أبو سعيد أنه يبدأ بصنع مايسمى بالبدوة وهي أساس السلة وتتألف من ثمانية أضلاع أو قضبان تسمى الملك وأكثر مايميزها أنها اثخن من باقي القضبان التي تسمى الخلوف المحضرة لتتشابك لاحقا مع قضبان الملك بشكل ضفيرة.
وأوضح أبو سعيد أنه بعد الانتهاء من صنع الملك يدخل إلى جانبها أربعة خلوف تشتبك حول الملك لتثبيته ومن ثم يتم تفريعهم نحو الأعلى حسب حجم السلة أو طولها ثم يلي ذلك صنع ديران الكيلة أي حواف السلة التي تسمى بعد الانتهاء منها بـ الجمار وخلال إنجاز أساس وجمار السلة تصنع يدها أو حاملها كجديلة
رائعة متشابكة مع جسم السلة دون تدخل خارجي اي تخرج من أساس وجسم السلة دون أن يثبتها مسمار أو عود دخيل بحيث يتم صنع السلة من العيدان وهي خضراء غضة لتترك بعد ذلك مدة حتى تيبس وتصبح صالحة للاستعمال.
عيدان الريحان التي تزخر بها الغابات السورية في الريف الساحلي يصنع منها أيضا السانوني الذي يوضع عليه مقلي الفخار والمحيصلونة التي توضع فيها قضبان الدبق وكذلك القفة المعدة لوضع القمح المسلوق أو الحنطة المسلوقة بلغة القرية.
صبا العلي